يا خيْر من وقف الأنامُ بِبابِه ** والكونُ منقطعُ العُرى إلاَّ بِه
وإذا امرؤٌ عَثرتْ بِهِ أسبابُهُ ** أغناهُ منكَ الفضْلُ عنْ أسبابِه
لا تَمْتحنَّا بالزَّمانِ فربَّمَا ** أعيَا الصَّبورَ بِصرْفِهِ و غِلابِه
وَ يغرُّهُ مَا يطمئنُّ لِصفْوِهِ ** فَإِذَا الضَّبابُ مُكشِّرٌ عنْ نَابِهِ
لكنَّ للقلبِ الحزينِ تَعلَّةً ** فاللهُ ألطفُ بِالوَرى مِنَّا بِهِ
هذا دعاء الواثقين بربهم ** اللائذين بركنه و جَنابِه
و لنا بما أنعمتَ حُسْنُ مظنَّةٍ ** فَلَبُوسُ بعضِ الخيرِ غيرُ ثيابِهِ
أسماؤك الحسنى و جودك و الرضا ** و عُروجُ هذا الحرفِ منْ مِحرابِهِ
ندعوك للرجل البشوش المُرتَضَى ** المُقْتَفِي سُبُل الكرامِ النَّابِهِ
يا ربّ عجِّلْ بالشِّفَاءِ تكرُّمًا ** وَ أعدْهُ ربَّاهُ إِلَى أَحبَابِهِ
الشيخُ سِبطُ الأكرمينُ فَنجِّهِ ** وَ تولَّهُ فِي الكربِ و اكْشفْ مَا بِه
و أدمْ به في آلِ حرمةَ سؤدداً ** لا تسأمُ الأُذُنانِ منْ ألْقابِهِ
كمْ قائلٍ للهِ درُّ أبيهِ منْ ** شهمٍ فتًى فِي صُنْعِهِ و خِطابِهِ
إنْ يلْقَهُ رطبَ اللسان فَذاكرٌ ** ورث الصلاح و جاءهُ منْ بابِهِ
أوْ يبتسمْ أدباً فذلكَ والدٌ ** أهداهُ في التأديبِ منْ آدابِهِ
أوْ يبتدرْ مرضاهُ بالْحسنى فَطَا ** عةُ ربِّهِ و تمثُّلٌ بِكتابِهِ
أوْ تستبقْ كفَّاهُ عندَ مُروءةٍ ** فَلأنَّ أَغْلَى التِّبرِ بعضُ تُرابِهِ
أوْ يمتشقْ قَلَمَ الرُّؤى فِي غَضْبةٍ ** فَليَحذر الثَّقَلانِ منْ إِغْضابِهِ
وَ إذا مشَى هوْنًا سعدتَ بسمتِهِ ** فَتقول طِيبُ المسكِ منْ أطيابِهِ
وَ تراهُ في حب النبي محمد ** يَسقِي الظِّماءَ إِليهِ منْ أنْخابِهِ
صلى عليه اللهُ مَا طيفٌ سرَى ** و على الأحبَّةِ آلِهِ وَ صِحابِهِ
الشيخ ولد بلعمش