(إيجاز صحفي)
أحيا الشاعران أبو بكر ولد بلال وأحمد ولد الوالد مساء أمس الخميس أمسية شعرية في بيت الشعر - نواكشوط، وذلك وسط حضور نخبة كبيرة من قادة المؤسسات والأندية والجمعيات الأدبية، ووسط حضور كبير للجمهور، حيث قدم الشاعران تجربتهما الشعرية عبر قصائد غلب عليها الشعر العمودي بنمطيه الكلاسيكي والحديث.
وتأتي هذه الأمسية الشعرية ضمن البرنامج الثقافي الذي صممه بيت الشعر - نواكشوط، الذي يشكل حلقة هامة في عقد الإبداع الشعري الذي ترعاه الشارقة عبر المشروع الريادي بافتتاح بيوت الشعر العربية خدمة للشعر والشعراء.
وقد حرص الشاعران ضيفا الأمسية على توجيه الشكر إلى المسؤولين عن بيت الشعر - نواكشوط، مثمنين أداء البيت والخدمة العظيمة التي يقدمها للثقافة العربية وللشعر والشعراء، حيث صار بيت الشعر في نواكشوط بيت التواصل الثقافي والإبداعي منذ افتتاحه العام الماضي.
وبدأت الأمسية مع الشاعر أبو بكر ولد بلال، الذي قدم ثلاثة قصائد تمثل نماذج من تجربته الشعرية، التي تدور حول: المديح النبوي، الوطن، الغزل.
ولد بلال بدأ بإلقاء قصيدة "موسم النور"، التي يستحضر فيها بنفس صوفي جلي ذكرى مولد الرسول الأكبر صلى الله عليه وسلم، يقول:
بك تجلى كل الغياهب والظلماء والظلم عن سبيلك يجلى
أنت سر الوجود قد كنت أصلا للمزايا وللمفاخر أصلا
وتحلى الزمان منك فخارا إذ بذكرى لقيا الربيع تحلى .
وفي مديح الوطن، يقول من قصيدة "العزة القعساء":
"إذا دارت الأيام بالناس فانجلوا وماز التفاني غثها وسمينها
وأظهر جد الأمر ما كان باطنا سمونا نجوما تخطف النور حينها.
كما أنشد قصيدته "من لهيب الهوى"، التي يقول فيها:
من لهيب الهوى وعنف الرقيب يحرق القلب من غرام اللهيب
واردات الهوى تلج على القلب بوقع محير للقلوب
وطبيب الهوى يزيدك سقما يا لداء ينمو بكف الطبيب!
بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر أحمد ولد الوالد، الذي قدم أربع قصائد من ديوانه "انكسار الجوهر" حيث قرأ قصائد: "الظل الدليل"، و"الأفق الذبيح"، و"عفوا يا أبا الزهراء"، و"وشم على هامة الشمس".
ولد الوالد من خلال هذه القصائد قدم تجربة شعرية تمثل إبداعا خاصا في تطور القصيدة الموريتانية، يقول في قصيدة "الظل الدليل":
"أمن نظرة منه عشقي هوى بي؟ وهل يشعل العشق إلا النظرْ؟
نظرت إليها فولت ولما تولتْ أعدت إليها البصرْ
وعدتُ فأبصرْتُ ظلي أمامي لأني تركت ورائي القمر
ومن أرسل الظل لا روح فيه كمن لم تذب روحه في الصورْ
لأن الغرام سفينة نوح حملت بها زوجَ خير وشرْ
دماءُ قميصي تصدقُ وجهي ووجهي شراعٌ لدهر هجرْ..
حملتُ غرابا يواري حطامي... وهدهد شعر لعرش الخبرْ
أموت وأحيا لعلي أموت من الموت بعض الحياة أمرْ!
خطرت ببالي نسيما جريحا وكيف يكون النسيم خطرْ؟
ومن قصيدة "الأفق الذبيح"، يقول:
لـن تستطيع معي صبرا -وهل صدقا؟
قال الزمــــــــان لـروح الشعر وانطلقا
في غيمـة أودعـــتْ عصري ظلال يد
بيضاء تـختـزن الإشــــــــــراق والودقا
غنت بـلابلها شــــــــــــــوقا، وبـابلها
من كل فجر بهيج شعـشــعتْ شفقا
مـــــــاد الزمان بها: - والـــتيه يعـزفه
لحــــــنا يردد: ليـــت الرتق ما انـفتقا!
يتـلو ظـــلام دم للـــــــــــــريح ينــزفه
والريح تذروه في قلب المـــسا قــلقا
يا من تعلق بالإعصار يــــرمــــــقـــني
كالرعد يتبع هول البــــرق إن صــــعقا:
كيف الصعود معـي؟ والبــــوح بـــوصلة
إن تتبع سببا تعـصيه مــــعتــــــــــــنقا
فالرامسات شموع، والنـــــجوم حصى،
والثلج يلفحها، سبــــــحان من خـــلقا!
يا طارقين.. اسكبا من طارق قـــمرا
يرويكما من صلاح الدين منطـــــــلقا
كي تسقيا بلدة ميتا فذلك مـــــــنْ
تأويل رؤياي أني أذبح الأفــــــــــــقا.