ساهمت مدارس برج العلم – منذ إنشائها عام 2004– مساهمة كبيرة ،بل شكلت إضافة نوعية لقطاع التعليم في بلادنا بشكل عام ،والتعليم الخاص بشكل خاص ،ومنذ ذلك التاريخ ومدارس برج العلم سفارة الدولة العثمانية في أرض المنارة والرباط ،وصرحا شامخا للعلم ينهل من معينه أبناء شنقيط.
حرصت مدارس برج العلم على تنمية المواهب ودعم الأنشطة التربوية من خلال مسابقات تشارك فيها الغالبية العظمى من مؤسسات العاصمة ،بل وتجاوزت العاصمة لتشمل مدن :
(انواذيبو – كيفه – ألاك – أبي تلميت – روصو ... إلخ ) .
ويعتبر القائمون على هذه المؤسسة أنها مؤسسة موريتانية بالدرجة الأولى ،ومع أنها امتداد لمدارس الخدمة التي تحتضنها أكثر من 170 دولة في العالم ،والتي يتزعمها الداعية الإسلامي فتح الله كولن ،إلا أن تلاميذ هذه المؤسسة لايعرفون عن فتح الله كولن إلا مايعرفه الأتراك عن "ول أنككو".
في 15يوليو 2016 كانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والتي وُجهت فيها أصابع الاتهام لهذه الحركة ،ومع أن بعض المؤشرات تشير إلى أنه انقلاب على هذه الحركة من طرف الرئيس أردوغان ،حيث كان أقرب أصدقائها ،إلا أن موريتانيا ليست معنية بالتجاذبات السياسية الداخلية في تركيا .
وقد سعت تركيا بعد المحاولة الانقلابية إلى استئصال هذه الحركة وضربها في العمق من خلال القضاء على مؤسساتها في تركيا والعالم.
كما سعت إلى غلق هذه المدارس في موريتانيا من خلال فتح مكتب "وقف معارف " والذي تم إنشاؤه خصيصا لهذه المهمة،والذي يبذل كل مابوسعه ،ويعمل بكل ما أتيح له من أجل القضاء على هذه المؤسسات.
وقد تم فتح هذا المكتب بموريتانيا بعد زيارة وفدرفيع المستوى من وزارة التهذيب التركية ولم يلق هذا الوفد تجاوبا - بشكل سريع- من طرف موريتانيا.
ويعمل المكتب على نشر الشائعات وإرباك خصومه من خلال الاتصال بشكل فردي بمديري وعمال المؤسسة ،بل وإغراء وإقناع المؤجرين بفسخ عقود الإيجارلصالحهم ،بهدف فتح مؤسسة تركية جديدة تدعى معارفومايزال هذا المكتب إلى هذه اللحظة فاشلا في مهمته.
والدليل على ذلك أن مؤسسة برج العلم تستمر إلى اليوم بنفس الطاقم وفي نفس الظروف ،ولم تتلق إدارتها - حسب ما وصلني من أنباء - مايدل على غلق أو تسليم هذه المؤسسات للدولة التركية، بل وعلى العكس من ذلك تلقت تطمينات من الجهات المعنية.
الملعم : سيد محمود سيدي