تدوينة من صفحة السفير عبد القادر ولد أحمدو
في تأصيله لقصيدة كل لله ناصرا خلص المؤرخ والإعلامي المبارز حافظ اسرار بيوت العلم والتاريخ الاستاذ البارز الحسين بن محنض الي ما يلي :
"السياق الصحيح لهاتين القطعتين كان دعوة الشيخ بابه الإصلاحية الشاملة إلى كسر الجمود المذهبي الذي كان سائدا في عصره، ومناداته بالعمل بما صح من السنة، وما ثبت عن السلف الصالح اعتقادا وتطبيقا. وهي الدعوة التي جوبهت برفض شديد من قبل طيف كبير من الفقهاء المتمسكين بما اشتهر في المذهب، الذين اعتبروا بأن الدين أصيب بآفات جراء خروج الشيخ بابه -وهو من هو- عن جادة مشهور المذهب. وأدى ذلك إلى جدل واسع قاد إلى تأليف الشيخ بابه لكتابه الجليل "إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين"، الذي بين فيه وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة عند التنازع، والتحذير، من التعصب للمذهب، وجواز العدول عن القول الضعيف في المذهب إلى غيره. وقد خاطب العلامة الشاعر أبو مدين بن الشيخ أحمد بن اسليمان الديماني في تقريظه لهذا الكتاب الفقهاء المنكرين على الشيخ بابه بقوله:
"يا منكرين دعوا هذا التهور أو بمثل ما قال في أنقاله فاتوا
فالكتب بالباب والأنفاس حاضرة وذا اليراع وهاتيك البطاقات
لا تعبأوا بسوى هذا فدينكمُ في زعمكم قد أتته اليوم آفات
وقدموه على كل الأمور فلم يخش العصا من أظلته الحسامات
إن كان عندكمُ ما تدفعون به نقلا فقد حان منه اليوم ميقات
أو لم يكن عندكم علم فحظكمُ من المجالس إنصاف وإنصات".
.... انتهي من كلام الاستاذ الحسين بن محنض حفظه الله ورعاه ...
و هو كلام مفصل تمت صياغته علي طريقة الرد بالنفي القاطع لما يردده بعض الباحثين بشان استهداف طريقة صوفية بعينها في القصيدة المذكورة أعلاه لكن الخلاصة جاءت مبهمة و هنا أخاطب منطق المؤرخ الذي يتعين عليه ان يوضح بالتعيين مشاهير الفقهاء الذين أنكروا علي الشيخ سيدي باب فمعاصري الشيخ سيدي باب من العلماء معروفين لدي الجميع و لم نسمع في آباءنا الاولين عن من ينكر علي الشيخ سيدي باب بل ما سمعنا الا موافقة أغلبيتهم في جميع المسائل و النوازل المعروضة حينها و قد اقر الكثير منهم برأيه في عدم توفر شروط الجهاد و اتبعوا حكمته .. اما أمره بالرجوع الي القران والسنة ونبذ التعصب و التحذير من البدع فهدا اجمع عليه معاصري الشيخ سيدي باب من علماء السلف في هذه البلاد الذين اقر الشيخ سيديا باب كتبهم و تصانيفهم و نقولهم بمرجعيتها المعروفة الي ثلاثي العقد الاشعري و المذهب المالكي وطريق الجنيد السالك و لم نسمع بخلاف بينهم مع الشيخ سيدا باب في هذا الإجماع .. ولم نقف عليه. في الكناش و لا في الطرة. ولا في ثنيات المجامع .. و لم نسمع به الا في دعاية السلفية الجديدة التي سعت الي تأسيس مشروعية تاريخية. علي قول الشيخ سيديا بخصوص التمسك بالكتاب والسنة كاصلين ثابتين و غضت النظر عن اقوال معاصريه التي تصب في نفس الاتجاه و ذلك لأنهم أفصحوا عن اشعريتهم الامر الذي لا يروق للسلفييين الجدد صناع التاريخ من غير أدلة و بتحصيل الحاصل و بما ان الاستاذ من اهل التاريخ فهو مطالب. بأدلة حان منها اليوم ميقات ...
بقي ان اوكد علي أنني تطفلت علي الموضوع لا تعصبا للاشعرية. التي اعتبر الأخذ عليها من جملة خلاف اهل العلم ولست منهم. كما أنني لا اتطفل علي الموضوع من باب حمية الزوايا لان للطلبة رب يحميهم و انما انتصارا للتاريخ الذي يعد تحريفه بالنسبة لي من علامات الآخرة الصغري . .. تلك الدار الآخرة التي وعدنا الله ورسوله و التي راي المؤرخ الفاضل الحسين بن محنض أدلة علي اكتمال علاماتها الكبري ..
تحياتي ومودتي للأستاذ العزيز ..