بطبيعتي لا أحب الجدل والخوض فيما لايفيد.ولاسيما إذا تعلق بروايات صدرت في كتاب قبل بضغ سنوات.
في كتاب (موريتانيا المعاصرة) نقلت عن شخصية كبيرة من رواة التاريخ الشفهي في منطقة الغرب الموريتاني - طلب التكتم على هويته لاعتبارات مفهومة- أن قصيدة الشيخ باب ولد الشيخ سيدي التي صارت قطعة منها نشيدا وطنيا لموريتانيا المستقلة ،هي وقصيدة أخرى مطلعها (آمن أخي واستقم) في الأصل نصائح من العلامة الشيخ باب لشقيقه سيد المختار (أباه) رحمه الله لصده عن التأثر بالطريقة التيجانية الآحذة في التمدد في الترارزة في تلك الفترة.
لقد قمت بإجراء تحريات حول هذه المعلومة من مصادر أخرى وقد تضافرت الروايات على تأكيد المعلومة فقمت بتضمينها في الكتاب في موضعها المناسب.
بعد صدور الكتاب كانت الاعتراضات على المعلومة في الأساس من بعض السادة في الطريقة التيجانية الكريمة،لاعتبارات مفهومة ،ولكن تلك الاعتراضات تراجعت ،وحل محلها التصميم على تغيير النشيد،ولو لم تكن المعلومة قد تأكدت لديهم ما كان هناك إصرار على تغيير النشيد.
وكان هناك اعتراضان من أسرة أهل الشيخ سيدي الكريمة لأسباب كانت مفهومة لدي ، وقد تعززت الآن مع السعي المطالبة بتغيير النشيد. الاعتراض الأول كان بعد عام من صدور الكتاب من طرف (....) في مكتبه بوزارة(...) أكد فيه أن القصيدة ليست موجهة لسيد المختار(أباه) لصده عن التيجانية ،ولكنها موجهة لأحد الأصدقاء الكبار للشيخ باب وهو القطب التيجاني الكبير محمد فال ولد باب العلوي رحمه الله.وبعد التحري عن هذه الرواية تأكد لدي عدم دقتها .
لقد التقيت بعد صدور الكتاب بالعديد من أكابر أهل الشيخ سيدي ولم يعلق لي أحد منهم على هذه الرواية ،وكان العلامة المؤرخ محمد ولد داداه الشنافي قد قرأ الكتاب ولم يعلق عليها أيضا وهو المعروف بعدم المجاملة وقد علق على معلومات أخرى في الكتاب بالنفي مثل الرواية المتعلقة بعملية النعمة مارس 1962م.
في العام 2012 وفي يوم وفاة المؤرخ الكبير محمد الشنافي ذكر لي الأخ الأعز أحمد ولد هارون تحفظه على هذه الرواية .
وقد قرأت له -مؤخرا- تعليقا على الضجة المثارة حول النشيد رواية جديدة لم يقلها لي في اللقاء الأول،مفادها بأن القصيدة موجهة لمحمد الابن البكر للشيخ باب وأنها ليست موجهة للتيجانية.
ولكن الذي يتفحص القصيدة الأخرى – الواردة في نفس السياق- يدرك أنها تعزز رواية الكتاب وليس رواية الأخ أحمد ،مثل قول الشيخ باب (آمن أخي واستقم) لو كان المقصود محمد لقال له آمن (بني) كما أن قوله (ودعك من أضغاث الحلم) أيضا تشير إلى التيجانية ورواية شيخهم المؤسس برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي أوراد مخصوصة منه.
عموما رواية الكتاب ليست مقدسة وتحتمل التحريف والكذب ولكنها باقية حتى نحصل على رواية صحيحة متماسكة لاغرض لها غير خدمة الحقيقة التاريخية