حذر الشيخ ابراهيم ولد يوسف ولد الشيخ سيديا من الطعن في مضمون قطعة النشيد الوطني قائلا: "لا جناح في مناقشة أسلوب هذه القطعة أو لغتها، أو صلاحيتها بعينها لأن تكون نشيدا وطنيا، ولا حرج في نقدها من هذه الحيثيات، لكن من طعن في مضمونها فهو كافر بالنص والإجماع".
وقال ولد الشيخ سيديا إن قطعة النشيد الوطني الموريتاني "تمثل منهج الشيخ سيديَ بابه، القائمَ على اتباع الوحي: كتابا وسنة ثابتة، في ضوء فهم أهل القرون الثلاثة المزكاة، الذين هم السلف الصالح لأهل السنة والجماعة، رضي الله عنهم أجمعين".
وشدد الشيخ ابراهيم، وهو من أبرز المراجع العلمية للتيار السلفي في موريتانيا، على أن "ليس لهذه القطعة سبب خاص، سوى أنها نصح للمسلمين عامة، ولأهل هذه البلاد خاصة".
واستطرد ولد الشيخ سيديا، في مقال نشره اليوم، قائلا: "ما يشاع من أنه أنشأها نصحا لأخيه الشيخ سَيِّدي المختار، تحذيرا من الطريقة التيجانية لا أصل له. فالشيخ سَيِّدي المختار لما أراد في شبابه أخذ الطريقة القادرية، والتصدرَ فيها، والانخراطَ في سلك المتصوفة، على يد الشيخ أحمد ولد المختار ولد ازوين أحدِ أبرز تلامذة جده الشيخ سِيدِيَ الكبير، نصحه أخوه الشيخ سِيدِيَ بابه بألا يفعل، فانتهى. وكان ذلك حديثا خاصا بينهما، لا يحتاج إلى أن يخلَّد بالشعر".
ونبه الشيخ ابراهيم ولد يوسف إلى أن الشيخ سيدي باب "لم يَصُغ هذه الأبيات لتكون نشيدا وطنيا، ولا فكّر في ذلك أصلا. ولكن لتكون منهجَ حياة للمسلم في كل زمان ومكان، بما كانت نابعةً من التنزيل. فمحاكمته على أساس أنها لا تصلح نشيدا وطنيا، بمعايير العَلمانية، غايةٌ فى الجهل والظلم والجوْر والرعونة".
لكنه استدرك: "أقول إنها تصلح شعارا لدولة مسلمة سُنية تعتز بالتوحيد الخالص، وتَدين به، وتعلن ولاءها الحقَّ لله عز وجل، وتعَظّم الوحي وتحكّمه، وتكْفُر بالطاغوت، وتنصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعمل بسنته وتدعو إليها، وتقمع البدعة وتُذِلها".