أزدانت الساحة العلمية في موريتانيا بأطروحة بحثية جديدة أعدها الباحث الحضرامي ولد أحمد الطلبة، تناقش نازلة الإستعمار عند الشيخ بابه بن الشيخ سيديا، وهي النازلة التي تبرز للنقاش السياسي من وقت لآخر دون أن تكون محل بحث علمي مؤصل يناقشها في سياقها الإجتهادي وواقعها الإجتماعي.
وقد جاء البحث بعنوان ملامح المنهج السلفي عند العلامة بابه بن الشيخ سيديا، مركزا في مبحثه الأول على التعريف بالشيخ بابه وبمكانته العلمية ومرتبته في الإجتهاد،
وناقش في المبحث الثاني العقيدة السلفية للشيخ بابه وموقفه من حركات التصوف وموقفه من التقليد مركزا النقاش على رؤية الشيخ بابه للمجال الفقهي في تلك الفترة وتؤثره بمناخات علمية مختلفة كانت المنطقة مجالا لها بحكم كونها منطقة عبور وحلقة وصل غير قادرة على تأسيس مدرستها المستقلة عن الفضاءات الإسلامية الأخرى. وفي مبحث ثالث ناقش البحث إجتهاد الشيخ بابه في نازلة الإستعمار وتعاطيه مع النازلة بإجتهاد أصل له الشيخ وربطه بالواقع الإجتماعي ومصلحة الجماعة، كما حاول البحث مقارنة إجتهاد الشيخ باب وفتواه بإجتهادات مشابهة وفتاوى على نفس المنحى في سياقات زمنية مختلفة، أجتمعت كلها على محاولة مقاربة ظاهرة الإحتلال أو الإستعمار بمواقف غير تقليدية في الفقة الإسلامي . ويعتبر البحث إضافة في هذا المجال خصوصا أن القائم عليه الباحث الحضرمي ولد أحمد الطلبة أحد الباحثين المعنيين بحقل الدراسات الإسلامية وبنقاشه بشكل تأصيلي بعيدا عن تجاذب الخلافات المحلية والتي لا تولي القيمة العلمية أثرا كبيرا إذ تستحضر أكثر خلافات وصراعات مذهبية واجتماعية .
