سيد أعمر ولد شيخنا
حظي الشيخ سيد المختار الكنتي بتقدير واسع من علماء عصره داخل الفضاء الصحراوي السوداني وخارجه في المغرب ومصر وغيرهما؛ حيث راسله سلطان المغرب سيدي محمد بن عبد الله[1] ،و سلاطين سوكتو العلماء عثمان بن فودي وأخيه عبد الله وابنه محمد بلو[2] .كما نال الشيخ الكنتي ثناء وتقدير أرباب العلوم والمعارف، فقد راسله من مصر العلامة اللغوي الكبير مرتضى الزبيدي – صاحب تاج العروس- وأثنى عليه ومدحه[3] ، " و وصفه ابن مخلوف صاحب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية بأنه " من أعلام العلماء والأئمة الفضلاء وأحد الأساتذة المشهورين والجهابذة المعروفين"[4] ،وذكر أسانيده المحدث عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس والأثبات" وترجم لتلميذه المحدث المغربي الجراري[5] . واعتبر أبو إسحاق التادلي الشيخ سيد المختار الكنتي من بين الذين "جددوا العلوم والدين في المغرب".[6]
ووصف البرتلي في كتابه "فتح الشكور" الشيخ الكنتي بالقول "القطب الرباني والغوث الصمداني الولي الصالح ذو البركات الشهيرات وشيخ الأشياخ السادات من ظهرت بركاته شرقا وغربا ومناقبه في الناس عجما وعربا ساقي المريد عمدة أهل التوحيد شيخ المحققين ومربي السالكين أبو المواهب السنية صاحب الأخلاق المرضية ذو الكرامات الظاهرة السيد الأسنى والذخيرة الحسنى".[7]
وجزم النابغة الغلاوي ،بأن لفظ "الشيخ " إذا أطلق في البلاد الشنقيطية فالمقصود به الشيخ سيد المختارالكنتي دون منازع وفي ذالك أنشد بيتين جميلين هما:
الشيخ بالإطلاق للمختار **ابن أحمد على الخيار
وغيره لابد أن يقيدا ** باسم به سمي حين ولدا[8]
دراسته وشيوخه :
بدأ الشيخ سيد المختار دراساته العلمية في أحياء قبيلة "كل السوق"،ذات التقاليد العلمية الراسخة ، وكان من شيوخه في أحياء السوقيين،خلال فترة الطلب ،الشيخ أحمد بن الشيخ الذي أخذ عنه الحديث بسند متصل بعلماء تنبكتو. وكذلك أخذ عن عالم سوقي آخر هو محمد أحمد اليلتماتيجي ،الذي قرأ عليه مختصر خليل ومنظومة ابن عاصم وبعض المتون الفقهية .وقد اعترف لهم الشيخ سيدي المختار بفضلهم في العلم عليه وطول باعهم فيه وقال فيهم قصيدته الشهيرة:
جزى الله أهل السوق عنا بخيره ** فما حسدوا فضلا وما نطقوا هجرا
فإنهم ذاقوا عسيلة علمهم ** ففازوا بقصب السبق واستحدثوا فخرا
ثم خرج من عند السوقيين إلى الشيخ أح الكلحرمي فأقام عنده زمنا يتعلم الفقه ،وقد تمتع خلال هذه المدة بذكاء ونجابة خارقين ،إذ مُنح قدرة خارقة في التحصيل والحفظ ،وموهبة فذة في الاستيعاب لكل ما يدرسه ، ثم غادر الشيخ الكبير عقفة النهر بسبب المرض بالرطوبة، واستقر في تنبكتو ابتغاء التعلم والاستفادة، لكنه وجد نار العلم قد خبأت بها واندرست بعد ازدهار دام قرونا طوالا ،ذاع فيها صيتها ،وقد حمل لواء العلم والثقافة فيها علماء أجلاء لايعدون لكثرتهم.[9] ومن مشائخ الشيخ سيد المختار الكنتي في مرحلة الطلب الشيخ أند عبد الله الذي أخذ عنه الكنتي الورقات لأبي المعالي الجويني وجمع الجوامع للسبكي وكافية ابن الحاجب وتنقيح الأصول للقرافي وقواعد المنجوري بسندها مرفوعة إلى أصحابها.[10]
كانت أهم محطة في المسار العلمي والروحي للشيخ سيد المختار هي محطة التتلمذ على الشريف الشيخ سيد اعلي ولد النجيب وهو عالم متمكن آلت إليه زعامة الطريقة القادرية بعد وفاة آخر شيوخها الرقاديين الكنتيين سيدي الامين ذي النقاب. كان الشيخ سيد اعلي بن النجيب عارفا بالله متعبدا عالما متفننا ،صاحب أحوال سنية وأعمال زكية وهو شيخ مثالي راح ينمي مواهب الشيخ سيد المختارالكنتي الذي اتصل به عام 1156هـ/1743م،...فصاحبه وأخذ عنه الأوراد القادرية.[11] ،وقد درس عليه الشيخ سيد المختار كثيرا من العلوم،حيث أخذ عنه مروياته في الحديث كالصحاح الستة.وجامع الأصول لابن الأثير وجامعي السيوطي الكبير والصغير وشفاء القاضي عياض ،وكشف الغمة عن سائر الأمة ،والترغيب والترهيب للحافظ المنذري. وكلها بسندها عن شيخه مرفوعا إلى أحمد بغيغ ومن ثم إلى مؤلفيها.[12]
وفي التفسير وعلوم القرآن ،قرأ الشيخ سيد المختار على شيخه سيد اعلي تفسير الجلالين وتفسير البغوي وتفسير ابن عطية ولباب التأويل لابن الخازن وتفسير البيضاوي وكل ذلك بسند شيخه سيد اعلي عن شيحه سيدلامين ذي النقاب بسند مرفوع إلى أحمد باب التنبكتي إلى أصحاب هذه الكتب.[13]
وإلى جانب التكوين العلمي الرفيع الذي تلقاه الشيخ سيد المختار على يد شيخه سيد اعلي ولد النجيب فقد تلقى ـ كذلك ـ تكوينا روحيا وفكريا عميقا أهله بجدارة لوارثة شيخه سيد اعلي في رئاسة الطريقة القادرية، وقيادة مشروعها الإصلاحي في الصحراء والسودان الغربي .
