طافت بى ذكريات أيام لم يطوها النسيان إلى اوائل السبعينيات وثانوية محمد حسين على شارع الشنقيطي ولعل لتزامن ذكرى استقلال السودان هذه الايام فعلها لم اكن فى تلك المرحلة احلم بارض شنقيط أن اراها. ولكن احلامى فقط بقدوم احدهم منها واستمع له يحدث عنها وعادة ما يكون امضى اشهر عدة حتى وصل الى امدرمان ولم انس الرجل الكريم الشهم المعروف بمختار شيخنا رحمه الله كان ممن سكنوا أم درمان ودنوابى بجوار مسجد الشيخ قريب الله. وهو يسال القادم وخاصة النساء عن اوراقه الثبوتية (التواقط) .فاذا بها بطاقة شخصية لاتفيد فى الوصول الى الحج ولا مال معه ولكن مع ذلك لم يكن يتخلف عن الحج احد .
وما كنت احسب انى سأكون هنا فى نواكشوط واتمثل أبيات الشاعر سيف الدين الدسوقي
عد بي الى النيل لا تسال عن التعب
الشوق طي ضلوعي ليس باللعب
لي في الديار ديار كلما طرفت عيني
يرف ضياها في دجى هدبي
وذكريات احبائي اذا خطرت
احس بالموج فوق البحر يلعب بي
.و اربط بين شارع الشنقيطي واستقلال السودان .فالشارع
سمى على شخصية فذة محمد صالح الشنقيطي* والذى ممن نالوا للاستقلال من الاستعمار .لقد أحس رجال مثل السيد عبد الرحمن المهدى بالاستقلال فبكى عندما أعلن من ادخل البرلمان
يقول محمداحمد محجوب رئيس وزراء السودان الأسبق:
اجري دموعك دون الناس قاطبة
سر لغيرك ما باحت به الحقـب
وأنت تجهـش بالدمع تذرفـــه
وما عهدتك قبل اليوم تنتحـــب.
ويقول الأستاذ عثمان خالد مضوي في مؤتمر إذاعي بتاريخ 19 ديسمبر 2008م قال: "الأحداث في تلك الفترة المهمة من تاريخ السودان الأساسية منها هو ذلك التوافق الذي حيث تم توزيع الأدوار يقدم الاقتراح من جهة ويثنى من جهة حتى يشترك الجميع في تلك إقرار تلك المقترحات وهي لم تأتِ صدفة وإنما نتيجة لتوافق سياسي سبق اجتماعات البرلمان واعتقد أن عبقرية الشعب السوداني تجلت في تلك الأيام القدرة الفائقة على التوصل إلى توافق سياسي كامل يحدد معالم الفترة القادمة ويوصل الطريق أمام الأجيال القادمة واعتقد أن ما أخذناه في تلك المرحلة من أجدادنا درس يمكن أن نستفيد منه في المرحلة الدقيقة الآن من تاريخ السودان والتي نحن الآن في الحاج هذا التاريخ وسطروا له تلك الأمجاد اعتقد هذه العبرة التي ينبغي أن نستخلصها وأن كان هناك أثر واحد اعتقد أنه لم يوفق فيه توفيقاً كاملاً وأن الجمعية التأسيسية التي جاءت من بعد ذلك الاتفاق لم تر مسألة الفيدرالية في الجنوب الاهتمام الكافي واعتقد هذه من أكبر أخطاء تلك الفترة لو نفذنا كل ما صدر في ذلك الإعلان واعتقد لو كان في وسعنا أن نعيد الماضي وأن نصحي الأخطاء وفرنا على أنفسنا الكثير من العناء
.نأمل أن يعيد أهلنا فى السودان ما كانوا عليه من توافق ووحدة.وأن تشمل ما ورد عن
العَلَّامة السفير عبد الله ولد أَرَبِيهْ رحمة الله عليه ـ وَيُذكَرُ عند ذكر السودانيين ـ: " مَحَدَّنْ أَبْلَدْ لَعْلَيَاتْ يَصْبَحْ فَتْرَابْ سَاحَلْ أَرْكِيزَ الْكَدَّامِيَّ بَايْتَاتْ قَايْمَاتْ الَّليْلْ يَطَلْبُ مُلَانَ أَهَلْ ذِي أَتْرَابْ مَاهُمْ خائفين ش
*محمد صالح الشنقيطى
ولد بمدينة أمدرمان عام 1898م
تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أمدرمان الوسطي ثم بكلية غردون التذكارية بالخرطوم وتخرج في قسم القضاء الشرعي بها عام 1918.
عمل في سلك القضاء الشرعي حتى عام 1920 ثم في الإدارة كنائب مأمور ثم مأمور حتى عام 1930م.
• كان عضواً بارزاً في مؤتمر جوبا الذي حقق نجاحاً باهراً في إعلان الوحدة التامة بين شمال السودان وجنوبه 1947م .
• في عام 1947 سافر إلى نيويورك مع المرحوم صديق المهدي ليرفع صوت الاستقلال في ليك سكسس.
• اختير أول رئيس للجمعية التشريعية عام 1948م.
• اشترك في وضع اتفاقية الأحزاب مع مصر في أكتوبر سنة 1953م.
• انتخب رئيساً لمجلس النواب عام 1958م.
• كان عضواً بارزاً في مجلس جامعة الخرطوم .
محمد المختار أحمد الحسين