تدوينة : خوف البعض من مواجهة الحقيقة وإصراره على المكابرة في الدفاع عن مواقف لا يمكن الدفاع عنها لا يضاهيه أحيانا إلا التنكر المفضوح للمقاومة المسلحة للاستعمار التي حمت المقاومة الثقافية وأججت لهيبها..... التاريخ لا يرحم والوطنية لا تشترى من حوانيت النخاسة الاستعمارية، إنها فعل الدم والنار واللوح والقلم، إنها مفعول لجمع الموريتانيين بكل المرجعيات الدينية والثقافية والاجتماعية على امتداد طول وعرض الوطن وعمقه، بكل الأطياف والألوان، بما فيها لون الدم الذي يخيف البعض ويجعل من خوفه كابوسا يعشعش في عظامه وعروقه، تنكرا و تطيرا رخيصا من حمرة دماء الشهداء الأبرار الذين كانوا من كل مكونات المجتمع وطبقاته وشرائحه، دون استثناء.....
البعض منا يقدس الحبر ويبخس الدم، والبعض الآخر يمجد السيف جهرا، ويلعن اللوح والقلم في قرارة نفسه......البعض منا للأسف الشديد يحتقر المقاومة العسكرية سرا ويتظاهر بتكريم المقاومة الثقافية نفاقا..... دون أن يفعل شيئا من أجل تخليد ذكرى من قاوموا الاستعمار بكل أصناف وأنواع مقاومة المستعمر الغاشم، وهم من احترق دمهم ـ نعم دمهم، لأنه دم واحد ـ احترق تعبا وتفكيرا وجلادا وصبرا في مواجهة ويلات الاستعمار والإذلال، وسالت بطاح وأودية وسهول الوطن بمهجهم حمراء قانية دون استباحة الدين والهوية والكرامة......
دعونا من ثقافة التلفيق والتخوين والتسفيه، فموريتانيا كل لا يقبل المحاصصة، وتاريخ مقاومتها بشقيها الثقافي والمسلح تاج يسع رؤوس الجميع.... هو تاج الشعب و مجده وتاريخه... مهما تقاعس المدافعون عن عقيدة "رهاب الدم".... فالحبر والدم اختلطا ذات يوم بصفرة رمال شنقيط ، ولن تقبل أرواح شهداء الملحمة أن يعود الدم إلى أبدان أصحابها الكرماء، ولن تقبل أسفار المجد والفكر والثقافة التي سطرها أجدادنا أن يًغسل حبرها بماء الاستكانة، ولن تقبل رمالنا أن تدوسها أقدام النكران والجحود لتضحيات ليست بحاجة إلى خلافاتنا ولا إلى اتفاقاتنا من أجل أن تظل مكتوبة بحروف من دم وحبر وطين على جدار الزمن...... حتى لا يقال إننا بعنا أمجاد الوطن مقابل "موضة رهاب الدم"..... وأي عار هو ذلك العار....
ملاحظة: مضمون هذه التدوينة ليس قابلا للحوار، لأنه يقع من نفس صاحبه موقع "الرصيد" الثابت الذي لا يقبل التحويل. لذلك لن أرد على المعلقين، وعذرا مسبقا مع كامل التقدير.