التجديد الديني في فكر الشيخ سيد المختار:
شغل التجديد الديني حيزا كبيرا في فكر مدرسة الشيخ سيد المختار الكنتي على نحو غير مسبوق - من حيث التناول والعمق والشمولية - في التقاليد العلمية والدينية في الفضاء الصحراوي السوداني، وتؤكد المدرسة على أن وظيفة "المجدد" - كما يفهم من الشرع وكما تقرر في التجربة التاريخية للمسلمين- تتمثل في تجديد ما اندرس من معالم الدين، والعودة بالناس إلى الفهم والممارسة الإسلامية الصحيحين؛ كما تجسدت في العهدين النبوي والراشدي، "فلما ضعفت الأمة عن القيام بما ذكر على الرسم المذكور انتدب للقيام بكل خطة من تلك الخطط من يقوم بأعبائها من أعيان الأمة: يجدد ما قد اندرس من آثارها، ويهلل ما انكسف من أنوارها، فقام القضاة بتجديد خطة القضاء، والأمراء بتجديد الإمارة، والمفسرون بالقيام بأحكام القرآن وآدابه، والمحدثون بحفظ الحديث وضبطه، والفقهاء بتقرير علم الحلال والحرام وحفظه، والصوفية بعلم جهاد النفوس ورياضتها، وعلاجها من عللها وتهذيبها... وقام النحاة بعلوم اللسان وبيان وجوه إعجاز القرآن."[14]
فالتجديد –وفق أدبيات شيوخ الزواية- عمل جماعي ينهض به المجددون في مختلف الفنون والمجالات؛ فالتجديد قد يكون علميا ينهض به العلماء والدعاة، وقد يكون سياسيا يتولاه الأمراء المصلحون "إذ المحققون من علماء الأمة على أن الحديث عام لأن لفظة "من" (الواردة في حديث "من يجدد لها دينها") تقع على الواحد وعلى الجمع، ولا يلزم أن يكون المراد بالحديث الفقهاء خاصة كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء، فإن انتفاع الناس بالعلماء وإن كان عاما فانتفاعهم بأولي الأمر من ولاة العدل سيما إن كانوا علماء أكثر،[15]
فالتجديد عمل ضخم تتكامل فيه جهود الساسة والعلماء "لابد من أولى الأمر ومن العلماء ومن القراء ومن المحدثين ومن أهل الزهد والورع وغيرهم فإن كل فريق من هؤلاء ينتفع به غير ما ينتفع بالآخر ....فالمجددون من أولي الأمر أي أصحاب الشوكة والسلطان عليهم بحفظ قوانين السياسة الشرعية وأن يثبتوا العدل والإنصاف فيما بين الناس ويكفوا عنهم العوادي حتى تحقن الدماء ويبسط الأمان كي يتمكن الناس من تحصيل مالا بد منه من الأمور الدنيوية. التي لا يمكن إقامة التكاليف الشرعية دونها"[16].
"أما المجددون من القراء والمحدثين فمسؤوليتهم تكمن في ضبط القراءات والروايات في الأحاديت التي هي أم لأدلة الشرعية والمجددون من أهل الورع والزهاد والمتصوفة فواجبهم أن يعظوا الناس ويذكروهم بأمر النشأة الآخرة".[17]
وتعتبر الحالة التي يجمع فيها المجدد بين وظيفة التجديد الديني والتجديد السياسي أعلى درجات التجديد وأكثرها أهمية "ثم كان تجديد الإمارة في باب، وتجديد الديانة من باب فإذا أراد الله تعالى... إقامة دولة الإسلام في عصر جمع بين مجدد العلماء ومجدد الأمراء في آن وزمان فقلد الأمير العالم المشير، فكان الخلق للعالم والفري (التنفيذ) للأمير الحاكم."[18]
والتجديد في رؤية الشيخ المختار الكبير ـ كما يؤكد عزيز بطران ـ هو مهمة صعبة لا تحدث إلا مرة على رأس كل قرن... المجدد لا يجب أن يدعي القيام بهذا الدور أو يصف نفسه بالمجدد، فعلماء عصره هم من سيطلقون عليه هذا اللقب تلقائيا، إذا كانت تتوفر فيه شروطه، فاختيار المجدد إذا يكون بإجماع من أئمة وعلماء عصره.[19]
الدور الاصلاحي للشيخ سيد المختار
ويمكن رد تيار التصوف المؤسس في السودان الغربي، للشيخ سيدي المختار الكنتي المسؤول عن بذر بذور الطريقة القادرية التي سجلت نجاحا في كسب قلوب الناس على يديه... لقد شخّص الكنتي علة الانحطاط في المجتمع السوداني في إسقاط المغاربة لدولة صنغي دون تقديم بديل، حيث أدى تدمير السلطنة الإسلامية إلى حدوث فراغ وفوضى، وسلب ونهب وازدهار ثقافة التخليط والوثنية، مما دفع الكنتي إلى تفضيل وجود دولة ـ حتى لو كانت ظالمة ـ على غرار الدولة المغاربية على الفوضى، لأنه ـ على الأقل ـ يوجد عند المغاربة فكر الملكية وحفظ الأمن وإقامة المؤسسات على الشريعة الإسلامية... وركز الكنتي على أهمية إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الجهاد لاجتثاث الشر بشكل نهائي، وشخص الكنتي الشر في انتشار الفتن والبدع والفساد والغفلة، ولكنه كذلك ونتيجة لتربيته الصوفية، يعطي استخدام الرفق واللين أولوية. وقد رفض الكنتي التقولب في مذهب واحد، كما دعا لفتح باب الاجتهاد وسعى كذلك إلى ملء فراغ الدولة بإقامة شبكة تواصل منظمة وبتراتيب إدارية صوفية لوصل المجتمع رأسياً وأفقيا. [20]
