قال النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية السيد الخليل ولد الطيب إن الباب سيظل مفتوحا أمام المقاطعين للحوار من أجل اللحاق به لأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يؤمن بالحوار ويتطلع إلى تحقيقه في كل وقت.
وأضاف ولد الطيب خلال مقابلة مع السراج إن الحوار أسلوب حضاري وهو خيار ثابت لدى الرئيس من أجل التعاطي مع الشركاء الوطنيين.
وتحدث ولد الطيب في المقابلة عن دعوته لمأمورية ثالثة وعن مقاطعة المعارضة وتغيير الدستور.
وذلك في المقابلة التالية:
" السراج: يتواصل هذه الأيام في قصر المؤتمرات الحوار الشامل الذي تمت زيادة وقته, ماهي رؤيتكم لما يتم نقاشه داخله؟
الخليل ولد الطيب: الحوار أسلوب حضاري راق وهو مقاربة تبناها الرئيس الأخ محمد ولد عبد العزيز كخيار ثابت للتعاطي مع الشركاء الوطنيين سبيلا لتجسير هوة الخلاف والتلاقي حول المشترك.
وفي هذا الإطار يندرج تنظيم هذا الحوار الذي يناقش مواضيع مهمة وحساسة، من شأنها - في حالة الاتفاق عليها - أن ترسم ملامح جديدة في حياتنا السياسية وتعالج الاختلالات الكبيرة في دستورنا.
وقد اتسمت النقاشات بالجدية وبالصراحة وبالجرأة المطلوبة في لقاء كهذا.
السراج : أصدر الحزب الحاكم رؤيته في الحوار ضمن وثيقة نشرها؛ كيف ترون الوثيقة وما تطرقت له؟
. الخليل ولد الطيب: الوثيقة التي أصدر الحزب تضمنت بالفعل رؤيته التي اتسمت بالشمولية والموضوعية وستشكل بدون شك إسهاما كبيرا في إثراء الحوار لأنها قدمت رؤية متكاملة تعرضت لنقاط الضعف ومكامن الخلل في الدستور وقدمت بديلا مقبولا.
السراج: دعا الحزب الحاكم إلى تغيير العلم الوطني بإضافة لون أحمر له ما سبّب خلافات قوية حول دلالة تلك الألوان وهو خلاف يعود لخلفيات ثقافية, فهل من ضرورة لتغيير العلم والنشيد؟
الخليل ولد الطيب: لقد قلت إن حزبنا قدم ورقة أو وثيقة شاملة دعت إلى تغيير العلم الوطني ومن الطبيعي أن يتولد عن ذلك قبول ورفض وينطبق عليه حكم المجتهد.
المهم أنه أعطى تعليلا لهذا المقترح الذي لاقى قبولا كبيرا في بعض الأوساط وتحفظ عليه البعض.
السراج : من المتوقع تغيير مواد عديدة فى الدستور تتضمن صلاحيات الرئيس وخلافته والاستغناء عن مؤسسات دستورية مثل الشيوخ والمجلس الدستوري ومحكمة العدل؛ كيف ترون ذلك؟
الخليل ولد الطيب: أنا من الذين يرون أن الدستور - أي دستور- هو ترجمة لإرادة واضعيه، فدستور 91 كان تعبيرا عن إرادة وتوجهات النظام السياسي القائم وقتها.
والتعديلات التي أحدثت 2006 في ظل المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية عكست هي الأخرى إرادة صانعيها بإشراف من الاتحاد الأوربي , كما عبرت التعديلات الناتجة عن حوار 2011 بين الأغلبية الرئاسية وبعض أطراف المعارضة هي الأخرى عن إرادة النظام الوطني القائم
وهذه الأطراف. ومن الواجب أن تترجم التعديلات المرتقبة إرادة الشعب الموريتاني في إصلاح دستوري جاد كما عبرت عنه وثيقة حزبنا التي هي اجتهاد ومساهمة كبيرة في تقديم تصور ناضج.
