فليرحل "أبول أبريمر موريتانيا" ـ تدوينةـ

أربعاء, 2016-12-07 15:13

الشاعر : المختار السالم

من ايجابيات الانتخابات الأمريكية الأخيرة أنها ستحمل تغييرات هامة، فالرئيس الجديد يعلنُ صراحة أفكاره ومن بينها التركيز على أمريكا، ما يعني عدم الانشغال بالربيع العربي وأشباهه من ويلات على المنطقة العربية، مع أن شهوة النكاية الغربية بالعرب "حالة بافلوفية" غالبة غريزيا على غيرها.
والتغيير الأكثر أهمية هو في الإدارة.. ومن بين ذلك رحيل السفراء.
وهكذا سيتنفس الموريتانيون الصعداء برحيل السفير الأمريكي الحالي في نواكشوط "لاري آندري"، الذي يلعب بجدارة دور "أبول أبريمر موريتانيا".
سيرحل هذا السفير في إبريل القادم غير مأسوف عليه، ولسان حال الموريتانيين (إذا ذهب الحمار بأم عمرو / فلا رجعت ولا رجع الحمار).
وسيعود السفير هو وزوجته الزنجية من جنوب إفريقيا إلى مدينة "أكسفورد" عاصمة في ولاية المسيسيبي.. الولاية الأفقر في أمريكا، والولاية التي تتميز بأسوأ أنواع التمييز العنصري ضد السود الأمريكيين... الولاية التي هي قلعة معروفة للفقر والعنصرية وبث الكراهية ضد الزنوج.
هناك... يجب أن ينشغل هذا السفير بمحاربة العنصرية والعرقية والفقر والبؤس الأخلاقي والجهل وانتشار المخدرات وبيوت البغاء، والصناعة الناجحة في بث الكراهية ضد السود.
هناك سيجد ما يشغله عن تقسيم موريتانيا وبث الفرقة بين شعبها، كما فعل في السودان و"ملف دارفور"... ثم ربح السودانيون التقسيم والحرب الأهلية الطاحنة... ولكن "لاري آندري" كافأ الانقساميين في "جوبا" بالزواج من إفريقية.. تاركا البلاد تسبح في أنهر من الدماء ولا يعلو فيها إلا الجثث الطافية في غفلة من التاريخ والشعوب.
فليحارب الفقر هناك والعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان... وليترك جولات "المندوب السامي" بين ولايات موريتانيا الآمنة بحول الله.