احتضنت جامعة العلوم الإسلامية بالعيون ندوة فكرية بعنوان: دور الطالب الجامعي في ترسيخ قيم وثقافة التطوع (جامعة العلوم الإسلامية نموذجا) نظمتها الرابطة الطلابية للمعارف والإبداع بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون، وهي هيئة طلابية جديدة تأسست حديثا بالجامعة.
وقد حضر الندوة الآمين العام للجامعة وبعض عمداء الكليات والأساتذة بالجامعة، وعمدة بلدية لعيون، وبعض رؤساء المصالح الجهوية، وجمع غفير من طلاب الجامعة أغلبه من منتسبي ومنتسبات الرابطة الطلابية للمعارف والإبداع، إضافة إلى البعض من سكان المدينة وهيئات المجتمع المدني بها.
وتوزعت أوراق الندوة، التي أدار أعمالها الدكتور سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع والأمين العام لكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون، إلى ثلاثة عروض تمثل أولها في تأطير تمهيدي قدمه الدكتور سيدي محمد ولد الجيد وضع الندوة في سياقها المعرفي والمنهجي. وبين أهمية ووظيفية العمل التطوعي بوصفه حتمية اجتماعية، حيث يسهم بشكل جوهري وحاسم في احتواء آثار العديد من الاختلالات البنيوية في النسيج الاجتماعي والمجتمعي، إضافة إلى كونه يمثل مدخل وعامل مواساة ودعم ومؤازرة للعديد من الشرائح الاجتماعية الهشة.
وأضاف ولد الجيد أن ثقافة التطوع أصيلة ومتجذرة في منظومة القيم بالمجتمع الموريتاني،وشواهد ذلك من التراث الشعبي جلية وبينة ،غير أن التحولات التي شهدها المجتمع جعلت تلك الثقافة تنحسر وتضمحل، الأمر الذي يحتم تضافر جهود قادة الرأي،ومختلف الفاعلين المجتمعيين لإحياء ذلك التراث الأصيل وتلك القيم النبيلة،خاصة وأن المجتمع في أمس الحاجة للاعتماد عليها سبيلا للتصدي للعديد من المعضلات الاجتماعية من قبيل: ترسيخ قيم وثقافة المواطنة والسلوك المدني والحضاري،تعزيز اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية،إفشاء قيم الإنتاجية، تعزيز وترقية قيم وثقافة التكافل الاجتماعي،إضافة إلى مواساة الشرائح الأكثر هشاشة من الفقراء والأيتام والمعوزين والأطفال ذوي الوضعية الصعبة وغيرهم.
وختم المحاضر بالتأكيد على دور الشباب عموما، والطلاب على وجه الخصوص، في إحياء وترسيخ هذه القيم وإفشائها بين الناس. ودعي طلاب جامعة العلوم الإسلامية بالعيون لحمل المشعل، واستغلال فرصة العطلة الصيفية للانخراط بحيوية في ديناميكية العمل التطوعي الجاد والبناء في مواطن سكنهم، وتشجيع الساكنة والأهالي على مشاركتهم هذا الهدف النبيل.
وتمثل العرض الثاني في مداخلة بعنوان: العمل التطوعي الجماعي في الإسلام قدمه الدكتور أحمد كوري ولد يابه السالكي أستاذ علوم القرآن ونائب عميد كلية أصول الدين بين فيها مشروعية هذا النوع من الأعمال، وبحث الموقف الشرعي من إنشاء الجمعيات الخيرية والتطوعية مستدلا على ذلك بالنصوص الشرعية. وأشفع ذلك بنماذج تطبيقية من العمل التطوعي الجماعي في العهد النبوي الشريف، وتطرق إلى المجالات الحيوية التي امتد إليها العمل التطوعي والخيري في العهد النبوي الشريف. ونبه إلى العبر والدروس المستخلصة من سيرة الصحابة، رضوان الله عليهم، في العمل التطوعي الخيرى.
وقدم العرض الثالث الدكتور ابراهيم ولد عابدين أستاذ الاقتصاد بكلية الشريعة، وتمحور حول دور العمل التطوعي في التنمية. وبدأ المحاضر بتقديم تعريف للعمل التطوعي، فبين أنه جهد إنساني مبذول بصورة فردية أو جماعية بما يعود بالنفع على المجتمع، وهو مبني على الرغبة الحرة والدافع الذاتي، بعيدا عن طلب مقابل مادي أو ربح خاص. وتناول المحاضر بعد ذلك دور العمل التطوعي في التنمية من خلال محورين:
_ مساهمة العمل التطوعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، انطلاقا من كونه يتيح الفرصة سانحة لاستغلال كافة الموارد البشرية.
_ إسهام العمل التطوعي في تخفيض تكاليف الإنتاج، ومن ثمة زيادة معدلاته.
وأشفعت العروض بتعقيبات ونقاشات، يذكر منها مداخلة تقدم بها مدير مجمع مدارس الفتح الحرة بالعيون السيد سيداتي ثمن فيها موضوع المحاضرة وأكد حاجة ولاية الحوض الغربي لترقية ثقافة وقيم التطوع، وتأطير الأهالي لإحياء هذه السنة الاجتماعية الحميدة.