بث الرئيس، عمر البشير، ليل الأربعاء، تطمينات قوية بالالتزام القاطع بتنفيذ الوثيقة الوطنية التي تم إقرارها في ختام مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها رغبة كل الشعب السوداني، مؤكداً أنه لا يخشى إطلاق الحريات العامة التي لا تتعدى على الدولة والمجتمع.
وقال البشير في حوار تلفزيوني بثته القنوات الفضائية والإذاعات السودانية كافة، إنه على قناعة بأن ما تُجمع عليه الشورى فيه الخير لذلك نحن ملتزمون بالوثيقة الوطنية ولا تراجع عنها.
وأضاف أن اليومين الختاميين للمؤتمر من أجمل أيام الشعب السوداني، لذلك أعلنتُ 10 أكتوبر مناسبة وطنية لأهل السودان، وبالتالي لا يمكن بعد كل هذا الجهد أن أُجهض هذا العمل الكبير .
وعن المخاوف من أن تغتال تعقيدات “شيطان التفاصيل” تنفيذ مخرجات الحوار، قال البشير “لقد حرصنا على عدم الاستعجال في الحوار للتجويد، فكل ما استمر الحوار كل ما تقاربت الآراء، إلى أن وصلنا للتوصيات بإجماع غير مسبوق.
مشروع الوطني
ورفض البشير نسب إطلاق مشروع الحوار الوطني لشخصه، وقال إن المشروع جاء من المؤتمر الوطني وبموافقة أجهزته، لافتاً إلى أن البداية كانت عملية إصلاح الدولة والحزب، وفي إطار النقاش تم التوافق على أنه لا يمكن إصلاح الحزب وحده دون إصلاح الساحة السياسية، مؤكداً أن المكتب القيادي كان في متابعة مستمرة لمجريات الحوار حتى اليوم الأخير .
وحيّا البشير الشعب السوداني الذي قدم للإنقاذ أعز ما يملك من أبنائه وأمواله لقناعته وأمله الكبير فيها، لذلك صبر عليها وهي تدير البلاد في ظل ظروف استثنائية، مشدّداً على أن كل المبادرات الوطنية نبعت وانطلقت من شعب السودان العظيم المعلم .
وبشأن عدد الأحزاب الكبير في الساحة السياسية قال البشير “إن السودان يمر بمرحلة تحول وانفجار في الوعي والتطلعات مع انتشار التعليم وتطور التقنية، وهذه المرحلة أفرزت هذا الكم من الأحزاب، مشيراً إلى الناس بعد مدة من الزمن ستتجاوز هذه المرحلة وتتقارب الأحزاب وتتجمع حول كيانات تحمل أفكاراً متقاربة” .
تجربة الحوار
ولفت الرئيس البشير في هذا الخصوص لتجربة الحوار الوطني، مبيناً أن الناس في بداية الحوار كانوا متخوفين من الحديث الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، بيد أن الناس ورغم العدد الكبير من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني خرجت بكم هائل من التوصيات بإجماع .
وأردف “لذلك نرى أن المستقبل سيحدث المزيد من التجميع للخروج بأحزاب يكون لها أثر في الحياة السياسية .
وعن المخاوف من تأثير المرحلة المقبلة على الجيش والأجهزة الأمنية قال الرئيس البشير، إن أمريكا التي تزعم أنها أقوى ديمقراطية وبلد حريات في العالم، تمتلك أقوى جيش وأقوى أجهزة أمنية لأن الحرية غير المحروسة بقوة تحميها بلا قيمة
وأضاف إننا نريد أن نبني قوات مسلحة تؤمّن السودان بدون ردع وإنما بهيبتها وقوتها، كما لابد أن يكون هناك جهاز أمن قوي في بلد به تمرد، ولكنه جهاز قوي وليس باطشاً ولا يرهب المواطن بل يرهب الخونة .
واعترف بأن أكبر الأخطاء والتي كان شريكاً فيها كانت في حل جهاز الأمن عقب الانتفاضة، الذي كان به كفاءات متميزة .
شبكة الشروق