قالت مصادر من داخل وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة إن أحد أعضاء بعثة الوكالة في السفارة الموريتانية بواشنطن هرب إلى العاصمة الكندية مونتريال بجوازه الدبلوماسي، عقب فضيحة هزت وكالة سجل السكان.
وأفادت المصادر التي تحدثت إلى "مراسلون" أن أحد أعضاء البعثة، ويدعى الحاج لي، خرق الأعراف والآداب الدبلوماسية، عندما عَمِلَ موزعا للبيتزا لحساب إحدى المؤسسات التي تزود الجيش الأميركي بتلك الوجبة الشهيرة.
وبحسب مصادرنا فقد رصدت الخارجية الأميركية الدبلوماسي وهو يقوم بعملية التوزيع، وراسلت بشأنه السفارة الموريتانية، حيث استدعت القائمة بالأعمال بالسفارة - وهي زوجة الفريق ولد الغزواني - رئيس البعثة بادو جا، لاستفساره عما إذا كان على علم بممارسة أحد مرؤوسيه لعمل ينافي الأعراف الدبلوماسية، وهو ما نفاه، بعد أن استفسر أعضاء بعثته.
وقد راسلت القائمة بالأعمال وزارة الخارجية الأميركية، طالبة تزويدها بصورة الدبلوماسي المذكور، فتم التعرف عليه، وإبلاغ الخارجية الموريتانية على الفور.
وسارع وزير الخارجية إلى مقابلة الرئيس ولد عبد العزيز لإخباره بالأمر، معلقا: سيادة الرئيس، لقد طلبنا مرارا أن تقتصر تعيينات البعثات الدبلوماسية على مستشاري الخارجية المتخرجين من المدرسة الوطنية للإدارة، وهو ما تمت مخالفته دائما، وهذه هي النتيجة..
وقد وعد الرئيس ولد عبد العزيز، الذي لم يخف غضبه من الأمر حسب مصادرنا، بإعادة جميع بعثات وكالة سجل السكان إلى انواكشوط في أقرب وقت.
وحاولت الخارجية الموريتانية استدراج عضو بعثة الوكالة الحاج لي من أجل العودة إلى انواكشوط عبر إيهامه، من طرف مديره بادو جا، بأن تكوينا هاما ينتظره، وقد شك في الأمر ابتداء، قبل أن يتظاهر بالقبول، ويستلم جوازه وتذكرته مغادرا إلى المطار، لكنه اشترى تذكرة سفر إلى مونتريال، حيث يوجد فيها منذ ذلك الوقت.
وتقول المصادر إن هذه الفضيحة هي إحدى أهم أسباب الجفاء الحاصل، منذ فترة، بين الرئيس ولد عبد العزيز ومدير وكالة سجل السكان امربيه ولد الولي.