آخر موضات النفاق والتزلف والمهانة لدى "أهل الخيام" هي موضة البكاء من أجل فخامة الرئيس...
وقف إمام معروف في مسجد مشهور ليقول أمام جمع عريض من المصلين يوم الجمعة الأخير: لولا تدخل فخامة الرئيس لاقتتل أهل ظامبيا (هكذا نطقها) وشرع صوته يتهدج بالبكاء.. وهْ وِهْ وِهْ ولم يجد المصلون أي رابط موضوعي بين فخامة الرئيس و (ظامبيا) والبكاء وهْ وهْ وه.
إنه بكل بساطة فصل مأساوي من مسلسل الانحطاط والرداءة الذي يلف كل شيء في هذه البلاد المنسية المنكوبة بأمتها وفقهائها ومدرسيها ومثقفيها...
حتى المنبر الذي يجب أن ينزه عن النفاق والتزلف صار متكأ لكل هذه الصنوف المنحطة من السقوط والخنوع والتذلل لغير الله هكذا وبكل وقاحة: فخامة الرئيس ... لاقتتل أهل ظامبيا . وهْ وهْ وهْ..
اللهم إنا نبرأ إليك من هكذا خطب دينية لا تمت لروح الشرع ومقاصده ولا تشبه قليلا ولا كثيرا خطب العلماء الصابرين الربانيين عبر العصور ولا ترفع شبها ولا ترد سهما، بل قد تجعل الناس ينفرون من أئمتهم وفقهائهم..
أهل ظامبيا ...وفخامة الرئيس... وَهْ وهْ وهْ ...
ذات يوم سنرى الرقص من أجل فخامة الرئيس وربما خروج بعضهم إلى الشوارع عراة ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور... من أجل فخامة الرئيس..
سيحدث هذا لأن البكاء أول المصائب
فخامة الرئيس .. أهل ظامبيا ... وهْ وِهْ وِهْ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.