ثلاثة مستويات في بيان الحزب الحاكم الذي رد به على تصريحات شباط "ملاحظات سريعة"

أحد, 2016-12-25 15:01
ولد محم في لقاء سابق مع حميد  شباط أيام كانت اللغة الدبلوماسية تخفي التوتر المتزايد

مراسلون : رغم أن البيان الذي صدر اليوم عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا جاء كردة  فعل طبيعية  على تصريحات " حميد شباط " الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي

إلا أنه أيضا  عكس  حدة التوتر القائم بين البلدين و وازن الكفة فيما يتعلق برفع مستوى التراشق الإعلامي بين البلدين توازيا مع تصريحات شباط

إلي ذلك فقد جاء البيان في عدة مستويات :

1 ـ رفض للحديث عن استقلال موريتانيا أو تبعيتها لطرف آخر

حيث قرَع َ في البداية صاحب التصريحات و قال إنه " تكلم في أمر لا يدرك أبعاده ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه" و اعتبر أن الحديث في هذا الموضوع غير وارد و قال : " ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها فهو أمر يعلو عن كل حديث" بل زاد على ذلك بقوله : " أن المطلع على أبجديات التاريخ يدرك أنا كنا الكل وهم الجزء؛ وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة." و هي إشارة إلى أن موريتانيا هي منطلق المرابطين

2 ـ محاولة إيجاد تفسير للتصريحات الغريبة :

حيث اعتبر الاتحاد من أجل الجمهورية أنها "محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية" ؛ و أنها إحدى مخرجات  " الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لامثيل له تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه  ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي."

و أنه عكس نية البعض في محاولاته " لثني إرادة موريتانيا الحرة في تحديد التوجهات العامة والخيارات الأساسية التي تخدم رؤيتها السيادية المستقلة لما يجب أن تكون عليه علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية مع الشعوب والدول الشقيقة والصديقة."

3 ـ حمل تحدٍ و إشارات في السياسة الإقليمية :

حيث خاطب من سماهم " أسياد شباط " و الراجح أن البيان  يعنى" المؤسسة الملكية"  و اعتبر أن نجاحات موريتانيا قد أغاظتهم حيث جاء فيه " إن الأغرب من كل ذلك هو أن ينزعج "شباط" وأسياده من النجاحات التي حققت موريتانيا إقليميا ودوليا"

و أضاف في لغة تحد واضحة أن التصريحات الجديدة  " لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل " حيث ربما حملت هذه الجملة إشارة بأن موريتانيا بإمكانها أن تصب الزيت على النار و تزيد من صعوبة الموقف المغربي ..

و بلغة أخرى ألطلف و أكثر دبلوماسية قال " وإن إحياء الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة في مخاطبة الند للند ليست أحسن طريق لخدمة التطلعات المشتركة بين شعوب وبلدان المنطقة،"

ثم جاء تحدى المواجهة حيث قال البيان " إن موريتانيا قيادة وشعبا ستقف بالمرصاد في وجه كل المحاولات الظلامية البائسة التي يسعى من خلالها أنصار تنظير فكر الهيمنة والتوسع والتبعية لثني إرادتها الحرة في تحديد التوجهات العامة والخيارات الأساسية التي تخدم رؤيتها السيادية المستقلة لما يجب أن تكون عليه علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية مع الشعوب والدول الشقيقة والصديقة."

و الجملة الأخيرة توحي  أن موريتانيا لن تقبل بتدخل المغرب في تحديد علاقتها مع الجزائر

و أخيرا دعا البيان إلى الاعتذار عن التصريحات المستفزة و دعا " كل القيادات الاستقلالية والنخب المغربية إلى تقديم الاعتذار للشعب الموريتاني"