الرئيس الغامبي يحي جامى (51) عاما.. شخصية جدلية، كان ضابطا صغيرا في الجيش ووصل إلى الحكم في انقلاب غير دموي عام 1994، ومنذ ذلك الحين يحكم البلاد.
أطيح به في الانتخابات الرئاسية التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي من قبل منافسه "آداما بارو"، لكن جامع لم يسلم السلطة إلا بوساطة جاءت تسابق حربا وشيكة
مولع بالإعلام
يُعرف عنه ولعه بالأضواء والإعلام، ويعزو مراقبون "تصرفاته الغريبة" لمحاولاته المتكررة للفت الأنظار وخلق "هالة وكاريزما" حول نفسه، وينعكس ذلك حين يظهر في كل المناسبات "ممتشقا" سيفا بيده لا يفارقه أبدا في كل المناسبات.
ومن أبرز قراراته خلال فترة رئاسته إعلانه أن بلاده أصبحت جمهورية إسلامية بتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر 2015 حين قال: "غامبيا في يدي الله، وابتداء من اليوم فإن غامبيا دولة إسلامية، وسنكون دولة إسلامية تحترم حقوق المواطنين".
فاز جامع في الانتخابات الرئاسية لأربع مرات متتالية، لكن الحظ لم يحالفه في الخامسة التي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
أسس حزب '"التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء"'، وتم إعادة انتخابه بنسبة فوز 53% عام 2001، ثم رشح جامي نفسه في الانتخابات الرئاسية للبلاد للمرة الثالثة عام 2006، ثم الرابعة عام 2011 وقد عبر المراقبون عن نزاهة وحرية هذه الانتخابات.
زوجاته
طلق جامي زوجته الأولى توتي فال جامي ليتزوج عام 1999 من المغربية زينب التي أنجب منها طفلا وطفلة.
أعلن بعد سنوات من زواجه الثاني، أنه تزوج للمرة الثالثة من حليمة صلاح ابنة السفير الغامبي في المملكة العربية السعودية عمر جبريل صلاح.
وأوضح حينها في بيان للرئاسة أن الزوجة الجديدة حليمة "لن يُطلق عليها لقب السيدة الأولى لأنه وفقا للبروتوكول لا يمكن أن تكون هناك أكثر من سيدة أولى بل واحدة، وهي السيدة زينب يحيى جامع"، التي كانت قد طالبته بالطلاق، مهددة بمصادرة ممتلكاته في المغرب وحرمانه من حضانة طفليه. كما تركت سيدة غامبيا الأولى القصر الرئاسي وتوجهت إلى نيويورك عام 2010.
جامع الطبيب
اشتهر جامع بإصداره إعلانات وقرارات تبدو غريبة ومفاجئة، ففي العام 2007 أعلن توصله إلى علاج لمرض الإيدز عن طريق الأعشاب. ووفقا لقصر الرئاسة الغامبي، فإن جامع يزعم أيضا امتلاكه "معرفة واسعة بطرق العلاج العشبية التقليدية، وخصوصا علاج الربو والصرع".
كما يُشبه بعض المحللين سُلوك الرئيس بتصرفات وسُلوك الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حتى لقبته بعض الصحف بـ"قذافي غامبيا"، من حيث الحرص على رسم صورة للـ"هيبة" وادعاء الصرامة وتقلب المزاج.
في يوم الجمعة الثاني من كانون الأول/ديسمبر أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات الغامبية خسارة الرئيس جامع وفوز مرشح المعارضة آداما بارو بأغلبية أصوات الناخبين، لتنتهي رسميا فترة حكم الرئيس جامع للبلاد التي استمرت قرابة 22 سنة .
واعترف جامع بهزيمته وهنأ خصمه متمنيا له النجاح. وقال جامع في تصريحات بثت مباشرة على التلفزيون، بينما كان جالسا أمام مكتبه أن “الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص لقيادة البلاد، أتمنى لكم الأفضل”.
إرهاصات اللحظة الأخيرة
وكان يحيى جامع يؤكد خلال الحملة أنه واثق من فوزه في الاقتراع، وقد أثار مخاوف معارضيه من احتمال رفضه لنتيجة الانتخابات. واتصل يحيى جامع الذي كان يقول إنه سيحكم “مليار سنة إن شاء الله”، بخصمه وهنأه، وقال: “أنت الرئيس المنتخب لغامبيا أتمنى لك الأفضل”، مؤكدا أن هذه الانتخابات “كانت الأكثر شفافية في العالم”.
لكنه أعلن الثلاثاء، الماضي حالة الطوارئ، مشيرا إلى "مستوى كبير جدا من التدخل الخارجي لا سابق له" في العملية الانتخابية في غامبيا.
وهددت دول إفريقية خاصة السنغال، بالتدخل عسكريا بموافقة مجلس الأمن لإجبار جامع على تسليم السلطة للرئيس المنتخب "آداما بارو" وسط مخاوف من تصعيد عسكري في غامبيا، قد يتطور إلى صراع دموي على السلطة.
لكن تدخل الرئيسين الموريتاني و الغيني ساعد في اقناع الرئيس جامى بترك السلطة مع ضمانات له و حمل أمتعته و رحل ..
ملاحظة : التقرير في الأصل هو بورتريه للعربي 21 بعنوان آخر قمنا في "مراسلون" بتحديث بعض المعلومات فيه