في واد امحيرث رجال شقوا الطرق في الجبال بسواعدهم و تصدوا لمعركة التنمية في قريتهم عقودا دون التفاتة من نظام أو مؤسسات خيرية .. صبروا و صابروا .. و تساموا على جراحهم و كانت دارهم الجامعة همهم الأكبر عند كل استحقاق ..
تعرف الدنيا أن أهل الوادي من أول القوم تسطيرا لحروف الشهامة و البذل في سفر المقاومة .. أظن الرئيس على موعد مع قوم يستحقون الكثير .. لقد جاهد أجدادهم و صبر آباؤهم .. ليت الرئيس يلبي مطالبهم التي من بينهم تعبيد ال 10 كلم ، ليته يهتم بأبنائهم الذين أصبحوا الآن مهندسين و أطباء و حملة شهادات عليا و ضباطا في الجيش .. نريد أن نرى منهم وزراء و مديرين و شخصيات قوية في النظام .. فكما كان آباؤهم من أكثر الناس استقامة و وقوفا إلى جانب الحق عندي يقين بأن معاصرينا منهم سائرون على ذات الدرب ..
من ضمن ماخلدت به قريتي قطعتان شعريتان أولاهما أهديت إلى الشريف المجاهد سيدي ولد مولاي الزين و الثانية مهداة إلى أهل التناكي فدونكم القطعتان :
إهداء إلى الشريف المجاهد سيدي ولد مولاي الزين :
في قريتي المجد مضروب سرادقه *** لا غرو أن قامت الدنيا تعانقه
ما زالت الأرض تروي طيب سيرتنا *** و قصة الجيش إذ لاحت بيارقه
قرن مضى لا عيون الشمس تنكرنا *** في كل يوم لنا ذكر نسابقه
أرنو إلى الجبل الشرقي أسأله *** من أين مر ؟ أجبني من يرافقه؟
أرى عمامته صبحا و طلعته *** فتحا و مشيته لمحا نلاحقه
من آل بيت رسول الله عنصره *** و الله نحو جنان الخلد سائقه
على خطاه تناكِيُّون ما جبنوا *** عند اللقاء و خير القول صادقه
إلى تجكج فسيروا و انصروا أمما *** يسومها العلج خسفا قل سابقه
الله أكبر عنوانا لغزوتهم *** لن يرتق المعتدي ما الله فاتقه
الآن تعلن هذي الأرض غضبتها *** و تغرس الزهو في الوادي حدائقه
لمقبض السيف في كف الشريف هفت * مغارب الكون و اهتزت مشارقه
و أصبحت حكمة الأعداء في وطني *** لا تأمنوا الليل إذ تخشى طوارقه
لم يبق للظلم إلا حقده رهبا *** لن توقف الغضب الأعتى مشانقه
في كل فج ترص الريح جحفلها *** و تستفيق على زحف شواهقه
يا سائرين إلى الجلى على عجل *** هذا بساط العلا مدت نمارقه
و ذي حروف بني الأرض التي كتبت *** في أول السطر شعرا لذ رائقه
هذي بلادي فهل دار تماثلها *** قد يجمع الحسن من شابت مَفارقه
من أول الدهر أعراق و ألوية *** وكل علم بها لانت خوارقه
يا راحلين و دور الأهل عامرة *** بحبهم ، من لصب كلَّ عاتقه؟
أهديكم من عروق القلب أنبلها *** إما التقينا فسهل ما أفارقه
.........................
قصيدة مهداة إلى أهل التناكي :
لا تُنكر الحب القديم وهــــــــاتِه *** عذبا سكرت بنيله و فراته
و اتبعْ به و الليل ينسج ثوبه *** جيش التناكيين في خطواتِه
ستدلُّك الأرواح في عليائها *** و يسبح الإلهام في صلواتِه
إذ يضرب الشيخ الشريف بسيفه *** فيسابقونَ ليَشْرُفوا بغَزاتِه
ازَّيَّن الوادي و أينع تمره *** لكنهم قبلوا بمحض فواتِه
حسْبُ الكريم من الحياة شهادةٌ *** و حياةُ منْ جَهِل الإبا كوفاتِه
أهل التناكيِّ الذين إذا غزوا *** كانوا بذاك القرنِ فَخْرَ سُراتِه
يا صاعدي الجبل الأشم تحية *** إني أرى الجوزاء منْ صَخَراتِه
يوم به رفع النخيل جبينه *** و تدحرج الطغيانُ منْ صهواتِه
هل تنكر الأيام فضلَ رجالهم ؟ *** أو يُنْكِر الميدان خير رُماته ؟
من آلِ مخلوكٍ و آلِ محمدٍ *** أو آلِ بطَّاحٍ وَ يا لَصِفاتِه
الموثرين ولو تكونُ خصاصة *** و مُناصِري المظلوم عند شكاتِه
الخالدينَ بذكرهمْ في امْحَيْرثٍ *** المُخلصين لأهلِه و قُضاتِه
يا أيها الوطن ارتديتك مئزراً *** فامننْ على قلمي بروحِ دَواتِهِ
لا تنس منْ بذلوا الدماء زكية *** ما أفسد التاريخ غير رُواتِه
لا تنس يا وطني بنيك و حَيِّهِمْ *** لا شعب ينهض غافلا عن ذاتِه
من صفحة الشاعر الشيخ ولد بلعمش على الفيس بوك