دعا النائب الأول لرئيس الجمهورية، السابق، نائب رئيس “منتدى كوالالمبور الفكري”، علي عثمان محمد طه، إلى توسيع دائرة الشورى والحرية والمشاركة في المجتمع، وقال إن هذا الطريق يُفضي إلى بر الأمان والسلام، كاشفاً عن إجراءات استثنائية تعترض ذلك التوسع.
وقال طه خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لـ”منتدى كوالالمبور الفكري” الذي انطلق أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم، إن التجربة السودانية محط نظر في عدد من البلدان، مبيناً أن المداخلات والحوار ستسلط عليهما أضواء كاشفة تُفيد في بسط التجربة وإهدائها إلى العالم الإسلامي.
فيما قال رئيس منتدى كوالالمبور الفكري الرئيس السابق لماليزيا د. مهاتير محمد إن الأمة الإسلامية أبتعدت عن الدين، وطالب بالعودة إلى القرآن الكريم، ونوه إلى وجود أخطاء في التفسير والممارسة العقائدية.
وأوضح مهاتير، خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية أن المنتدى بصدد مراجعة أمور العالم الإسلامي وبحث الأوضاع السيئة التي تسود الأمة والدول الإسلامية. وقال إن الأمة عانت من هذه الأوضاع طيلة العقود الستة الماضية، وهي تسير نحو الأسوأ، مشيراً إلى أن ما يجري الآن هو نتاج لذلك ودعا إلى محاسبة النفس والنظر إلى “الأخطاء التي ارتكبناها والعمل على تصويبها” وأشار إلى أن المسلمين لا يتبعون تعاليم الإسلام، وطريقة حياتهم بعيدة عن الطريقة التي أشار إليها الإسلام.
وعرج مهاتير إلى مخاطر التفسيرات الخاطئة التي قادت إلى اللبس والخلاف والتفرق إلى طوائف تحترب ضد بعضها بعضاً. ودعا مهاتير إلى إنقاذ المسلمين واستعادة عظمة الحضارة الإسلامية، وإرساء الحكم الرشيد بالمعرفة التي افتقدت، بجانب تصحيح التفسيرات والتعاليم الخاطئة في الإسلام وتعزيز المعرفة في كل المجالات
وأكد طه التزامهم من حيث المنهج الإسلامي في هذا المنتدى قائلاً “لسنا بلا هدى نحن نؤمن بأن الهدى هو الأساس”. موضحاً أن القاعدة الأم لإقامة نظام الحكم الراشد هي إيمان بالله الذي أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان.
وأضاف أن الاستقامة التي تنبني على تجسيد حقائق الإيمان ومقولاته هي التي تنظم العلاقة بين الإنسان وربه فلا مجال لحكم راشد والعلاقة بين الإنسان وربه يسودها الاضطراب والتناقض والتفلت والضلال.
وقال طه إن المنتدى يمثل جهداً واعياً راشداً في وقت تحتاج فيه الأمة إلى ما يجمع شملها ويوحّد إرادتها لتعبر خضم التحديات التي تعيشها في مرحلة تكالب عليها أعداؤها وساحاتها مستباحة بالاحتراب والاقتتال.
وأشار إلى أن الأمة مبتلاة بعدوان داخلي بين أبنائها ومكوناتها الإسلامية وغير الإسلامية وفي أقطارها صراع وافتتان، موضحاً أن كل حزب بما لديه فرح لا يسعى إلى إقامة الحجة ولا الدعوة بالحسنى ولكنهم يلجأون إلى التعانف والتظالم والاقتتال.