شكل الفراغ السياسي هاجسا مقلقا للمصلحين السودانيين على الدوام، وكانت حركة الإصلاح والتجديد التي ازدهرت في القرن 18م على يد عدد من الرواد في مقدمتهم الشيخ سيد المختار الكنتي الكبير تطمح لإنهاء حالة الفراغ السياسي، وانتشال السودان الغربي من حالة الانهيار الحضاري، وقد تحققت هذه الجهود والآمال بقيام حركة عثمان بن فودي التي استطاعت إقامة دولة إسلامية في بلاد الهوسا (النيجر ونيجيريا) وهي الدولة التي رفعت لواء الجهاد والدعوة، وأعادت إلى الأذهان قيم العدل والشورى،وكان قادة هذه الدولة يعترفون بالأبوة الفكرية والاصلاحية للشيخ الكنتي،كما تدل على ذلك رسائلهم وأشعارهم.
بلغ تحيتي إلى المختــــار سراجنا في هذه الأمصـــار
و قل له ليدع بالخيـــرات في هذه الدنيا و في الممات
يا رب زد لشيخنا المختار كرامة التوفيق في الأخبــار
و انصره يا رب على الأعــــداء و أعطه بأحسن الجــــــزاء. [21]
نجاح تجربة الدولة الإسلامية في الأجزاء الشرقية من السودان الغربي شجع مصلحي مالي على إقامة دولة مماثلة، وكان الشيخ أحمدو بن لوبو هو قائد الحركة الدينية السياسية التي نجحت في إقامة الدولة ونصب الإمام سنة 1818م في ماسينا في دلتا النيجر، قبل أن تتمدد في اتجاه تنبكتو وأزواد، جاعلة من مدينة حمد الله عاصمة لها[22].
وتعتبر دولة ماسينا دولة إسلامية نابعة من حركة الإحياء الإسلامي التي عرفتها المنطقة، وكان لرواد المدرسة الكنتية دور بارز فيها، فأبرز رجالات دولة ماسينا هم من خريجي الزاوية الكنتية، وفيها تلقوا تكوينهم الديني والفكري والسياسي، مثل الشيخ أحمدو بن لوبو والشيخ ألفا نوح طاهر.
شخصت مدرسة الشيخ سيد المختار الكنتي أزمة المجتمعات الصحراوية في الفراغ السياسي وغياب الدولة المركزية القوية والعادلة، والأداء السياسي الأعرج للإمارات الحسانية والصنهاجية القائمة، والممارسات الخاطئة لبعض الأمراء، تلك الممارسات التي لا تنضبط بالقيم الإسلامية في بعض الجوانب. وربطت المدرسة بين هذا الوضع السياسي المختل والوضع الاجتماعي المريض وغير المقبول من الناحية الشرعية "فإذا أقام أحدهم حدا من الحدود المتعينة أو رد مظلمة من المظالم البينة، فإنما يعمل بذلك على مقتضى هواه، وعلى الوجه الذي ينتظم به شمل دنياه لا يرجوا بذلك ثوابا، كما لا يخاف بما يتجنب من الجور بين يدي ربه خجلا ولا عقابا، قلت أما في هذه البلاد الصحراوية التكرورية السائبة التي لا تبلغها أحكام الأمراء ولا تنالها أيديهم، بل أهلها ثلاث طوائف متغلبون وزوايا مغلوبون ولحمة مساكين مملوكون تضرب على رقابهم الجزى ويتوارثون جيلا بعد جيل."[23]
ويرى رواد المدرسة أنه في مواجهة الفراغ السياسي ينبغي أن يتم وصل المجتمع رأسيا وأفقيا وتسليك الأتباع في شبكة صوفية ممتدة على طول البلاد وعرضها، يتربى أفرادها على تعاليم ورؤى وتصورات مشتركة، وتقوم بعمل اجتماعي وخيري وعلمي وثقافي، تقوده وتشرف عليه شخصيات علمية وصوفية مرموقة، وذات علاقات متينة مع وجهاء المجتمع وزعمائه الدينيين والسياسيين، مما من شأنه أن يخلق كتلة إصلاحية عابرة لحدود القبائل والإمارات.
ولهذا عمدت المدرسة إلى تخريج قيادات علمية وروحية ذات رؤية اصلاحية عميقة ومستوعبة لطبيعة الواقع وسبل تغييره، وتملك بصيرة نافذة وروحا قيادية قادرة على التأثير الإيجابي في حياة الناس، بعيدا عن السلبية والانزواء، فالشيخ سيد المختار شخصية قيادية ..وكان تلاميذته مبلغين أوصلوا رسالته إلى العديد من مناطق غرب إفريقيا...وهو ما يعود إلى شخصيته الكاريزمية، وفاعلية حركة تلاميذه.[24]
في تراث النهضة العربية:
في كتابه "تخليص الإبريز إلى تلخيص باريز" - الذي عدَّه المؤرخون واحدًا من أهم كتب النهضة الثقافية التي كتبت في القرن التاسع عشر - احتفى رفاعة رافع الطهطاوي (ت1873م) بالتراث العلمي لعالم الصحراء الشيخ سيد المختار الكنتي(ت1811م) .في إشارة تحمل أكثر من دلالة على الطابع التجديدي لهذا التراث ووصوله لكبريات الحواضر الثقافية العربية .
