عَلَّامَةٌ جَلِيلٌ مَطْوِيُّ الذِّكْر!..
مع أني مطلع بمستوى ما، على ما يكتب أو يذاع عن علماء موريتانيا في المشرق، وسبق لي اهتمام بهذا الموضوع، فإنه لم يحصل الشرف بالتعرف على علامة موريتاني جليل - له إسهاماته العلمية الكبيرة في المغرب والمشرق، وهو العلامة الشيخ أحمد بن الشمس الحاجي الشنقيطي - حتى قرأت الليلة قبل البارحة ترجمة للعلامة محدث العصر الشيخ أحمد شاكر في أول طبعة جديدة من كتابه الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث..
ففي ترجمة الشيخ أحمد شاكر، وجدت أن هناك عالما شنقيطيا جليلا باسم أحمد بن الشمس الشنقيطي تتلمذ الشيخ أحمد شاكر عليه، في القاهرة، وأجازه في جميع علمه، ووصفه كاتب الترجمة بقوله: "عالم القبائل الملثمة"..
بدأت مباشرة في البحث عن معلومات عن هذا العَلَم الجليل، فعثرت على ترجمة له في معجم البابطين، مع قصائد شعرية له، كما حصلت على معلومات متفرقة أخرى عنه..
أحمد بن الشمس الحاجي الشنقيطي فيما يبدو أحد أوعية العلم، وأقطاب التصوف على الطريقة القادرية، وأحد كبار تلامذة الشيخ ماء العينين، درس العلم عليه، وعلى علماء الفضاء الموريتاني وارتحل مع شيخه إلى الجنوب المغربي، وكان له نفوذ كبير، وتلامذة كثر، ثم رحل إلى المشرق، فمر بالقاهرة، واستقر بالمدينة المنورة، وكان حيّا سنة ١٩٢٢، وله وقائع مشهورة هناك، منها واقعة تتعلق بتخليصه لسبعة رجال من الشناقطة المدنيين حبسهم الوالي العثماني للمدينة المنورة بعد وشاية بصلة لهم بثورة الشريف حسين..
تعجبتُ كثيرا من عدم شيوع ذكر هذا العلامة الجليل بيننا شيوع ذكر الأجلاء أعلام الشناقطة محمد محمود ولد التلاميذ، وأحمد بن الأمين، وأبناء ما يابه، وآب ولد أخطور، ومحمد الأمين ولد الفال الخير، وغيرهم..
فَلَو لم يكن للعلامة أحمد بن الشمس الحاجي الشنقيطي إلا إجازته لمحدث العصر أحمد شاكر لكفاه ذلك، فكيف به وله مكانة سامقة في العلم والشعر والمقاومة، وخدمه أبناء بلده الشناقطة..؟..
من صفحة القاضي أحمد عبد الله المصطفى على الفيس بوك