الشيخ سيدي محمد ولد معي
مهما نثرت كنانتنا من درر الكلم فلن تعبر تماما عن صورة ناصعة رسمتها صنائع نيف وخمسين سنة ...وأحرى أن تكون هذه الكلمة ذابلة وتصدر عن خاطر منكسروقلب مكلوم ...ومع ذلك فدروسك في العزيمة التي لاتلين تجعلنا نكسر باب المستحيل حتى يتسنى لنا بناء صورة عنكم ولو من بعيد..
يامن لازمته معاني الفتوة وهو ما يزال يافعا... وهل ينبت الحطي إلا وشيجه...وتغرس إلا في منابتها النخل
وكيف لا وأنت سليل السيدين...
في دمائك النقية تتدفق معاني العلم والعمل به و العظمة والنبل والقضاء والزعامة والولاية...شاء الله أن تكون عملا صالحا وعملت في حياتك عملا صالحا ..
فتحت عينيك الكريمتين على الخليج في بهارجه سنة 1979 فلم تغتر ولم تنحرف عن المحجة البيضاء.
في قطر كنت سفيرا فوق العادة في دماثة الأخلاق وكامل التفوق في كلية الإعلام. .
كنت ورعا كذلك حتى أنك رفضت وضع الساعة الذهبية في معصمك وهي الساعة المهداة من أمير قطر تقديرا لك على تفوقك...لكنك كنت تفكر في ساعة أخرى أمام ملك جبار قدمت عليه بالأمس راضيا مرضيا..
عدت إلى وطنك وكان العود أحمد لوطنك
.كنت المؤسس لمدرسة إعلامية مبنية على الكفاءة والتفاني في العمل والمثابرة والإباء والقناعة...ويكفيك فخرا ماكونته من جيل متميز في كل شيء ،ويكفيك كذلك فخرا شهامتك في موقفك النبيل من وطنك في سنوات الجمر وأنت المؤهل قياديا ومعرفيا على تبوؤ كل منصب رفيع...
ومع ذلك وبحهدك وبإرادتك شققت طريقا صعبا لبناء جسور من منافع الناس ، فكنت الظهير لمصالح المجتمع....لا أبالغ إذا قلت إنك كنت شمعة تحترق وتضيئ للآخرين سبل الحياة..
كانت كل محطات حياتك مدرسة في كل المكارم حتى أنك بعد سبعة عشرة سنة من المرض رافقتنا في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالشأن العام...تصوروا معي مقعدا يفرض حضوره في كل فعل خير...ويصعد في سلم مبنى الإذاعة بحجة إباحة راتبه فأي درس أكبر من هذا لو كنتم تعلمون...؟
سأتوقف عند هذه النقطة وأحيل الكلام للخنساء في مخاطبتها لصخرنا نحن..
ـأعـــيــــنيّ جُـــــودا ولا تــــــجـــــمُــدا. . . ألا تــبـــكـــيــــان لصــــخـــر النـــــــــدى
ألا تـــبكـــيـــــــان الجـريء الجــمــيـــل. . . ألا تــبــكــيــان الــفــتــى الــسيـــــــــدا
رفـــيـــــع العــــــــماد طـــويل النـــــجاد. . . ســـــــاد عـــشــــيـــــــــرتــــه أمـــــــردا