و يمثل كتاب "تخليص الإبريز" - كما هو معروف - باكورة عمل تنويري ضخم نهض به رفاعة الطهطاوي وكرس أبوته للنهضة العربية الحديثة،ليس في مصر فقط بل في العالم العربي الإسلامي. ذلك أن ساحاتهما الفكرية ،جميعا،ومنتدياتها العلمية قاطبة ،قد أيقظتها معارف الطهطاوي...ومن ثم كان بحق ،أبا ليقظتنا الحديثة.[25]
ماذا قال الطهطاوي عن الشيخ الكبير؟:
<وممن قال بأن الأرض مستديرة وأنها سائرة العلامة الشيخ مختار الكنتاوي بأرض أزوات(أزواد) بالقرب من بلاد تنبكتو وهو مؤلف مختصر في فقه مالك ضاهى به متن خليل وضاهى ألفية ابن مالك في النحو وله غير ذلك من المصنفات في العلوم الظاهرة والباطنة كأوراد وأحزاب كحزب الشاذلي وقد ألف كتابا سماه النزهة جمع فيه جملة علوم فذكر بالمناسبة علم الهيئة فتكلم على كروية الأرض وعلى سيرها ووضح ذلك فتخلص من كلامه أن الأرض كرة ولا يضر اعتقاد تحركها أو سكونها[26].
كانت الحالة الفكرية في الأزهر في منتصف القرن الثامن عشر -كما تحدث مؤرخ المرحلة عبد الرحمن الجبرتي- في غاية الجمود والتخلف ، ويشير الجبرتي عن قصة الوالي العثماني "أحمد باشا" الذي سأل علماء الأزهر عن الرياضيات فأحجموا ،وقالوا : لا نعرف هذه العلوم...)[27]، وكذلك كانت علوم الفلك وغيرها ،بل إن الشيخ حسن العطار – شيخ رفاعة الطهطاوي والذي رشحه لقيادة البعثة العلمية إلى فرنسا- كان يشكوا من جمود العقل العلمي العربي وإهماله للتاريخ والجغرافيا وعلوم الحضارة ،وكان الشيخ العطار يقول: "إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها ،ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها"[28]
في هذا السياق- المتسم بالجمود والتحجر- يتنزل اهتمام الطهطاوي- المتطلع للتنوير- بكلام الشيخ سيد المختار الكنتي في كتابه "نزهة الرواي وبغية الحاوي" وبالتحديد في الباب الثالث المتعلق بعلم الهيئة ،حيث قال عن كروية الأرض: (إن الأرض مستديرة كالكرة والسماء محيطة بها من كل جانب كإحاطة البيضة بالمحة ،فالصفرة بمنزلة الأرض ،وبياضها بمنزلة الماء ،وجلدها بمنزلة السماء)[29] ،وكان النقاش حول كروية الأرض قد تم تناوله من قبل علماء تونس مثل الشيخ محمد المناعي المدرس بجامع الزيتونة .ومفتي الحنفية الشيخ محمد بيرم . حيث دارات بينهما محاورة فذهب المناعي إلى أنها مبسوطة ،وراح بيرام إلى كونها كروية.وهو النقاش الذي لم يكن مطروحا ولا ممكنا في مصر وهو ما جعل الطهطاوي – خشية ربما من مصير مشابه لمصير غاليلي مع المجمع الكنسي - يواجه علماء الأزهر بأقوال علماء المغرب في المسألة،مثل بيرم شيخ الأحناف بتونس ومثل الشيخ سيد المختار الكنتي في صحراء أزواد[30].
ولتعزيز موقفه المؤيد لما ذهب إليه هؤلاء العلماء حول كروية الأرض ، يذكر الطهطاوي علماء الأزهر بالمكانة العلمية للشيخ الكنتي، فهو صاحب مختصر في الفقه المالكي ضاهى متن خليل يقصد كتاب "هداية الطلاب" الذي شرحه الشيخ سيد المختار في موسوعة "فتح الوهاب على هداية الطلاب" في عدة مجلدات، وله ألفية في النحو دون تسميتها وهو بذلك يقصد ألفية الشيخ سيد المختار الكنتي المسماة "بغية النبيل إلى بيان جمل التسهيل".ولا ينسى الطهطاوي استدراج متصوفة الأزهر عبر إبراز المقام الصوفي للشيخ سيد المختار مذكرا بأحزابه وأوارده.
