بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) قال تعالى : [وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ]. قال مُطَرِّف: إن «الفتنة لا تجيء تهدي الناس, ولكن لتقارع المؤمن عن دينه» الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 593)
في سابقة من نوعها في مورتانيا يتطاول على مقدسات المسلمين ويطعن في عدالة سيد المرسلين عليه أفضل الصلوات وأزكي التسليم فقد قام الشقي ول أمخيطير بارتكاب حماقة لم يحسب لها حسابا واعتقد أنه سينجوا بفعلته دون عقاب إن سب النبي صلي الله عليه وسلم سب لله ولرسله وللمؤمنين
هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا *** أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء
لقد قام ول أمخيطير بسب النبي صلي الله عليه وسلم باسم التحرر والحرية والانعتاق والدمقراطية ففر من عبودية الرحمن فوقع في عبودية الهوي والشيطان كما قال بن القيم رحمه الله : هربوا من الرِّق الذي خلقوا له ... فبُلُوا برق النفس والشيطان فقد كان ول امخيطير ولا زال معروفا بتوجهاته المريضة بالكفر والإنحلال والمشبعة بالزندقة والإلحادُ الحقُّ سهمٌ لا تَرِشْهُ بباطِلٍ ... ما كان سهمُ الـمُبطِلينَ سديدا -
حكم ساب النبي صلي الله عليه وسلم :
أجمع علماء الأمة علي كفرمن سب النبي صلي الله عليه وسلم ومن الأدلة على ذالك :\
1- أن سب النبي صلي الله عليه وسلم يناقض المحبة والتصديق والانقياد والاستسلام لما جاء به .النبي الشفيق قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (فالسب إهانة واستخفاف والانقياد للأمر إكرام وإعزاز ومحال أن يهين القلب من قد انقاد له وخضع واستسلم أو يستخف به فإذا حصل في القلب استخفاف واستهانة امتنع أن يكون فيه انقياد أو استسلام فلا يكون فيه إيمان وهذا هو بعينه كفر إبليس فإنه سمع أمر الله له فلم يكذب رسولا ولكن لم ينقد للأمر ولم يخضع له واستكبر عن الطاعة فصار كافرا..) الصارم المسلول على شاتم الرسول, ص : 519 .
2- أن الله تعالى فرق بين السب و المعصية غير المكفرة فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا {57}وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب آية 57، 58]. ففي هذه الآية فرق الله تعالى بين جريمة سب الله ورسوله وجريمة أذية المؤمنين , فجعل الأولى مستوجبة للعن في الدنيا والآخرة وجعل الثانية بهتانا وإثما مبينا . فدلت الآية على أن سب الله ورسوله كفر وأذية المسلمين معصية .
3- أن السب أشد من الاستهزاء في الدلالة على انتفاء الإيمان والتصديق والمحبة والتعظيم والانقياد , وقد قال تعالى في بيان كفر المستهزئين : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ...}[التوبة، الآيات 65 _ 66]. وإذا كان الاستهزاء كفرا فالسب -الذي هو أشد منه- كفر من باب أولى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية تعليقا على هذه الآية: ( وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر فالسب المقصود بطريق الأولى) الصارم المسلول ص 31 .
وقد أجمع المسلمون على كفر من سب النبي صلي .الله عليه وسلم ،ونقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم : قال إسحاق ابن راهويه: " قد أجمع العلماء على أن من سب الله عز وجل، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر. "التمهيد" (4/226 وقد ذاكر صاحب التاج والإكليل لمختصر خليل أنه يقتل ولا يستتاب ( من سبَّ الله سبحانه ، أو سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قُتل ولم يُستتب)228/6
وقال القاضي عياض: أجمع العلماء أن شاتم النبي صلي الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر ) الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/ 542.
وقد نقل ابن المنذر الإجماع علي أن من سب النبي صلي الله عليه وسلم وجب قتله وقال الخطابي : لا أعلم خلافا في وجوب قتله إذا كان مسلما -المرصاد للتصدي لموجات الإلحاد: ينبغي أن نقف وقفة جادة لجعل حد لاتسونامي الإلحاد الذي يقوده مثلث الشر )مكفولة - وول مخيطير - و ول أمين ( لا يكفي الشجب والتنديد بتصرفات الزنادقة الملحدين وتطاولهم علي مقدسات المسلمين بل لا بد من ردة فعل عملية تقضي علي ما يصبون إليه إن الملحدين بتشكيكهم في المسلمات القطعية وطعنهم في عدالة سيد البشرية لهم غايات يريدون تحقيقها ومآرب يسعون للوصل إليها إن أفضل وسيلة للرد عليهم هي السعي لإفشال أهدافهم وإبطال مخططاتهم فإذا أدركت ذالك علمت أنهم يسعون لأمور منها
1- تشتيت كلمة المسلمين
2- والتمرد علي ثوابت الدين فلذالك كان واجبا علينا السعي لجمع كلمة المسلمين فبذالك نقطع الطريق علي الزنادقة الملحدين قال تعالي : ) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [الأنعام: 159] وقرأ حمزة والكسائي : فارقوا دينهم, ولهذا كان الشيطان يلجأ إلى التحريش بين المسلمين عندما يعجز عن إيقاعهم في الشرك . عن جابر قال قال النبى -صلى الله عليه وسلم- (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن فى التحريش بينهم)رواه الترمذي
فمن أجل إجل إفساد مخططهم الأول وهو تشتيت كلمة المسلمين علينا أن نقف وقفة جادة في العمل على توطيد وحدة المسلمين,وأن نأخذ على أيدي دعاة الفتنة , و نقوم بقطع الطريق عليهم ولا نترك لهم فرصة لبث سمومهم ,ولن نتمكن من ذالك إلا حينما ننجح بشكل عملي في القضاء على مظاهر التفرقة والتحزب إن أعظم عقبة في طريق مكفولة وشرذمة الملحدين هي عقبة الدين فأيقنوا باستحالة الوصول لمرادهم إلا بعد هدم الدين ففكروا وقدروا ثم عبسوا واستكبروا فناصبوه العداء وأظهروا له الحقد والجفاء فكان لزاما علي كل مسلم غيور علي دينه وعقيدته وعرض نبيه أن يقف بالمرصاد لموجات الإلحاد ولسان حاله: أيسب النبي صلي الله عليه وسلم وأنا حي لقد قام المسلمون في هبة شعبية عارمة في وجه موجات الإلحاد وطالبوا بإنزال العقوب بول أمخيطبر خاصة والملحدين عامة وهو أمر يدل علي معادن أهل شنقيط النفيسة لكن الذي لا ينبغي أن نتغافل عنه أن دين الله شيئ واحد وشريعته لا تتجزأ ولكي نكون أنصارا لله ولروسوله ولشرعته فلا يكفي أن ننصر بعض كتابه ونهجر بعضه قال تعالي : )أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض( لكي نكون أنصارا لله ولرسوله ولشرعته علينا أن نطبق الشرع الذي جاء به وننصره ونذعن له ونذود عنه أيها المسلمون إن مرت حادثة ول أمخيطير دون الانتقام لعرض النبي صلي الله عليه وسلم فإن مورتانيا ستصبح مأوي للملحدين ومقرا آمتا للزنادقة المرتدين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين