يعرض في قاعات السينما الفرنسية، هذه الأيام، فيلم يحمل عنوان "السماء ستنتظر"، حيث تحاول المخرجة الفرنسية "ماري كاستيل مونسيون شار" على مدار ساعة وأربع وأربعين دقيقة تشريح ظاهرة تجنيد الفتيات الفرنسيات في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية والإجابة على سؤال محوري: من الذي يدفع هؤلاء القاصرات للالتحاق بالتنظيم الإرهابي؟ .
وليست تقنية التصوير العالية وحدها ما يشد الجمهور إلى وقائع الفيلم فقط، بل قدرة السيناريو على سرد حكاية مجنونة لفتاتين تأثرتا بالفكر المتطرف أيضا، حيث يرصد دوافع صونيا للتخطيط لشن هجوم بعد فشلها في الذهاب إلى سوريا للالتحاق بـتنظيم داعش. وزميلتها ميلاني عازفة الكمان التي وقعت في حب أحد قادة التنظيم عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وخططت للقائه فيما يسمى بأرض الإسلام، كما يكشف العمل السينمائي عن حجم المعاناة التي تتكبدها عائلتا الشابتين.
ويتقاسم البطولة في هذا الفيلم كل من الممثلة ساندرين بونار، ونعومي مارلون، وكلوتيد كورو، إلى جانب مشاركة الكاتبة والباحثة في الاسلامفوبيا دنيا بوزارن ويذكر أن الفيلم انطلق تصويره بعد الاعتداءات التي طالت العاصمة باريس في الثالث عشر نوفمبر تشرين الثاني العام 2015، حيث تقول ماري كاستيل مونسيون شار: "كلما فهمنا الفكر الراديكالي أكثر كلما تسلحنا أكثر لمواجهته".
ويأتي عرض الفيلم في فرنسا بعد مرور أسابيع فقط على تفكيك شبكة تضم فتيات جهاديات كن يخططن لتنفيذ اعتداء بالقرب من كاتدرائية "نوتردام دو باري" وسط العاصمة باريس، كما يطرح الفيلم موضوع الفكر المتطرف بكثافة في وسائل الإعلام الفرنسية وخطابات السياسيين، لاسيما منذ العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت عددا من المدن في هذا البلد وراح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، واندفع الكثير من الإعلاميين والكتاب والمفكرين للبحث في أسباب تفشي هذه الظاهرة في الجمهورية العلمانية، وازدادت حدتها منذ بدء النزاع في سوريا والعراق.
وكشفت الاحصائيات الرسمية التي أصدرتها الحكومة الفرنسية في شهر مايو أيار 2016 عن تبني نحو 9300 شخص للأفكار الجهادية المتشددة، 30 في المائة منهم نساء، و20 في المائة هم من فئة الشباب القاصرين.
موقع مونت كارلو