وفي العصر الحديث كان الباحث السوداني عزيز بطران أول من أعاد اكتشاف تراث الشيخ سيد المختار الكنتي ،حيث أعد بطران في السبعينات أطروحة دكتورة في جامعة لندن بعنوان: الطريقة القادرية في غرب إفريقيا، حياة الشيخ سيد المختار الكنتي ،وقد نشرت نسختها الانكليزية من قبل معهد الدراسات الإفريقية في الرباط.وفي مطلع الثمانينات نشر المؤرخ الكبير محمد المنوني أبحاثا مهمة حول الشيخ سيد المختار الكنتي ، هي "المدرسة الكنتية نموذج للدعوة والإرشاد بإفريقيا والمغرب الأقصى"، و"المدرسة الكنتية كأبرز قناة بين الإفريقيتين"،وتتبع المنوني في هذه الأبحاث مراحل دخول الطريقة المختارية إلى المغرب الأقصى وأبرز تلاميذها من العلماء والساسة والزوايا التي أقاموا في مكناس وفاس ومراكش وآسفي وسطات....ثم تتابعت الأبحاث العلمية حول مدرسة الشيخ سيد المختار الكنتي وتراثها العلمي والإصلاحي ،ففي الجزائر أنجز الباحث أحمد الحمدي أطروحة دكتورة بعنوان: المختار الكنتي الكبير العلم والتصوف في إفريقيا ،وفي المغرب أنجز أحمد شيخي أطروحة مهمة بعنوان: الطريقة القادرية الكنتية البكائية مصدر لإنتاج الخطاب الصوفي في الصحراء، وفي المغرب أيضا صدر عن معهد الدراسات الإفريقية عام 2012م كتاب مهم للدكتور حسن الصادقي بعنوان: أضواء على الثقافة العربية في إفريقيا في العصر الحديث ،مساهمة كنتة في الحياة الثقافية والسياسية ،بالإضافة للعديد من الأطاريح الجامعية التي تناولت تحقيق بعض مؤلفات الشيخ سيد المختار الكنتي منها ما أنجز ومنها ما هو قيد الإنجاز حاليا من قبل طلبة موريتانيين ومغاربة وغيرهم، بالإضافة للعديد من الكتب والأبحاث التي تناولت جوانب مختلفة من تراث المدرسة السياسي والصوفي والأدبي ....
احتلت المصنفات الفقهية المالكية موقعا متميزا في الحياة الدينية والثقافية بأزواد في وقت مبكر، وظلت الكتب الدراسية المتداولة في المراكز العلمية في أزواد ،هي الكتب نفسها المعروفة في الأقاليم المجاورة :شنقيط ،توات والسودان الغربي، بل وحتى تلمسان وفاس والقيروان، وذلك مثل: موطأ الإمام مالك، وشروحه المختلفة، كمدونة سحنون، والرسالة، والمنتقى للباجي، ومختصر ابن الحاجب، ومختصر خليل، وتهذيب البراداعي، والمعيار للونشريسي، وتحفة الحكام لابن عاصم وغيرها.
وتعتبر الأسانيد الفقهية لعلماء أزواد من أثبت الأسانيد، لاتصال حلقاتها وصولا إلى مؤلفي أمهات الكتب في تلك العلوم،....واهتم ـ كثيرا ـ علماء أزواد بالإجازات الفقهية خاصة ما تعلق بأمهات كتب الفقه المالكي.[31]
من أجل ذلك وجد الشيخ سيد االمختار طريق العلم مهادا، فقرأ الفقه على عدد من كبار الفقهاء في أزواد؛ فأخذ عن العالم السوقي محمد أحمد اليلتماتيجي مختصر خليل، ومنظومة ابن عاصم وبعض المتون الفقهية، ثم واصل دراساته الفقهية على الشيخ أح الكلحرمي الذي أقام عنده زمنا يتعلم الفقه، وقد تمتع خلال هذه المدة بذكاء ونجابة خارقين. وكانت المحطة الأهم في مساره الفقهي مع الشيخ سيد اعلي ولد النجيب الذي أخذ عنه الشيخ سيد المختار الكنتي مجموعة من المختصرات الفقهية تفسيرا وقراءة وإملاءً؛ مثل مختصر الشيخ خليل، وتحفة ابن عاصم، وجامع الأصول لابن الحاجب، وحدود الشريعة لابن عرفة، والرسالة لابن أبي زيد القيرواني بسند شيخه سيد اعلي ولد النجيب عن سيد أحمد ابن الشيخ أندغ محمد بن أندغ عبد الله عن الشيخ سيد أحمد باب التنبكتي عن محمد بغيغ إلى مؤلفي هذه الكتب[32].
برز الشيخ سيد المختار الكنتي في الفقه وبدأ تدريسه مع فنون أخرى في زوايته العامرة بأبي المرحان بأزواد ،ولم يكن الشيخ الكبير ناقل أقوال بلا تمحيص أو تأصيل، بل كان يدقق ويختار ويرجح بين الأقوال ويرتب المصنفات حسب أهميتها، و من موقع الخبرة التربوية والعلمية كان الشيخ سيد المختار يرشد طلبته إلى ترتيب المصادر المالكية، وفي ذلك يقول:
وإن تبتغي إتقان مذهب مالك ** فنص الموطأ حققنه وانتسب
ومن بعده جاءت فروع كثيرة **وأتقنها اختصار نجل الذي حجب
وانفعها نص الرسالة قبله ** ونص خليل جاء بالدر والخشب[33]
و قد شن الشيخ سيد المختار حملة على فقهاء عصره الذين اقتصروا على المختصرات الفقهية و اكتفوا بها عن الأصول و الأمهات، فهو لا يعتد بهم؛ إذ حبسوا أنفسهم في دائرة المختصرات و التعليقات، و لا يطمئن إلى ما يجترونه من سفاسف و ترهات، و يعتبرهم آفة على العلم و خطرا عليه؛ حيث كان يردد :"من لم يثبت على دعيمة أصل تلاعبت به أقوال المذاهب" وله في ذلك قصيدة طويلة توضح منهجه العلمي، و طريقة استنباطه الأحكام يقول في بعض أبياتها:
وإياك ترضى باقتناص فروعها ** بغير ارتشاف من مشاربها العذب
فإن الأصول كالقواعد تقتضي ** طمأنينة للقلب، نجحا بلا ريب
و من يترك القرآن نسيا وراءه ** فقد زل في التمثيل عن ناجح الرتب
و من حاد عن نص الحديث سفاهة ** فقد أبدل الجياد بالحمر الحدب
و لا تقفونْ ما لست تعلم إنه ** ضلال و إضلال و داهية تشب
و ثق بكتاب الله و السنة التي ** أتت عن رسول الله و العكسَ فاجتنب[34]
كان ذلك هو السياق التاريخي والعلمي الذي ألف فيه الشيخ سيد المختار الكنتي مختصره الفقهي : "هداية الطلاب"، ثم شرحه في أربعة أجزاء تحت عنوان: "فتح الوهاب على بيان ألفاظ هداية الطلاب".