السراج: اتهمكم الرئيس بيجل ولد هميد بأنكم "الناصريين" دعوتم إلى زيادة مأمورية ثالثة، خاصة أنه قيل إنكم شخصيا دعوتم لذلك كيف تردون؟
الخليل ولد الطيب: الرئيس بيجل شخصية وطنية وازنة قد أتفق معه في أمور وقد أختلف معه في أمور أخرى لكنني أحترمه وأقدره.
أنا من مدرسة قومية تمتاز بالصدق وبالوضوح، وأبناء هذه المدرسة لا يتلونون ولا يخدعون ولا يعرفون أنصاف الحلول، فحين يعارضون تكون معارضتهم صادقة من أجل الوطن وحين يوالون ويساندون يكون ولاؤهم صادقا وكاملا .
وما عبرت عنه في جلسات الحوار نابع من قناعتي ولم أنسق مع أحد، صحيح أن الأخ المدير بن بونه سبقني في التعبير عن الموقف الذي عبرت عنه مثلما عبر عنه الأخ محمد بن محمدو ( ولد الليله ) فتوالت آراء مساندة لهذا الرأي لذلك فأنا أتحمل مسؤولية رأيي الذي لا يلزم غيري.
إن إيماني ببلدي وحرصي على بقائه متماسكا جعلني أعبر عن موقفي هذا داعيا القوى الوطنية إلى إدراك أن البلد بحاجة إلى قائد يملك رؤية توحيدية وبرنامجا شموليا ويتمتع بتجربة غنية وحنكة وحكمة تمكنه من مواجهة التحديات.
السراج: قاطعت أحزاب المنتدى والتكتل والصواب والحركة من أجل إعادة التأسيس كل فعاليات الحوار ما يعني أن حضوره نقص عن سابقه؛ كيف ترون قيمته خاصة أن المقاطعين هم المعارضة التي لم تحاور أما من حاور اليوم فقد حاور سابقا؟
الخليل ولد الطيب: أسجل أسفي لمقاطعة المنتدى ومقاطعة التكتل والصواب والحركة من أجل إعادة التأسيس وغيرهم وأحمل الجميع مسؤولية المقاطعة وأثمن مشاركة أحزاب من المنتدى والمعارضة بشكل عام شاركت لأول مرة وسيكون لمشاركتها تأثير إيجابي في إثراء الحوار.
السراج: هل موريتانيا وما تعانيه من أوضاع اقتصادية صعبة وغلاء معيشي وترد للأمن وانعدام للشغل والصحة واتساع رقعة الفقر أمور تجعل تغيير الدستور ونقاش المترفين من الأولويات؟
الخليل ولد الطيب: هذا التقييم الذي تضمن سؤالكم تقييم خاطئ بالنسبة لي، فالبلد يشهد تطورا ملحوظا بالمقارنة مع أوضاعه في الفترات الماضية.
فلا أحد يستطيع تجاهل النقلة النوعية التي عشناها منذ 2009 وعلى كافة المستويات الأمنية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية... إلخ
صحيح أن التحديات كبيرة لكن الإرادة السياسية صادقة وجادة وستكسب الرهان. ولعل اعتباركم لتغيير الدستور هو ترف إنما يدخل في خانة القراءة الخاطئة للوقائع وللأحداث أتمنى أن تتجاوزوها.
السراج: هل تتوقعون إعطاء فرصة أخرى للمقاطعين من أجل اللحاق بالحوار قبل التصويت عليه.
الخليل ولد الطيب: إن المرونة التي تتحلى بها القيادة السياسية العليا في هذا البلد والتي تحظى بدعم أغلبيتها تدفعني إلى القول بأن الباب سيظل مفتوحا أمام مشاركة الجميع.
السراج: لكم سيادة الرئيس كامل التقدير والاحترام".