ليس هناك ناظم ايديولوجي الأغلبية الرئيس...هناك فقط رؤية وخطاب وممارسة ابتدعها رئيس الجمهورية تحت عناواين كبيرة منها التغيير البناء وتجديد الطبقة السياسية ومحاربة الفساد , وكان استصحاب الفعل التنموي والمؤسساتي هو ما أعطى شرعية لهذا الخطاب وجعله محل استقطاب لأطياف النخبة بمختف تنوعاتها.لذلك لا خلاف إطلاقا بين الأغلبية على خيارات الرئيس ولاعلى مشروعه السياسي وأعتقد أنه من غير الإنصاف ومن غير الموضوعية وصف أغلبية الرئيس بصفة الإنقسام أوالإختلاف...فأغلبية الرئيس كلها منخرطة في مشروعه , وربما يكون الوهم الكبير الذي راح ضحيته جزء من الرأي العام بصحافته وأحزابه المعارضة أنهم لم يدركوا جوهربعض الخلافات البينية الشكلية التي تحدث من حين لآخر حتى على مستوى الأسرة الواحدة وبين الإخوة , أحرى من تجمعهم اكراهات العمل الوظيفي أو العمل السياسي..ومن زاوية أخرى فإن حرية الرأي التي ينعم بها البلد والتي هي من مرتكزات نظام الحكم , هذا المكسب الكبيرتعيشه الأغلبية واقعا عمليا عكس بعض التنظيمات المعارضة التي تتبناها كشعارفقط ,ولذا قد لانستغرب من حين لآخر إذا سمعنا رأيا مخالفا لرأي الجمهور أو ممارسة شاذة خارج البيت الجمهوري فنحن في النهاية بشر ولاندعي العصمة , فمنا الصالحون ومنا دون ذلك طرائق قددا...وهذا طبيعي في كشكول بشري يجمع قرابة مليون من الموريتانيين. ورغم ذلك فإن هؤلاء جميعا لايختلفون إطلاقا مع الرئيس , وهنا لا بد من التمييز بين الإختلاف مع الرئيس والاختلاف على الرئيس فالأول غير مقبول ، أما الثاني فهو حق مشروع يتعلق بالتنافس على الرئيس , ولاينبغي أن يستثمر كنوع من الخلاف ...
الإختلاف على الرئيس والتنافس عليه تقليد في كل ديمقراطيات العالم ,وهو من حقنا و من حقنا جميعا ,ومن حقنا كذلك كنخبة أن نقيم أداء من يشرفون على تنفيذ مشروع الرئيس بشقيه الحكومي والسياسي , فنحن في سفينة واحدة ومسؤولون أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ , ولدينا قدم راسخ في هذه الأرض ,و أعتقد أنه من الشوفينية بمكان أن يكون ذلك الإختلاف أو هذا التقييم مبررا لشخصنة الأمورأو اختزال هذا الكشكول البشري أي الأغلبية بكل تنوعاتها , في أشخاص محددين ومحدودين.
فعلى الجميع أن يعلم علم اليقين أن الأغلبية تمثل نخبة البلد وليست عددا رياضيا قابلا للقسمة أو الإختزال ,وعليهم كذلك أن يعرفوا أن الإختزال مشروط بالإمكان...