- بالرغم من الموقف الواضح والمساند لحكومة الوفاق في ليبيا من قبل الإتحاد الإفريقي والذي عبّر عنه في قمته التي إنعقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي في الفترة من 17ــ 18 يوليو2016م إلا أن الرئيس التشادي إدريس دبي يتخذ موقفاً مغايراً لموقف الإتحاد الإفريقي الذي يترأسه ويدخل على خط الصراع الدائر في ليبيا إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عمليات الكرامة.
- حكومة الوفاق في ليبيا تشكّلت بعد جهود دولية مضنية لإنهاء الصراع في ليبيا إلا أن اللواء خليفة حفتر وبمعاونة أطراف إقليمية من بينها الرئيس التشادي إدريس دبي تعمل على ضربها وفرض حفتر حاكماً عسكرياً على ليبيا وهذا ما يفسر الإنتصارات التي قادت حفتر للسيطرة على منطقة الهلال النفطي والتخطيط لإستكمال سيطرته على الغرب والوسط ومناطق في الجنوب الليبي.
- هذه الخُطط وما سبق أن تم إنجازه من إنتصارات كانت نتاج تنسيق ودعم متواصل يقوده الرئيس إدريس دبي بنفسه الذي إستقبل في الثالث عشر من سبتمبر الماضي اللواء خليفة حفتر بالعاصمة التشادية إنجمينا وفي هذه المقابلة تحديداً إلتزم الرئيس التشادي بمواصلة تقديم الدعم لعمليات الكرامة حتى تحقق أهدافها وفي المقابل يقدم حفتر دعماً مالياً لدبي يغطي به رواتب جنوده التي لم تصرف لخمسة أشهر مضت إلى جانب دفع مستحقات شهرية للجنود الذين يشاركون في القتال بواقع ألف وخمسمائة دينار للجندي وألفان ومئتان للضابط.
- لتأمين مشاركة القوات التشادية في القتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا حشدت القيادة العسكرية التشادية قوات لها في عدد من المعسكرات شمال تشاد قريباً من الحدود مع ليبيا في مناطق باو ومطار أوزو بالقرب من منطقة تبستي إلى جانب ذلك دفعت تشاد بعدد (400) جندي على متن أثنين وخمسين سيارة دفع رباعي يقودها نائب القائد العام للقوات المسلحة التشادية الجنرال صالح توما إلى منطقة (فيالارجو) في شمال تشاد يرافقه كل من قائد القوات الجوية التشادية السابق ومستشار عسكري من رئاسة الوزراء وذلك لتفقد القوات التشادية المتمركزة في تلك المناطق والمتأهبة للمشاركة في القتال داخل ليبيا.
- في داخل ليبيا تجري ترتيبات يقوم بها اللواء خليفة حفتر لتهيئة الأوضاع لإستقبال القوات التشادية بإعتبارها قوات مشتركة ليبية تشادية لتأمين الحدود بين البلدين ومكافحة الإرهاب في الجنوب الليبي ، كما طالب اللواء خليفة حفتر أهالي بنغازي بعدم الإلتفات للشائعات المغرضة التي تتحدث عن مشاركة تشاديين في القتال في صفوف قواته . كما أصدر هويات ليبية للمرتزقة الذين يقاتلون في صفوف قواته من التشاديين ومنسوبي الحركات المتمردة السودانية.
- حلقة محكمة تقوم بالتنسيق بين الطرفين يضم من الجانب الليبي كل من يس عبد القادر المحسوب على نظام القذافي وهو من قبيلة الزوي يقيم الآن بجمهورية مصر وقرين صالح قرين وكان يشغل منصب السفير الليبي في فترة نظام القذافي أما من الجانب التشادي تضم مجموعة العمل كل من زكريا أبن الرئيس التشادي ودوسه دبي ( شقيق الرئيس التشادي) وقائد القوات البرية التشادية اللواء كلمي كوديمي .
لعلّ العلاقة القديمة التي جمعت بين اللواء خليفة حفتر والرئيس التشادي إدريس دبي والتي تعود إلى فترة الحرب الليبية التشادية في صراعها على شريط أوزو وما تبع ذلك من وقوع العقيد وقتها خليفة حفتر في الأسر هو ما فتح أفقاً لهذه العلاقة الجديدة التي تقودها المصالح المشتركة والمتبادلة بينهما وهذا كله ما يدفع بالرئيس التشادي للسباحة عكس تيار الإتحاد الإفريقي الذي يترأسه وهذه واحدة من التناقضات التي لا يتورّع بعض القادة الأفارقة من إرتكابها بالرغم من أن ذلك يناقض موقفاً موحداً للمجتمع الدولي ويضرب حكومة للوفاق معترف بها من كل المؤسسات الدولية والإقليمية
وكالات