سيدة عضو في مجلس الشيوخ تكتب مقالا : لهذه الأسباب .. أنا مع التعديلات

ثلاثاء, 2017-04-11 14:35
الرفعة بنت أحمد نلل ـ عضو مجلس الشيوخ

خاص*

منذ التصويت الأخير لمجلس الشيوخ على التعديلات الدستورية المقترحة، لم يتوقف اللغط بعد ظهورنتائج التصويت الذي عارض المقترحات،  وخلق بذلك وضعية مشجعة لمسار الحوار وبالتالي بدء مسار ينقذ البلد من المراحل الصعبة.

وبالنسبة لي فقد اعتقدت أن التصويت بنعم هو الأنسب  للوضعية التي كانت وراء تأويلات مذهبية متعددة، فانطلق كل من فهمه وقناعاته المألوفة حول الحيثيات نظرا لتنوع الحساسيات والمقاربات في هذا المجال .

وأخيرا تبين لي أن المنع غير مناسب للوضعيات الحالية،  التي تتميز بهشاشة السياق الجيوستراتيجي والسياسي.

لقد كنت منذ اللحظة الأولى مع التعديلات، رغم الاعتراضات والتحفظات من طرف الكثير من الأشخاص فيما يتعلق بتغيير العلم، وعليه فبين المنع والاقتراع الشعبي، اخترت الأخير بعيدا عن أي ضغوط غير مصلحة البلد. وعلى ما يبدو فان العناصر الأساسية التي كانت وراء رفض الغرفة العليا من البرلمان للتعديلات، كان من بينها العلم والنشيد الوطنيين.

 فيما يتعلق بالنشيد الوطني فلم أفهم ما الضير في تحسينه سواء على الصعيدين: النغمي والنصي ، علما أن جوهره سيبقى محفوظا.

                                       *******

أما فيما يخص مجلس الشيوخ فلهذه الأسباب فأنا مع إلغائه تماما.

وفي نظر الكثير من الناس فإن مجلس الشيوخ ليس سوى غرفة تحصد تمايزا تنظيميا برلمانيا سيئا.

وكثيرون يفسرون رفض تمرير التعديلات الدستورية بالتجاذبات الداخلية الناشئة عن وجود اتجاهات متنافسة متعددة، أفرزتها تيارات سياسية  "ناضجة".

                                    **********

المعارضة الحصرية  أو عدم الحراك؟ لا هذه ولا تلك . والحقيقة هي أن الحيثيات الراهنة تتطلب الحذر والشفافية . والسياسات لها الحق في الحكم، حسب رؤيتها، على اختيار نعم الذي قد تقرر على أساس تحليل موضوعي للحقائق والمرحلة. مدعما بالتزام من البلد لحاضره ومستقبله. وفي وقت ما:  كنا نصدح بأن الزلزال المؤسسي قد ضرب البلد ولم يحدث شيء لان الأوتار الحساسة لم تمس. وان الشعب لديه مثاليات وانشغالات أكثر واقعية في مقدمتها: السكينة التامة، والوحدة الوطنية وطبعا توفير ظروف الحياة الكريمة للجميع.

إنها شروط صعبة لكن تحقيقها غير مستحيل إذا ما أخذها الجميع على محمل الجد بإرادة قوية وصف مرصوص.

علينا أن نمنح الأولوية لما يجمعنا وان نعمل على تقوية الدعامة الاجتماعية في شبه منطقة ملتهبة بالإرهاب والهجرة السرية والتدافعات الاديولوجية الدينية وما ترتب على ذلك من انعدام الأمن.

                                         ********

أما بالنسبة للمجالس الجهوية، فإن إقامتها مشروعة لأن الطريقة الوحيدة لتلبية احتياجات السكان  هي:  إقامة اعتماد نظام اللامركزية التي تمنحهم القدرات المطلوبة للتدخل بصورة قريبة من السكان، مثلا في مجالات الزراعة والتعليم او البنى التحتية….

وبالمجمل فان وضع دعامات جهوية يعتبر شيئا إيجابيا شريطة أن تستغل بالطريقة المثلى..

                         ************

 وكخلاصة فإن خيار الاستفتاء يعتبر إيجابيا و لا محيد عنه لتفادي الانفجار الذي قد ينجم عن الانسداد الذي يلح البعض على طرحه، عن طريق تفسيرات قانونية مؤسساتية  متداخلة.

إنه وقت إعادة التنظيم واعادة التموقع وتقديم التنازلات والحوار الصريح والبناء.

واعتقد أن الكثير من الناس يتقاسم  معي نفس الرؤية ولطالما اخترت طريق الحوار على حساب الانسداد الذي تجهل عواقبه.

ومع ذلك فمم نخاف نحن؟ لنذهب إلى صناديق الاقتراع من أجل استشارة ستتوج قناعاتنا بكل تاكيد دون أي تهور أو تسرع.

 

الرفعة بنت أحمد نلل ـ عضو مجلس الشيوخ