لقد ضمن الشيخ الكبير في مختصره والشرح الذي كتب عليه خلاصة قراءاته وترجيحاته واجتهاداته بالاستناد إلى أمهات المذهب المالكي وآراء كبار فقهاءه.
مثل كتاب فتح الوهاب ـ على غرار باقي مصنفات الشيخ الكبيرـ نوعا من الاكتفاء العلمي الذاتي في بيئة يندر الحصول فيها على المصادر الفقهية بالنسبة للتلاميذ والمهتمين على حد سواء"[35]؛ الشيء الذي يعود حسب الباحث المحقق إبراهيم ولد أعمركل إلى أن المكانة العلمية السامقة والتفوق الذي اشتهرت به المدرسة الكنتية جعلاها مستقلة بإنتاجها ومقرراتها العلمية، فكانت مؤلفات شيخها مغنية لطلابها عن غيرها.[36]
ظل كتاب مختصر "هداية الطلاب" وشرحه "فتح الوهاب على هداية الطلاب" معروفا ومتداولا في أزواد وتوات وعموم الصحراء والسودان ،ومرجعا رئيسا للدراسة والفتوى في زواية الشيخ بأزواد، ولدى كبارالفقهاء من تلاميذه، مما منح الشيخ سيد المختار مكانة سامقة في عالم الفقه والإفتاء ،أشار إليها البروفيسور أحمد الحمدي من الجامعة الجزائرية بالقول: "بيد أن مادفعني أكثر إلى الاهتمام بحياة المختار الكنتي الكبير العلمية ،يعود بالأساس إلى كثرة ورود ذكره والاستشهاد به عند فقهاء توات وتيديكلت وهقار، وأغلب مناطق الصحراء الكبرى، في مؤلفاتهم ومدوناتهم النوازلية ،ومنظوماتهم لدرجة أصبح معها المختار الكبير يشكل سلطة مرجعية هامة يؤخذ بعين الاعتبار، ومتنا علميا معروفا ،يكثر النظام والمفتون من نقله وتضمينه في نصوصهم وفتواهم.تماما كحال أصحاب الكتب المعتمدة في أغلب الفنون".[37]
وصل مختصر "هداية الطلاب" وشرحه "فتح الوهاب" مبكرا إلى بعض المناطق الشرقية في موريتانيا ،وبالتحديد حواضر النعمة ،ولاتة ،تيشيت ولدى بعض الأسر العلمية في الحوض وغيره، و من أشهر نسخ "فتح الوهاب" المعروفة في الحوض النسخة التي خطها الفقيه والخطاط البارع عبد الرحمن بن صمب الحرطاني الغلاوي نسبا النعماوي سكنا، وقد زار عبد الرحمن الشيخ الكبير في أزواد رفقه الشريف مولاي إسماعيل ولد مولاي عبد الله أحد أبرز مؤسسي مدينة النعمة، فأعجب الشيخ سيد المختار بمهارة عبد الرحمن ولد صمب وجمال خطه، فطلب منه البقاء في أزواد، ومساعدته في تدوين بعض المؤلفات، فأقام عنده أكثر من سبع سنين، خط له خلالها العديد من مصنفاته، قبل أن يؤذن له الشيخ سيد المختار بالعودة إلى النعمة مجزلا له العطاء كما يروي حفيده الداه[38] ، عاد عبد الرحمن ولد صمب إلى الحوض بالعديد من مصنفات الشيخ الكبير ومن بينها نسخة من كتاب هداية الطلاب وشرحه فتح الوهاب توجد اليوم نسخة منقولة منها بحوزة أسرة أهل مولاي الحسن في مدينة النعمة، وقد قامت هذه الأسرة الشريفة بعرضها خلال مهرجان ولاتة الثقافي الأخير، وتعهدت وزارة الثقافة الموريتانية بتحمل تكاليف تحقيقها ونشرها، ولكن أي تحرك جدي لم يبذل في هذا الاتجاه.
لم يحظ مختصر "هداية الطلاب" وشرحه :"فتح الوهاب" بالشهرة الكافية في الأوساط العلمية الموريتانية رغم وصوله ـ مبكرا ـ إلى الحواضر الشرقية من البلاد (ولاتة،تيشيت،النعمة)، الشيء الذي تدل عليه ندرة نسخه، وغياب الإشارة إليه في التدريس أو الإفتاء ربما بسبب الاعتماد على المحفوظات وصعوبة تداول الكتب الكبيرة ،وربما لأسباب أخرى – ما زالت- تحتاج إلى المزيد من البحث والتحليل، لكن كتاب: "فتح الوهاب على بيان ألفاظ هداية الطلاب" ظل معروفا في الأوساط البحثية الموريتانية، وذكره جل من كتب عن التاريخ الثقافي للفضاء الشنقيطي ضمن مصنفات الشيخ سيد المختارالكنتي.
