من لنا بمكتب نقابي مرشح لرئاسة نقابة الصحفيين الموريتانيين، مكتب غير تقليدي في رؤيته المستقبلية وطرحه المهني وحماسه لتغيير أوضاع هذه المهنة المريضة.
ـ نريده مكتبا نقابيا يضج برنامجه بالوعود غير القابلة للتطبيق، لا يهمنا مضمون برنامجه على الإطلاق لأننا في مرحلة لا يجدي فيها تدبيج البرامج والخطب الرنانة بقدرما تنفعنا فيها برامج تقلب الوضع رأسا على عقب وتعيد صياغة مفردات المهنة وأطرها الأخلاقية، وتعيد لها شرفها المفقود وهيبتها الضائعة أمام سيل جارف من الابتذال والنفاق المهني البواح؛
ـ نريده مكتبا نقابيا مثيرا للجدل ببرنامج انتخابي مخيف لمن ألفوا البرامج الانتخابية التقليدية المشحونة بالوعود العسلية؛
ـ نريده مكتبا نقابيا جسورا و عنيفا وسطحيا حد الصفاقة والابتذال في تعاطيه ـ ولو خلال الحملة ـ مع محيطنا الصحفي القذر، حتى يرد الصفاقة بالصفاقة في مرحلة البراء قبل الولاء؛
ـ نريده على شاكلة الرئيس الآمريكي المنتخب "دونالد اترامب" وبرنامجه الانتخابي في تعاطيه مع مسألة الهجرة، نريده مشحونا بالوعيد والتهديد والويل والثبور لأدعياء المهنة الصحفية وبشمركتها ومهاجريها السريين والعلنيين، وزبانيتها الضالين المضلين، حتى يبني جدار فصل بين هذه المهنة وخفافيش الظلام التي استباحت منابرها وردهاتها وبراريها وطردت من سوحها ومجالاتها كل مهني شريف عفيف إلا من رحم ربك....؛
ـ نريدها نقابة صحفية مهنية بخصائص فريدة من نوعها ومقاييس غير قابلة للطي والانكماش والتمدد والجمود والسيلان والتحجر؛
ـ نريدها نقابة غير تقليدية، لأن أسلحة التغيير التقليدي لم تعد تجدي أمام الوضع المأساوي لهذه المهنة المسكينة؛
ـ نريدها نقابة مدججة بأسلحة التنقية والتدمير الشامل لمسلكيات الزبونية والنفعية والحربائية والتسلق والتملق والتطاول على قيم وأخلاقيات المهنة، نريدها مسلحة بوسائل الشفط والمسح بدل وسائل القص واللصق، بل بوسائل النخل والغربلة، حتى لا ينخلها الدخلاء...."فمن غربل الناس نخلوه"؛
ـ نريدها نقابة مدججة بالأسلحة المضادة لزواحف المهنة وقشرياتها وثدياتها وحشراتها الطائرة والمستطيرة وكواسرها ووحوشها المفترسة؛
ـ نريدها نقابة متحررة إلى الأبد من العوائق الذاتية والإكراهات والضغوط الخارجية الكثيرة التي عانت منها منذ نشأتها وحتى اليوم؛
نريدها ـ باختصارـ نقابة عل قدر المسؤولية وعلى مستوى التحديات المهنية، نقابة صحفية خالصة لله والوطن، قبل كل شيئ، ثم للبلاد والعباد، وللمهنة الصحفية أولا وآخرا.