الرباط – «القدس العربي» محمود معروف : خلق حضور جبهة البوليساريو في القمة العربية الافريقية التي عقدت في غينيا الاستوائية الاربعاء، فرزاً جديداً بالصف الرسمي العربي، بين مؤيد للموقف المغربي الرافض لهذا الحضور شاركه مقاطعته للقمة وبين محايد سلبي لم يقاطع ولم يعلن موقفاً، فيما التزمت الدول الافريقية بموقف المفوضية بالدفاع عن هذا الحضور، كون جبهة البوليساريو، ممثلة في الجهورية الصحراوية التي اعلنتها من جانب واحد 1977، عضواً بالاتحاد الافريقي.
واعتبرت جبهة البوليساريو ما جرى في العاصمة الغينية ملابو انتصارًا لها ودعمًا لأطروحتها الداعية لفصل الصحراء الغربية التي استردها المغرب من اسبانيا 1976، واقامة دولة مستقلة عليها، ولم يعلق المغرب الرسمي على ما بعد القمة وإن كان أصدر بياناً قبل عقد القمة أوضح فيه موقفه وموقف الدول العربية التي ساندته بالمقاطعة.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن تفهمه وتأييده للموقف الذي عبرت عنه الدول التي لم تشارك في أشغال القمة العربية الإفريقية الرابعة، والمتمثل في التمسك «بالضوابط التي سبق العمل بها في القمتين السابقتين اللتين عقدتا في سرت في عام 2010 وفي الكويت في عام 2013» أي عدم حضور الجمهورية الصحراوية كونها ليست عضواً بالامم المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة ، محمود عفيفي ، الأربعاء، إن أبو الغيط ، أكد في كلمته في افتتاح القمة العربية-الإفريقية، أن عدم القدرة على تسوية الإشكال الذي أعاق العملية التحضيرية لهذا الحدث، «أدى، وبمزيد من الأسف، إلى عدم مشاركة مجموعة هامة من الدول أعضاء جامعة الدول العربية في أعمال القمة».
وأعلن المغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن واليمن والصومال (سلطنة عمان اعلنت مقاطتها ثم شاركت) انسحابها من القمة بسبب «وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي داخل قاعات الاجتماعات»، في حين أن من بين هذه الضوابط، المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان، أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
وانتقدت وسائل إلاعلام المغربية المشاركة المصرية على مستوى رئاسي بالحضور الشخصي للرئيس عبد الفتاح السيسي الا ان الرئاسة المصرية اوضحت إن القاهرة لا تعترف بـ«الجمهورية الصحراوية»، ولكن هذه الجمهورية «تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي».
وأوضح علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن «مشاركة السيسي في القمة الإفريقية-العربية، جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الإفريقي العربي المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات» وأكد أن «مصر لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ولكنها تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي».
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن إفريقيا جددت في «مالابو» دعمها لجبهة البوليساريو، حيث «فشلت المناورات المتكررة والضغوط الممارسة من طرف المغرب» على حلفائه في محاولة منه لـ«إقصاء» الجبهة من القمة وأن الدول الإفريقية اتفقت بالإجماع على أن «القيم والمبادئ التي تحكم الاتحاد الإفريقي ثابتة وغير قابلة للتفاوض إطلاقاً».
وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو وطموحاتها في اقامة دولة مستقلة على الصحراء الغربية وهو ما وتّر علاقاتها مع المغرب ووصل التوتر احياناً الى مواجهات مسلحة بين جيشي البلدين، وتعرف المحافل الدولية مواجهات دائمة بين الطرفين حين يطرح موضوع النزاع الصحراوي.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إنه «بالرغم من العمل الدعائي الذي يقوم به المغرب على أكثر من صعيد منذ أشهر للإيحاء بأن إفريقيا منقسمة حول قضية الصحراء إلا أنه تلقى هذه المرة رداً قاسياً بـ«مالابو» جاء بفضل التجند والدعم الكبيرين من قبل الدول الإفريقية لصالح مكانة ووضع جمهورية البوليساريو كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي»، بحسب مضمون القصاصة.
وقالت جبهة البوليساريو ان الدول الإفريقية اتفقت بموقفها بالإجماع على أن «القيم والمبادئ التي تحكم الاتحاد الإفريقي ثابتة وغير قابلة للتفاوض إطلاقاً» وأكدت «تمسكها» بمبادئ التضامن الفعال مع الشعوب التي تناضل من أجل تحررها.
وقالت انه بالرغم من العمل الدعائي الذي يقوم به المغرب على أكثر من صعيد منذ أشهر للإيحاء بأن إفريقيا منقسمة حول قضية الصحراء الغربية إلا أنه تلقى هذه المرة رداً قاسياً في مالابو جاء بفضل التجند والدعم الكبيرين من قبل الدول الإفريقية لصالح مكانة ووضع الجمهورية الصحراوية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. وتأكد هذا الالتزام مع توسعه إلى جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بما فيها الحلفاء التقليديون للمغرب وانها من خلال الموقف الداعم للقضية الصحراوية أرادت إفريقيا توجيه رسالة سياسية قوية وواضحة من خلال تأكيدها على تمسكها بالحفاظ على وحدة صفوفها ضد كل محاولة تهدف الى زعزعتها.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية للجبهة محمد سالم ولد السالك إن القمة العربية – الإفريقية الرابعة أثبتت عزلة المغرب على الصعيد الإفريقي ويثبت الموقف الافريقي قضايا جوهرية عدة من بينها أن دول الاتحاد الإفريقي ترفض الابتزاز والاحتكار والتعالي الذي يعبر عنه المغرب دائما خلال كل الاجتماعات «أن الاعتراف الإفريقي بالواقع الوطني الصحراوي الذي تمثله الجمهورية الصحراوية لا يمكن القفز عليه».
ومن المقرر ان تتلقى المفوضية الافريقية ردود الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي على طلب المغرب الالتحاق بالاتحاد الذي لقي ترحيباً واسعاً من مختلف دول القارة بعد غيابه عن العمل الافريقي المؤسساتي الجماعي منذ 1984، واشترط المغرب بطلبه تعليق عضوية الجبهة
في الاتحاد وهو ما أيده 28 دولة افريقية في مذكرة رفعت للمفوضية.
وقال ولد السالك «إن الاتحاد الإفريقي بإجماع أعضائه الـ 54 وقفوا صفاً واحداً معبرين عن تشبثهم بمبادئ الإتحاد الإفريقي واعتبر «الموقف الايجابي للدول الإفريقية واستعدادها المعبر عنه وقبول المغرب الانضمام للاتحاد الإفريقي لا يعني كما يدعي المحتل المغربي التنازل قيد أنملة عن مبادئ وأهداف الاتحاد الإفريقي التي تفرض على المغرب قبولها بدون شرط أو تحفظ».