تربت المرأة الموريتانية منذ القدم علي نظرة نمطية للحياة مفادها انها مهما حققت من التقدم العلمي والعملي يظل مدي تقدير المجتمع لها رهينا بحالتها الاجتماعية ويظل السؤال المكرر في حالة تأهب دائماً وابدا وهو هل فلانة متزوجة أم عزباء . لذالك تلجأ النساء في هذه الربوع ومنذ القدم إلى "الكزانات" أو ضاربات الرمل لعلها تكشف عن طالع حسن أو تبوح باسم أو صفة فارس الأحلام المفقود المنتظر.
غالبا ما تكون ضاربة الرمل التقليدية خفيفة الظل ملمة بأحوال الحي ومزاج نسائه وأنسابهم وتستخدم فطرتها وغريزتها في قراءة الطالع والبحث بين ثنايا خطوط الرمل الذهبية عن رمز أو إشارة تبشر بها الزبونة الولهانة.
ولئن كانت مهنة قراءة الطالع عبر خطوط الرمال مستمدة من الموروث البدوي العربي فإنها في هذه البلاد الهجينة حضاريا وجغرافيا شهدت منافسة كبيرة من طريقة إِفريقية أصيلة في قراءة الطالع هي " ضرب الودع" واللعب بِه بحثا عن فهم للحاضر والمستقبل.
بالودع أو الرمال وحتى بقراءة الكف والفنجان تبحث النساء هنا منذ قديم الزمان عن الطالع و" زين السعد " والعريس الميمون ميسور الحال، لكنهن أخيرا وللأسف أضفت توابل من سحر وشعوذة على التقاليد القديمة لضرب الرمل وقراءة الطالع.
باتت النساء تتباهى ب" حجابتها" اللذين تغدق عليهم العطايا ويعملن في المقابل على تحقيق رغباتها بأساليب السحر والشعوذة وغالبا ماكانت تلك الرغبات شريرة ويستهدف بها زوج أو فتى ترغب السيدة في الزواج به فتلجأ إلى استهدافه بسحر يجعله كالخاتم في أصبعها.
للأسف تصرف أموال وتفقد أرواح وتشيع مسلكيات شاذة وتدمر بيوت وتنتهي أسر بسبب هذه العادات الحديدة الفتاكة الوافدة على مجتمع كان إلى وقت قريب بسيطا عذريا تقديسه لرابط الزوجية متواضعا في أحلامه وآماله.
حنان محمد سيدي