قابلت شاب من كازخسان ولد في أستراليا من أبويين مسلمين ومتصوفين على الطريقة النورسية في تركيا ، دار الحديث بشكل عفوي.
عرض علي حضور حلقة من حلقات الذكر التي يقيمها كل خميس رفقة زملاءه وتركز الحلقة على قراءة بعض رسائل النور التى ألفها سعيد النورسي عليه رحمات الله تترى.
تقوم فلسفة النورسيين على التأمل في المخلوقات والكون من بحار وأنهار وأشجار وحشرات وطيور وغيرها من خلق الله، وذات يوم رأيت أحدهم على شاطئ نهر الجامعة يطارد فراشة وحين سألته عن الأمر أجابنى " I am contemplating " أي أنه يتأمل.
فكرة التأمل هذه من حيث المبدأ فكرة جميلة وراقية حيث ترقى بالفكر وتسمو به و قد أمرنا بالتفكير والتدبر في ملكوت الله وما خلق. في تلك البقاع من أرض الله حيث الجبال الشاهقة والأنهار تجري و السهول والهضاب الخضراء و المطر المنهمر من السماء باستمرار كطفل قد كسرت لعبته لا يتوقف عن البكاء.
لكن هل أهل الصحراء القاحلة يشملهم التأمل؟
وأثناء حديثنا سألني السؤال المتداول لدى رواد قهوة الصياع المسائية (where are you from brother) ، أجبت قائلا: من موريتانيا مع شرح يسير وهي بلاد تقع في الشمال الإفريقي وأغلب مساحتها صحراء قاحلة تخضر زمن الخريف ثم تحتفي تلك اللوحة الخضراء بعد أشهر كشاشات الإشهار في شوارع اليابان ، ضحك وبدى مسرورا مع بعض الإستغراب ثم قال: كيف تتأمل إذا كنت تسكن في الصحراء جرداء قاحلة ...
قلت هل قرأت قوله تعالي : "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت "
قال: What's that means? شرحت له معنى الآية فهمها وفهم أن أهل الصحراء يتأملون لكن ربما ليس على الطريقة النورسية.
يقول محمد أسد ''من عرف صمت الصحراء أنقاد إلي الله '
من صفحة الإمام ولد الإمام على الفيس بوك
العنوان من تحرير ''مراسلون''