تعود نشأة حي الشرطة في نواذيبو إلى عام 1958 م حيث كان مخصصا في السابق لوحدة من الشرطة الفرنسية وتسلمته الشرطة الوطنية عام 1963 م ومنذ ذلك التاريخ وعبر كامل الأنظمة المتعاقبة ظل هذا الحي متروكا للنسيان من طرف الجهات العليا المختصة ومع ذلك بقي الحي صامدا بفضل إرادة وجهود ذاتية لساكنيه من خلال محاولات عديدة لترميم ما تيسر منه و بالرغم من كونها محاولات تبقى خجولة و متعثرة أحيانا بسبب التكاليف الباهظة لمتطلبات الترميم ولكونها مقتطعة من ميزانيات أسرهم المحدودة أصلا
. وقد فاقم معاناة الحي الخطوة التي وصفها متابعون بأنها خطوة غير انسانية ومستفزة وغير مدروسة والمتمثلة في إجراء مفاجئ أقدمت عليه سلطة منطقة نواذيبو الحرة قبل أشهر من طرف واحد دون التنسيق مع الجهات الوصية على القطاع حيث وزعت بلاغات على عائلات الشرطة في الحي السكني وأثناء غياب أزواجهم الذين كانوا يداومون في أماكن عملهم واخطرتهم من خلال تلك البلاغات بضرورة مغادرة منازلهم فورا لأن الحي موجه للبيع في مزاد علني ستنظمه المنطقة الحرة.
وبعد علم أفراد الشرطة ووقوعهم تحت تأثير الصدمة من إجراء المنطقة الحرة نظمت أمهات أبناء الشرطة في الحي المذكور وقفة احتجاجية ضد قرار سلطة منطقة أنواذيبو الحرة اللائي وصفنه بالجائر و أطلقن حينها نداء استغاثة عاجل للمدير العام للأمن الوطني اللواء محمد ولد مكت لانتشال عائلاتهم من الضياع والمصير المجهول من رمي العائلات وقد كانت استجابة اللواء سريعة حيث تدخل لتجميد ذلك الإجراء . ويتطلع اليوم سكان حي الشرطة في نواذيبو من خلال الذكرى الحالية لعيد الأستقلال الوطني التي تظلنا هذه الأيام لحسم هذا الملف واستكمال الإجراءات اللازمة لعودة الحي بشكل نهائي لقطاعه الأم "الشرطة الوطنية "وابعاد شبح جرافات المنطقة الحرة عنه إلى الأبد يحدوهم في ذلك حاجة القطاع الماسة لهذا الحي السكني وحرص المدير العام للأمن الوطني اللواء مكت على صون مكتسبات وأملاك هذا القطاع الحيوي وثقتهم المطلقة في قيادته وقدرته على إعادة الاعتبار لهم وإنصافهم.
وكان اللواء ولد مكت المدير العام للأمن الوطني قد طلب سابقا من الجهات المكلفة بالتجهيز والتأثيث على مستوى مديرية الأمن في نواكشوط بإرسال تجهيزات لسكان حي الشرطة في نواذيبو وطلاء الحي بالألوان الوطنية ووضع يافطة تحمل اسم " حي الشرطة في نواذيبو" على الحي السكني خلال زيارة أداها للحي إبان الفعاليات الأخيرة المخلدة لعيد الإستقلال الوطني التي احتضنتها مدينة نواذيبو ورغم استغراب سكان الحي لتأخر تنفيذ تلك الأوامر من الجهات المكلفة على مستوى الإدارة المركزية في نواكشوط إلا أن الأمل يحدوهم بضروة تسريع تنفيذها بتدخل سريع ومباشر من اللواء مكت خلال هذه الأيام المجيدة لذكرى عيد استقلالنا الوطني
. لموقع " مراسلون ": الحسين ولد كاعم - نواذيبو