على ذكر "لحجاب" والشعوذة والسحر "وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى".. تحضرني حكاية وقفت عليها بكتيب قرأته في نهاية التسعينات، يدور حول ذكريات مغامر، من ذوي المال والأعمال الفاسدة، يدعى أندريه گلفي.. ارتبط حينها اسمه بفضيحة شركة ألف elf الفرنسية، وقد اشتهر بخبرته في معرفة "من أين تؤكل الكتف"، حتى صار يعد من ضمن أكبر المتخصصين في الحصول على الصفقات الكبرى، وما يترتب عليها من منافع للوسطاء، وما يدور حولها في الخفاء من الصراعات...
وكرد على مضايقات قاضي التحقيق؛ قرر المغامر نشر الغسيل في كتاب تحت عنوان "الأصلي" (لعله أصل الفساد)..
ولم تسلم موريتانيا الستينيات، على غرار دول إفريقية أخرى، من حكاية المعاملات المشبوهة، فقد تحدث المغامر عن بعض الفضائح التي هزت أركان الجمهورية الوليدة، والتي دُفنت من بعد في مقبرة النسيان (عفا الله عما سلف)..
فالمغامر، الذي بدأ في قطاع الصيد البحري بانواذيبو، قبل أن يصبح من أكبر مصدري السمك بالمغرب، حيث عرف باسم ديدا السردين Dedé la Sardine، كان فيما يبدو على اطلاع بما يجري في عدة دوائر حكومية، كما كانت لديه علاقات واسعة في مختلف الأوساط النافذة وبمراكز القرار..
ولعل أطرف ما أورد في سرده المثير، يتعلق بقصة وقعت له بعد عقود من مغادرته لموريتانيا، مفادها أن وحدة من الأمن الفرنسي داهمت ذات يوم مكتبه الواقع بالقرب من نجمة حقول الإليزيه، وإبان تفتيشها فتحت علبة صغيرة، فصاح في وجوه المفتشين قائلا: لقد قتلتم الجنرال الدليمي!
قال الراوي: كانت العلبة بمثابة "حجاب" من صديق موريتاني.. أهداها لي أيام زمان فنسيتها.. وقد أوصاني أن لا أفتحها إلا إذا كنت أريد أن يحل بلاء بأحد خصومي.. وكانت لدي حينئذ خصومة مع الجنرال المغربي المعروف الدليمي، الذي مات بعد فتح العلبة بقليل!!
من صفحة السفير عبد القادر ولد أحمدو