كان لي شرف حضور النسخة السادسة المؤجلة من مهرجان المدن القديمة في مدينة وادان التاريخية، حيث كنت ضمن فريق قناة الموريتانية الموفد لتغطية التظاهرة الهادفة إلى حماية المدن القديمة وإحياء تراثها.
وبما أنني حضرت نسخا سابقة من المهرجان وكنت شاهدا على ماتضمنت من فعاليات، فإنني أود هنا أن أسجل بعض الخصوصيات التي ميزت النسخة الحالية عن سابقاتها وكانت إضافة نوعية للمهرجان.
ومن بين هذه الخصوصيات:
1_شعار المهرجان: حيث حملت هذه النسخة لأول مرة في تاريخ المهرجان شعارا، وكان هذ الشعار هو "الدور الحضاري والعلمي للشناقطة في الفضاء العربي والإفريقي"، وهو شعار يناسب حدثا متعلقا بالمدن القديمة التي كانت منطلق إشعاع ثقافي وحضاري بلغ مخلتف أنحاء العالم الإسلامي، فجسد بذالك استحضارا للماضي المشرق لهذه المدن.
2_توسيع مجال المشاركة في نسخة هذا العام من المهرجان حيث وجهت وزارة الثقافة _ولأول مرة_ دعوات لشخصيات أدبية وفرق فنية من دول الجوار الإقليمي وخاصة تلك التي تتقاسم شعوبها الموروث الثقافي مع الشعب الموريتاني، وكان حضورها إثراء للمهرجان هذا العام.
3_كانت محاضرات المهرجان هذا العام مميزة وغنية، ودارت كلها حول الموضوع العام للمهرجان لكن كل واحدة منها تناولته من زاوية مختلفة دون أن يحصل تكرار أوتداخل بين المحاور.
ويعود ذلك إلى إسناد هذا الجانب إلى لجنة علمية أشرفت على صياغة المواضيع واختيار المحاضرين، وتعكف حاليا على إصدار كتاب يتضمن تفريغا لهذه المحاضرات ليكون مرجعا للنسخ القادمة القادمة من المهرجان والأعمال الثقافية والفكرية بشكل عام
4-بخصوص المادة الفلكلورية والفنية كانت هي الأخرى متميزة وهادفة ومتلائمة مع الذوق العام، خلافا لما شهدته نسخ سابقة.
هذه الإضافات التي شهدها مهرجان المدن القديمة في نسخته السادسة جاءت نتيجة عمل دؤوب من وزارة الثقافة والصناعة التقليدية من أجل التميز، وهو جهد بدء مع مرحلة التحضير و استمر خلال أيام المهرجان من خلال مواكبة معالي وزير الثقافة لمختلف فعاليات الموسم.
وبذلك تكون النسخة السادسة من مهرجان المدن القديمة والثانية على مستوى مدينة وادان، قد مثلت تحولا في مسار المهرجان وحققت مكاسب يمكن _إذاما تمت المحافظة عليها_أن تؤسس لنسخ أكثر نجاحا في مستقبل هذه التظاهرة.