ذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة و"اتحاد العلماء المهتمين" في الولايات المتحدة، أن ثلاثة مواقع للتراث العالمي في المنطقة العربية تواجه تأثيرات تغير المناخ. وأوضح التقرير الذي صدر حديثا تحت عنوان "التراث العالمي والسياحة في مناخ متغير" وأوردته في عددها الأخير مجلة البيئة والتنمية التي يصدرها المنتدى العربي للبيئة والتنمية في عددها الأخير ، أن الأمر يتعلق بوادي قاديشا وغابة "الأرز في لبنان، ووادي رم في الأردن، وقصور وادان وولاتة وتيشيت في موريتانيا.
وادي قاديشا وغابة الأرز في لبنان
وأشار التقرير الى أن وادي قاديشا وغابة الأرز في لبنان تتأثران بتغير المناخ والنشاط السياحي ،مما يزيد من الضغط على المعيشة التقليدية والنظم الإيكولوجية في وادي قاديشا. وبعد أن ذكر بأن غابة الأرز تنحصر ضمن بقعة صغيرة لا تتعدى مساحتها هكتارين، توقع التقرير، أن يستمر انخفاض أعداد أشجار الأرز نتيجة تغير المناخ، الذي سيؤدي إلى حصر تجمعات الأرز اللبناني في ثلاثة ملاذات فقط بحلول سنة 2100، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي الناجم عن انخفاض الرطوبة في منطقة البحر المتوسط.
وادي رم بالأردن
وبخصوص وادي رم بالأردن، الذي أُدرج على قائمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، فتبلغ مساحته، وفق التقرير، نحو 300 كيلومتر مربع، ويحوي أكثر من 45 ألف منحوتة ونقش صخري يعود تاريخها إلى 12 ألف سنة خلت، كما يعتبر ملاذا هاما للأحياء البرية الصحراوية، بما فيها الصقر الأسخم والوعل العربي والمها العربي الذي أعيد توطينه.
وبالإضافة الى عوامل السياحة غير المنظمة والكتابة على الصخور، توقع التقرير "أن يزيد تغير المناخ من مشاكل الوادي، إذ يؤدي ارتفاع الحرارة وازدياد الجفاف إلى تفاقم الاجهاد المائي، مما سيشكل خطرا، بشكل خاص، على الأنواع الحية المحصورة في الأماكن الجبلية العالية.
المدن القديمة في موريتانيا
أما المدن القديمة في موريتانيا (قصور وادان وشنقيط وتيشيت وولاته)، التي توجد ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة (اليونسكو) يقول التقرير فمعرضة، لاسيما القصور، لزحف الصحراء.
وفيما يتعلق بشوارع وساحات شنقيط، وفق ذات المصدر، فهي"تختنق بالرمال إذ تزحف الكثبان داخل المدينة، وقد يتلف الرمل والحر الشديد الأبنية القديمة، وتهدد العواصف المطرية الهوجاء العمارة الطينية وتزيد تآكل التربة. يذكر أن التقرير شمل 31 موقعا للتراث العالمي الطبيعي والثقافي في 29 بلدا، تتعرض كلها، بالخصوص، لتأثيرات ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الكتل الجليدية وارتفاع مستويات البحار وتفاقم موجات الجفاف واستطالة مواسم حرائق الغابات.