-"حدود المغرب تمتد من سبتة إلى وادي السنغال"...
-"من مشاكل انفصال 1959 أن موريتانيا أصبحت دولة وهي أراضي مغربية محضة"...
كلام صريح من الامين العام لحزب الاستقلال المغربي... ويأتي في إطار حملة في القنوات الرسمية المغربية...
ليختلف الرئيس الموريتاني والملك المغربي... هذا لا يهمني ويحدث دائما.. أما أن يصل الأمر إلى هذا الحد، فإن المسألة في غاية الخطورة...
ولن يسامح الشعب الموريتاني أي حزب سياسي لا يتخذ موقفا صريحا من هذه التصريحات، وأخص بالذكر حزبين أكن لهما الاحترام هما "تكتل القوى الديمقراطية" بقيادة السيد أحمد ولد داداه، و"اتحاد قوى التقدم" بقيادة السيد محمد ولد مولود...
إن أي موريتاني يسكت على هذه التصريحات نكاية بالرئيس محمد ولد عبد العزيز يرتكب خطأ فادحا في حق البلد...
للمرء أن يعارض سياسات يعتبرها كارثية، أو لا يجد نفسه فيها.. وليس مطلوبا منه أن ينقذ رئيسا يعاديه من ورطة سياسية يقع فيها، لكن تصريحات هذا السياسي المغربي لا ينبغي أن تمر من دون رد، فهي لا تتعلق بسياسات عزيز، وليست حربا على نظامه. هي تشكيك في وجود البلد، وادعاء صريح بأنه جزء من بلد آخر...
وسأضع حاجزا هنا بيني وبين "الطبالين" في الجهتين الذين يقرعون طبول الحرب -غباء أو جريا خلف عواطفهم- فما يجمع المغرب وموريتانيا أكثر مما يفرقهما، ومصلحة البلدين تقتضي وجود علاقات طبيعية سلمية.. ولا يساورني أي قلق من أن المغرب قد يفكر في غزو موريتانيا، فلا هو يستطيع موضوعيا، ولا غزوها هي نزهة..
كان في مقدور الرسميين المغاربة أن يختلفوا مع الرئيس الموريتاني كما يشاؤون، وأن يمارسوا عليه ما أرادوا من ضغوط بعيدا عن السماح بعودة المعزوفة القديمة التي فشل أسلافهم في فرضها أيام كانت موريتانيا أضعف بكثير.