: جريأ على الأسلوب الأمريكي، لكن بتمويل أقل بكثير وترتيبات محدودة بدأت فرنسا في العام 2011 تجربة الانتخابات الأولية لاختيار المرشحين الأساسيين إلى السباق الرئاسي. قبل انتخابات 2012، كان اليسار هو السباق من خلال الحزب الاشتراكي والحزب الراديكالي اليساري، وكان فرنسوا هولاند هو الفائز مما مهد له الطريق إلى قصر الاليزيه في أيار/مايو 2012.
هذه المرة عشية الاستحقاق الرئاسي المنتظر في ربيع 2017، يقلد اليمين اليسار ويسبقه في تنظيم انتخابات أولية يومي 20 و27 تشرين الثاني/نوفمبر القادم. تحت اشراف الهيئة العليا لحزب الجمهوريين ( حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية سابقا، ممثل اليمين الكلاسيكي) ويمكن لكل ناخب فرنسي مسجل على لوائح الشطب الاقتراع وهكذا لم ينحصر الاقبال على جمهور اليمين، وتدل آخر استطلاعات الرأي ان عشرة بالمائة من ناخبي اليسار يمكن أن يشاركوا في التصويت ويلعبوا دورا رئيسيا في نتائجه لصالح رئيس الوزراء الأسبق ووزير الخارجية الاسبق وعمدة مدينة بوردو آلان جوبيه.
إذا صحت هذه التقديرات فإن ذلك يعني سقوط الحدود الايديولوجية بين اليمين واليسار، ويبدو أن اليساريين الذين سيتدخلون في انتخابات اليمين يستهدفون الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ويريدون قطع الطريق عليه كي لا يصل إلى الدور الثاني للرئاسيات في مواجهة زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن. وينم هذا التوجه عند فئة من اليسار عن القناعة بانحسار المعركة الرئاسية المقبلة بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف الشعبوي الذي يفضل ان ينعت باليمين الوطني . بيد أن استطلاعات الرأي تبقى افتراضية لأن اليسار المنهك ما بين ضعف شعبية الرئيس فرنسوا هولاند ومحاولة وزير المالية السابق ايمانويل ماكرون الدخول الى السباق، لم يقل كلمته الأخيرة ولا يمكن استبعاد المفاجآت كما تعودنا مع الكثير من المواعيد السياسية.
الملفت ايضا ان معركة الانتخابات الاولية بين مرشجي اليمين السبعة وأبرزهم ساركوزي وجوبيه ورئيس الوزراء الاسبق فرنسوا فيون والوزير السابق برونو لومير، لا تدور كثيرا حول البرامج وطغى عليها الاسبوع الماضي الكشف عن عدة ملفات قضائية تضرب صورة ساركوزي وحظوظه في ربح الشوط الأول من العودة إلى الاليزيه، وأتى دخول ناخبي اليسار على خط أولويات اليمين ليقلل اكثر من فرص ساركوزي ويجعل آلان جوبيه يبتسم...
المصدر : مونت كارلو