هذا الوطن ليس ملكا لأشخاص أتاحت لهم الظروف بفعل عوامل لعبت فيها الصدفة الدور الكبير،أن يكونوا زعماء في المعارضة أو الموالاة.
هذا الوطن هو ملك لكل الموريتانيين: سيدي عبد الله ،أم الخيرْ، حامدينو ،أعل.، جالو، كامرا، با.... إلخ. ومعظم هؤلاء لا يفقه السياسة، ولا يدري عن كيد السياسيين شيئا. ومن هنا بات من الملح أكثر من أي وقت مضى ، وفي أعقاب الإعلان الكبير للرئيس عزيز عن اعتزاله للمأمورية الثالثة، بات من الملح علينا جميعا كنخب سياسية واجتماعية وإعلامية وحتى اقتصادية، من أجل ديمومة هذا الوطن، الذي سبق أن قلت إنه ليس للمعارضة ولا للموالاة،بقدر ما هو لنا جميعا.أن ننطلق من معطى تفرضه الجغرافيا ويسجله التاريخ وتتحكم فيه الظروف الجيوسياسية من حولنا،. هذا المعطى هو أن موريتانيا لن تتكرر مرتين في الزمن القادم، وإما أن تنطلق سفينتها من الآن في الإتجاه الصحيح، وهو موريتانيا لكل الموريتانيين،أو فإن كل حزب لفرحه بما عنده ولاعتزازه بمكوناته ، سيعمل على إفشال موريتانيا الغد. وستكون أطماع كل واحد بالهيمنة على كل شيء، الغطاء الذي يستر الحقيقة والأيديولوجيا التي تعصف بسفينتنا في بحر لم تسلم سفينة قوم فيه عندما اختلف عليها أهلها.
ومن هذا المنطلق أدعو المعارضة الجادة إلى العودة إلى جادة الصواب، والبحث عن تحقيق مشاريعها بالطرق الديمقراطية والسلمية، وليحذر الذين يبحثون عن الكم البشري ليكاثروا به أن يكثفوا حضورهم بأعداء الوطن وخصوم البلد.
ثم على الموالاة أن تعرف أن الزمن لا يسير على وتيرة واحدة أبدا، وأن تؤمن بأن الوطن للجميع، وأن تستمع إلى صوت الشعب ، ومطالب الشعب، وأن تفهم أن الجميع يدرك أن معظم الفاعلين فيها هم من كانوا يسوموننا العذاب بالأمس. وأننا لا نطمئن لهم في شيء .
وبالتالي على زعماء هذه الأحزاب أن يعرفوا أن المجتمعات المحلية التي هي مركز المنافسة، قد تجدد نسيجها الإجتماعي ، وولدت فيها طبقات سياسية جديدة يقودها الشباب بوعي نادر ومتحمس، ولكن ليست هذه الطبقة الشبابية مستعدة أن تلدغ في جحر واحد مرتين. لهذا انزلوا إلى الناس واستمعوا لها ، ولاا تستمعوا إلى فساق السياسة الذين لا يملكون إلى أنفسهم، ولا يحدثونكم بالحقيقة. ساعتها ستعرفون من الغث ومن السمين.
نعم لعمل سياسيي جاد من أجل موريتانيا موحدة ومزدهرة. نعم للمنافسة السلمية والمسؤولة. لا للشغب والفساد .
أحمد محمود العتيق كاتب صحفي