رغم ما يشوب الجلسات الافتتاحية من الروتين الجاف والخطب المملة عادة؛ إلا أن الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني الشامل، التي انعقدت مساء اليوم بقصر المؤتمرات، كسرت هذه القاعدة.
الرئيس مسعود ولد بلخير، الذي اشتهر بخروجه الطريف "عن النص" كثيرا، كان البادئ بكسر الروتين حين قرأ اسم رئيس الجمعية الوطنية؛ ضمن الشخصيات الرسمية التي رحب بها في بداية خطابه، قبل أن يكتشف عدم وجوده في القاعة، فعلق قائلا: "واللَّ هو ماه هون كاع"، فضجت القاعة بالضحك.
وعاد مسعود مرة ثانية لينتزع تصفيقا حادا من الجمهور؛ حين قرأ خطأ: "ليبقى سنةٌ" بالرفع، لكنه استدرك مصححا: "واللَّ سنةً"، ناصبا إياها.
رئيس ائتلاف أحزاب الأغلبية عثمان ولد الشيخ أبو المعالي؛ أثار إعجاب الجمهور بكلمته التي ارتجلها كاملة، دون تعتعة أو لحن، وخاطب في نهايتها أحزاب المعارضة المقاطعة، قائلا في نبرة لم تَخْلُ من عاطفية: "اجتمعنا اليوم ليس استخفافا بكم ولا استغناء عنكم، بل استجابة لضغط الوقت وإكراهات الاستحقاقات الانتخابية"، قبل أن ينشد بيتي الشاعر:
نحن في أفضل السرور ولكن ** ليس إلا بكم يتم السرور
عيبُ ما نحن فيه يا أهل ودي ** أنكم غبتم ونحن حضور
ولم يكن ولد الشيخ أبو المعالي وحده هو من تكلم بلغة العاطفة، حيث تلاه ألاسان حمادي رئيس حزب "قوس قزح"، الذي قال إنه رغم بلوغه الـ66 من عمره، إلا أن الفرصة لم تتح له ليتكلم في الشأن العام.
واندفع ألاسان متحدثا عن تهميش الزنوج، والمظالم التي تعرضوا لها في مختلف مراحل الدولة الموريتانية، رغم تنويهه بكل ما فعله الرئيس عزيز لصالحهم.
وقوطع ألاسان بصيحات استهجان تتهمه بالعنصرية، ولوحظ أن الرئيس ولد عبد العزيز أشار إلى أصحاب الصيحات مهدئا.
الرد على خطاب ألاسان حمادي جاء سريعا، عندما تناول رئيس حزب الوئام بيجل ولد هميد الكلامَ بعده مباشرة، فقال - قبل أن يقرأ كلمته المكتوبة -: ليس هنا هو محل الرد على ما سمعناه من كلام.. عندما ننتقل إلى الورشات سنشفي الغليل في الرد عليه.. وقد ضجت القاعة بالتصفيق لكلام بيجل، ولوحظ وقوف الكثيرين استحسانا له.