ويعتبر البرتلي في كتابه الحافل "فتح الشكور" أول مؤلف في الفضاء الشنقيطي يشير إلى كتاب "فتح الوهاب". وكانت الإشارة الثانية - بالغة الدلالة- إلى كتاب "فتح الوهاب" هي تلك التي سجلها العالم المصري رفاعة رافع الطهطاوي في كتابه الشهير "تخليص الإبريز"،بقوله (العلامة الشيخ مختار الكنتاوي بأرض أزوات(أزواد) بالقرب من بلاد تنبكتو وهو مؤلف مختصر في فقه مالك ضاهى به متن خليل).
و قد جرى العمل ـ منذ سنوات ـ على جمع ما أمكن من نسخ "فتح الوهاب" وتهيئته للنشر؛ ليأخذ موقعه المناسب في الساحة العلمية، وليصير متاحا لطلبة العلم والباحثين ، وإسهاما ـ منا كذلك ـ في الحفاظ على كنوزنا المخطوطة التي عانت من الإهمال والردم بشكل مأساوي ردحا من الزمن.
ويمثل تحقيق ونشر هذا العمل العلمي المرجعي مساهمة متواضعة من دار قوافل للنشر في كشف أوجه التميز العلمي لعلماء الفضاء الصحراوي السوداني، وإبراز أنهم لم يكونوا أجهزة استقبال لمتون الآخرين وحواشيهم، بل كانت لديهم القدرة على الاستيعاب والتفكيك وإعادة الإنتاج على نحو مثير يحمل لمسات من الإبداع و التأصيل تستحق التأمل والإشادة.
ويمثل مختصر "هداية الطلاب" وشرحه "فتح الوهاب على بيان ألفاظ هداية الطلاب" المثال الأبرز على هذا التميز الفقهي في الفضاء الشنقيطي الصحراوي، حيث عكس بجلاء المقام الفقهي المكين للشيخ الكبير، ومنهجه الاستدلالي، وسعة اطلاعه، وتنوع مصادره، وطابعه التجديدي النزاع نحو التأصيل والارتباط بالواقع.
ويسر دار قوافل للنشر أن تتشرف بتحقيق ونشر كتاب : "فتح الوهاب على بيان ألفاظ هداية الطلاب" لأول مرة بعد أن ظل هذا العمل مخطوطا نادرا محدود التداول أكثر من قرنين على تأليفه، وقد أرتأت دار قوافل في إطار خطتها لتحقيق ونشر هذا السفر الضخم أن تنشر في الوقت الحالي الأجزاء الآتية:
أولا: الجزء الأول من كتاب "فتح الوهاب" وهو الجزء ( البادئ من أول الكتاب إلى نهاية باب الجنائز )، وقد تولى تحقيق هذا الجزء الباحث الفاضل الدكتور يحيى ولد الغزالي في إطار أطروحته للدكتورة في الفقه من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب في العام 2013م. والدكتور يحيى ولد الغزالي هو أحد الباحثين الشباب المميزين في علوم الفقه واللغة، وقد بذل جهدا مضنيا في تحقيق هذا الجزء فجاءه عملا مميزا ورائدا .
ثانيا : الجزء الخامس من "فتح الوهاب" و هو الجزء المعروف ب "الريشان" والذي يتناول فضائل الأعمال والمندوبات الفقهية، وهو سفر ضخم تولى تحقيقه السادة الأفاضل:
- د. أبــــــاي ولد محمد محمود المولود.
- دكتوراه في أصول الفقه بتقدير ممتاز من جامعة المدينة العالمية: 1434=2013 م.
- باحث شرعي أول في قسم الفتوى بالشبكة الإسلامية من سنة 2005م إلى اليوم 2016م.
- عضو هيئة التدريس بمعهد الدعوة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سنة:(2015-2016).
- محاضر بجامعة المدينة العالمية سنة .
- د. الداي ولد محمد ولد إيوه .
- شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية ، بجامعة الزيتونة بتونس 2012 م .
- عضو هيئة تدريس في كلية القانون بزلطن/ جامعة الزاوية بليبيا(2004 -2011) .
وتعكف دار قوافل للنشر على تحقيق ونشر مختصر"هداية الطلاب" والجزء الثاني من فتح الوهاب )وهو عمليا النصف الثاني من جزء العبادات)..
[1] - حصلت مراسلات بين سلطان المغرب سيدي محمد بن عبد الله والشيخ سيد المختار الكنتي ،أنظر : سيدأعمر بن شيخنا ،الفكر السياسي في غرب الصحراء،دراسة في تجربة وأدبيات المدرسة الكنتية (1753-1865) ،منشورات المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية ،ط1،سنة 2013م.
[2] - حول المراسلات بين شيوخ الزواية الكنتية في أزواد وزعماء الخلافة السوكتية في نيجيريا ،أنظر : محمد بلو بن عثمان فودي ،إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، تحقيق بهيجة الشاذلي (الرباط، معهد الدراسات الإفريقية، ط1 سنة 1996) ،وأنظر أيضا الشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي "الرسالة الفودية " مخطوط تم تحقيقه مؤخرا من قبل الباحث محمد ولد أحمد جد ،ضمن أطروحته للدكتوراه في جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، فاس ،المغرب .
[3] - البرتلي : فتج الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور ، تحقيق : عبد الودود ولد عبد الله وأحمد جمال ولد الحسن ،دار نجبويه للطباعة والنشر ،القاهرة ،ط1،سنة 2010م ،ص 274
[4] - ابن مخلوف ،شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ،المطبعة السلفية بمصر،1349هـ،ص 377
[5] - عبد الحي الكتاني،فهرس الفهارس والأثبات ،ومعجم المشيخات والمسلسلات،ج2،ص 119،121
[6] - محمد المنوني : المدرسة الكنتية ،نموذج للدعوة والإرشاد بإفريقيا والمغرب الأقصى في العصر الحديث ،مجلة حوليات كلية الآداب ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،عدد4،1982م ص 92.
