شهدت شواطئ منطقة المنارة الزرقاء "لاتور بليه" في مدينة نواذيبو ـ العاصمة الاقتصادية قبل أيام نفوقا لكمية مهولة جدا من الأسماك تقدر بقرابة المائة طن انتشرت على امتداد 4 كلم من شاطئ المنطقة الأثرية المذكورة.
مراسل "مراسلون" في مدينة نواذيبو توصل لشهادة حية مدعومة بالصور، توثق بشكل دقيق للكارثة في وقت مبكر من حدوثها وعبر كامل مراحلها من طرف الناشط البيئي ورئيس جمعية النهوض بالأسرة وحماية البيئة سيد محمد ولد محمد الشيخ الملقب "هيدي".
الناشط البيئي ولد محمد الشيخ قال خلال إدلائه بشهادته حول الموضوع وفي تصريح لمراسلون إن الكارثة البيئية المذكورة والتي حدثت في شواطئ منطقة "تور بليه" الأثرية" هي الأكبر من نوعها خلال السنوات الأخيرة من حيث الفداحة وما لحق بالشاطئ من تلوث.
وأضاف ولد محمد الشيخ كنا في جمعية النهوض بالأسرة وحماية البيئة في نواذيبو أول من رصد الكارثة البيئية وأول من وصل لعين المكان خلال مراقبتنا الروتينية واليومية للشواطئ والمناطق الصناعية، وقد قمنا على الفور بإشعار السلطات المختصة التي عقدت اجتماعا طارئا لتحديد ملابسات الكارثة والمسؤول عنها بعد زيارة ميدانية للمكان وتقييم وضعية الشاطئ وأقتراح الحلول وطرق تصريف مخلفات تراكم الأسماك النافقة التي عجت بها المنطقة وأصبح وقع أمواج البحر في الحيز المذكور ثقيلا جراء الأسماك الميتة التي أمتلأ بها الشاطئ وغصت بها مياه البحر القريبة منه.
وقد تطلب أحتواء الكارثة البيئية تنسيقا مشتركا بين السلطات الإدارية في الولاية وسلطة منطقة أنواذيبو الحرة هذه الأخيرة التي جندت وسائل فنية وبشرية لتنظيف الشاطئ وقد استغرق العمل لإكماله أربعة أيام متواصلة جراء تعذر العمل أثناء ساعات المد البحري وصعوبة تضاريس المنطقة كما قامت جمعية النهوض بتوزيع أقنعة واقية من الروائح وقفازات وادوات تنظيف على الأفراد المكلفين بنظافة الشاطئ وتولى بعض عناصر الجمعية مشاركتهم في المهمة .
و رصدت جمعية النهوض أيضا خلال تقييمها الأولي لحالة الأسماك المنتشرة على الشاطئ في منطقة "تور بليه" وجود عجل بحر "فقمة" ميتا عند شاطئ المنارة الزرقاء وقد قال أكد حراس البواخر المتعطلة عن العمل الراسية قريبا من الشاطئ و المقيم في المنطقة أكد أن البحر قذف الفقمة قبل الأسماك النافقة بيوم وقد أبلغت الجمعية عن عجل البحر على الفور المعهد الموريتاني للبحوث و المحيطات والصيد الذي استدعى خبيرا لمعاينة العجل البحري الميت وقام بتصويره وقياسه حيث بلغ طوله 2 متر وقد أكد الخبيرأنه من فصيلة نادرة مهددة بالانقراض وقام بكتابة تقرير عن حالته وقد تم دفنه بعد أخذ كامل المعطيات غير بعيد من الشاطئ.
وقد أدى المد البحري لإعاقة أعمال تنظيف الشاطئ مما تسبب في تخمر وتلف العديد من الأسماك المنتشرة على امتداد الشاطئ فضلا عن وجود الأسماك التالفة في منطقة صخرية بالغة التعقيد غير أن تكثيف حملة النظافة وتضافر الجهود في هذا الصدد قادا إلى أحتواء ناجح لهذه الكارثة والتي يرجح حسب مصادر شبه رسمية أن سببها هو حادث تصادم بين قاربي صيد سطحي سنغاليين كانت بهما حمولة زائدة من اسماك تسمى محليا " أوبو" التي تستعمل في صناعة دقيق وزيوت الأسماك.
وهذه صور ميدانية توثق لهذه الكارثة البيئية ألتقطت الناشط البيئ في وقت مبكر من حدوثها.
لموقع " مراسلون" : الحسين ولد كاعم – نواذيبو.