تناول الإعلامي المقتدر الشيخ بكاي الظاهرة التي قيل إنها شوهدت في سماء نواكشوط من خلال رسم اسم النبي " محمد " صلى الله عليه و سلم بين المزن الملبد في ذلك اليوم بطريقة حرفية ماهرة ، و رغم أن وسائل إعلام أحجمت عن تناوله حيث نظرت إليه كموضوع غير متفق عليه و لا يزيد النبي الكريم قدسية و لا يضيف شيء إلي معجزاته ، بينما تناولته أخرى بالطريقة التي تم تداوله بها على الواتساب ..إلا أن الأستاذ الشيخ تناول الموضوع بشكل أكبر :قصة المحاكمة و الشرطة و كيف قال المتظاهرون أن السماء انتصرت للنبي الكريم مما يوحي ضمنيا بمطالبتها بإعدام ولد امخيطير ،حيث كتب الشيخ بكاي في موقعه " مورينيوز " ما يلي :
امتزج الغضب الصادق وتهريج السياسيين وروائح القنابل الغازية بالأيديولوجيا واجتراح "المعجزات" في الحالة التي يعرفها الشارع الموريتاني منذ جلس قضاة المحكمة العليا الثلاثاء حول ملف ولد امخيطير الذي سب في مقال نبي الرحمة عليه أزكى السلام.
واستخدمت الشرطة القنابل الغازية لتفريق آلاف الموريتانيين الذين اندفعوا من كل أركان العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى المربع الذي تقع فيه المحكمة العليا في مسعى إلى إرغام القضاة على تأكيد الحكم بالاعدام على محمد الشيخ ولد امخيطير الذي أعطاه الموريتانيون لقب "المسيء".
وكانت محكمة أصدرت حكما ابتدائيا يدين ولد امخطير بالزندقة ويقضي بإعدامه، لكن محكمة استئناف دانته بالردة ولاحظت توبته، لترفع الملف إلى المحكمة العليا من أجل التثبت من التوبة.
ويقول المطالبون بإعدام ولد امخيطير إن إحالته إلى المحكمة العليا مقدمة لإلغاء حكم الإعدام، ويصرون على أنه "زنديق" في محاولة لإغلاق الباب أمام "التوبة" (في الدنيا).
وتزامنت مظاهرات استخدم ضدها العنف مع استخدام الشارع أمورا "غيبية" مثل رواج إشاعة تقول إن اسم "محمد" ظهر في سماء نواكشوط يوم جلوس المحكمة لبحث ملف ولد مخيطير، وظهور آية قرآنية في السماء أيضا، إضافة إلى العثور على سمكة مكتوب عليها اسم "محمد".
وشكلت هذه الاشاعات موضوعا للنقاش على شبكات التواصل الاجتماعي..
وكتبت مدونة موريتانية:
" ...لكني امس رأيت بأم عيني "محمد"تظهر من السماء! ولم اكن الوحيدة طبعا ...لكن استغرابي الشديد هو من هؤلاء الذين ذهبوا يبحثون عن طريقة تجعلنا مجرد تافهين ونتخيل مالم يحدث؟! ومقارنة ما رأيناه امس بأشياء اخترقها الكفار والملحدين للتشكيك بقدرة من على كل شيئ قدير !يــا جماعة لم يتغير شيئ ونحن لانختلف عن من سبقونا من مَنْ شاهدوا قدرته على المعجزات من صدقها وآمن بها ومنهم من كذبها .لم يتغير شيئ مازال يوجد كفار؛ أعداء للدين ومكذبين بكل شيئ ويوجد أيضا منافقين ؛فمن أسريّ به في بعض ليلة إلى السماء السابعة وعرج به على الأقصي وأمّ الرسل ...ورأي النار والجنة عليه الصلاة والسلام .. ولايجوز البتة أن يستغرب من أن يكتب اسمه على السماء ....".
وكتب مدون آخر:
"حينما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بذلك أهل مكة لم يستطع الكثير منهم تصديق ما سمع.. رغم أنه وصفه لهم وهم يعلمون انه لم يره من قبل وأنه أخبرهم عن عير لهم في الطريق.. وارتد بعض ضعفاء اﻹيمان.. وطمع كفار قريش أن ينالوا من إيمان الصديق رضي الله عنه فجاءوه وأخبروه بما قال صاحبه.. فسألهم: أقال ذلك؟ والله لئن قال لقد صدق.. وإني ﻷصدقه في أبعد من ذلك.. في الخبر يأتيه من السماء في غدوة أو روحة..
تذكرت هذا بعد صلاة المغرب الليلة الماضية في أحد مساجد نواكشوط بعدما قام شابان وأخبرا المصلين أنهما وجماعة معهما شاهدا اﻵية 29 من سورة الفتح مكتوبة بين الغيوم وأنهما صورا ذلك.. وأخرجا هاتفا ذكيا وبدآ يريان المصلين صورا لذلك.. فتدافع الناس واشتد الصخب ووعمت الفوضى المسجد الذي كان فيه مصلون مسبوقون وأصحاب نوافل..
قلت لجاري: هل يزيد هذا إيمان من يوقن أن هذا خلق الله وأن قدرته أحاطت بكل شيء؟".
وفي الجانب المشكك كتب مدون ثالث:
"إلى الذين روجوا لرؤية اسم "محمد" في سماء نواكشوط:
أتذكر ونحن أطفال أننا كنا نقرأ " فتيلا" على وجه القمر.. كنا نسمع أيضا حكاية تتعلق بالموضوع....".
وقال مراقب لـ" مورينيوز": " أستخلص فقط أن هناك أزمة وانشغال كبير بموضوع ولد امخيطير.. ففي الأزمات تكثر الأحلام واللجوء إلى الغيبيات، ولا أرى في ما يروج إلا خطأ في الادراك، فنحن ندرك انطلاقا من خبراتنا السابقة لكن أيضا يؤثر في إدراكنا ما ننشغل به".
وتحول ولد امخيطير إلى قضية رأي عام أوقعت السلطات في حرج كبير، و وضعت أصواتا قليلة دافعت عنه في عزلة قاتلة...