[7] - البرتلي ،فتح الشكور ،مصدر سابق ص 272
[8] - يحيى ولد الغزالي،مقدمة تحقيق فتح الوهاب على بيان ألفاظ هداية الطلاب ،الجزأ الأول ،أطروحة دكتورة ،كلية الآداب ،جامعة سيدي محمد بن عبدالله،فاس،المغرب،2013.
[9] - أحمد شيخي،الطريقة القادرية البكائية الكنتية،مصدر لإنتاج الخطاب الصوفي في الصحراء،أطروحة دكتوراه،كلية الآداب والعلوم الإنسانية ،جامعة محمد الخامس آكدال،سنة 2012-2013م،ص 142.
[10] - أحمد الحمدي،مصدر سابق ،ص 98
[11] - أحمد الحمدي،مصدر سابق ،ص 97
[12] - الشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي ،الطرائف والتلائد،ص 27،تحقيق شفيق آرفاك،رسالة جامعية مرقونة ،شعبة التاريخ ،1991-1992،كلية الآداب ،جامعة محمد الخامس آكدال،الرباط،المغرب.
[13] - الشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي ،الطرائف والتلائد،ص 37 ،تحقيق شفيق آرفاك.
[14] - الشيخ سيد محمد الخليفة الكنتي: الطرائف والتلائد، الجزء الثاني ص 139.تحقيق يحيى ولد سيدأحمد
[15] - الشيخ سيد محمد الخليفة الكنتي: المصدر السابق، ص 40.تحقيق يحيى ولد سيدأحمد
[16] - الشيخ سيد المختار الكنتي،فقه الأعيان،ج2،ص 564،مخطوط .
[17] - المصدر السابق ،نفس الصفحة
[18] - الشيخ سيد محمد الخليفة: الطرائف والتلائد، ج2، ص 140.
[19] - عزيز بطران: الطريقة القادرية في غرب إفريقيا، حياة الشيخ سيد المختار الكنتي،( جامعة هوارد في واشنطن، المعهد الإفريقي للدراسات، الرباط ـ المغرب ـ الطبعة الأولى سنة 2001) ص 87.
[20] - د. حسن مكي: رواد الفكر والتجديد في السودان و إفريقيا جنوب الصحراء في المائتي سنة الأخيرة، ص 12-13-14.
[21] - محمد بلو بن عثمان الفودي: إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، تحقيق بهيجة الشاذلي (الرباط، معهد الدراسات الإفريقية، ط1 سنة 1996)،ص 323.
[22] - لمزيد من الإطلاع حول علاقة دولة أحمد بن لبو في حمد لله بالزواية الكنتية ،أنظر: ألفا عمر كوناري وآخرون، الحضارة الإسلامية في مالي، ترجمة محمد وقيدي (الرباط، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، مطبعة الهلال العربية، ط1 سنة 1996) ،وأيضا الشيخ سيد محمد الخليفة الكنتي: أوثق عرى الاعتصام للأمراء والوزراء والحكام (تحقيق بادي بن باي بن باب، شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر، جدة، ط1سنة 1999).
[23] - الشيخ سيد محمد الخليفة: رسالة إلى الأمير آماش ولد اعمر ولد اعلي (مجموعة رسائل الشيخ سيد محمد الخليفة إلى أمراء وزعماء الحوض، مركز الشيخ سيد المختار الكنتي للوثائق، غاو، أزواد، مالي ) من دون تصنيف أو ترقيم. أنظر : سيد أعمر شيخنا ،الفكر السياسي في غرب الصحراء ،منشورات المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية،ط1،2013م.ص 72.
[24] - يحي ولد البراء: حياة الشيخ سيد المختار الكنتي (علماء تنبكتو، الجزء 3، المحررون: شاميل جمبي وسليمان ديانغ، مجلس البحث حول العلوم الإنسانية، جنوب إفريقيا، سنة 2008) ص201.
[25] - محمد عمارة ،الأعمال الكاملة للرفاعة رافع الطهطاوي،الجزء الأول ،مكتبة الأسرة ،القاهرة ،ط1 سنة 2010،ص 13
[26] - رفاعة رافع الطهطاوي ،تخليص الإبريز في تلخيص باريز،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة،القاهرة سنة 2012م ،ص 58-59.
[27] - محمد عمارة ،الأعمال الكاملة للطهطاوي،مصدر سابق ،ص 16
[28] - محمد عمارة ،مصدر سابق ص 26
[29] - الشيخ سيد المختار الكنتي ،نزهة الراوي وبغية الحاوي،الباب الثالث المتعلق بعلم الهيئة،ص 18،مخطوط.
[30] - رفاعة رافع الطهطاوي،مصدر سابق ،ص 58
[31] - أحمد الحمدي،م،س،ص 55-56
[32] - الشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي ،الطرائف والتلائد،ص 37 ،تحقيق شفيق آرفاك.
[33] - أحمد الحمدي، م ،س،ص 170
[34] -أحمد الحمدي،م ،س ،ص 175
[35] - أحمد الحمدي ،م ،س،ص 190
[36] - إبراهيم ولد أعمر كل ،مقدمة تحقيق ،بغية النبيل إلى بيان جمل التسهيل،منشورات دار قوافل للنشر،أنواكشوط،،ط1،2016م.
[37] - أحمد الحمدي ،م س،ص 7
- مقابلة مع الداه ولد عبدي صمب في مدينة النعمة بتاريخ 10اغسطس 2016.[38]