اقترب العلماء من إيجاد علاج لما تعرف بمتلازمة التوتر السابق للحيض بعد اكتشافهم أن الجينات تفقد صوابها عندما تتغير الهرمونات أثناء الدورة الشهرية للمرأة.
يشار إلى أن نحو 80% من النساء يشتكين من النزق والاكتئاب والقلق في الأيام السابقة للدورة، وكان الاعتقاد السائد هو أن اضطراب المزاج تسببه التقلبات الكيميائية التي تحدث في الدماغ، وفي نحو واحدة من كل عشرين امرأة تكون الحالة شديدة جدا لدرجة تحتاج معها إلى عقاقير مضادة للاكتئاب ويمكن أن تعاني من صداع موهن وإجهاد شديد وألم بالعضلات.
والآن اكتشف الباحثون بالمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة أن التغيير في الهرمونات قبل الدورة يقلب رأسا على عقب وظيفة الجينات في المرأة، إذ إن بعض الجينات التي ينبغي أن تنشط تصبح كسولة في الواقع، في حين أن البعض الآخر الذي ينبغي أن يكون هادئا يصبح أكثر نشاطا. ووصفوا هذه النتائج بأنها إنجاز هام لأنها تثبت لأول مرة أن المرأة لا تعاني فقط من التقلبات المزاجية، بل إن كل وظائفها الحيوية تضطرب.
ويعتقد الباحثون أن النساء اللواتي يعانين من حدة هذه الأعراض أكثر حساسية جينيا لزيادة كبيرة في الهرمونات التي تحدث خلال فترة الدورة. ولاختبار ما إذا كان لهذه الحساسية تأثير على الخلايا، فحصوا خلايا الدم البيضاء لدى عدد من اللائي يعانين من حدة الأعراض وقارنوها بخلايا نسوة لم يكابدن هذه الأعراض من قبل.
ووجدوا أن دائرة معينة من الجينات تصرفت بشكل غريب عندما تعرضت لزيادات في الأستروجين، بينما عزز هرمون الجنس النشاط في جينات النساء اللائي لم يتأثرن من المتلازمة، وكان لها تأثير عكسي على أولئك اللائي كان لديهن أعراض حادة.
ويعكف الباحثون الآن على متابعة هذا الاكتشاف أملا في التوصل إلى المزيد من المعلومات عن كيفية تغيير الهرمونات للخلايا العصبية.