تحقيقات تؤكد أن الرئيس السنغالي مالك للعبيد وليس عبدا ولا منحدرا من عبيد
عكسا لما أكده سلفه بأنه «عبد» وبأن «أسياده» موجودون
نواكشوط - «القدس العربي»«الرئيس السنغالي ماكي صال ليس عبدا ولا منحدرا من أسرة مسترقة بل إنه على العكس من ذلك ينتمي لأسرة أرستقراطية تملك العبيد».. هذا ما توصلت إليه تحقيقات أجراها مستقصون من صحيفة «لوموند دافريك» في منطقة ميلاد ونشأة الرئيس صال للتثبت من دقة تصريحات أخيرة لسلفه الرئيس واد أكد فيها أن» الرئيس ماكي عبد منحدر من أسرة عبيد كانت تأكل لحوم البشر».
ووجه الرئيس السنغالي الأسبق العجوز عبدولاي واد هذه الشتائم لخلفه الرئيس صال ضمن ردة فعل منه على صدور حكم بإدانة ابنه كريم واد بتهمة الثراء بنهب المال العام عندما تولى، أيام حكم أبيه وزارة النقل البري والبحري والجوي وهي الوزارة التي سماها السنغاليون تهكما «وزارة الأرض والسماء وما بينهما».
وينشغل السنغاليون حاليا بشتائم الرئيس الأسبق واد (88 عاما) للرئيس الحالي مكي صال التي أكد فيها نصا» إنه (مكي صال) منحدر من عبيد كانوا يأكلون لحوم البشر، كانوا يأكلون لحوم الصبيان..إن أسياد أسرة مكي صال موجودون..إنهم أحياء يشهدون على هذا، وهو نفسه يعرف أنه عبد مسترق.. وأنا أقول هذا وأتحمل المسؤولية فيما أقوله لأنه يجب علينا ألا نخفي الحقائق..نعم.. لن يقبل ابني كريم أبدا أن يحكمه عبد مثل مكي صال..وقد كان بإمكاني أن أبيعه كعبد..إنه عبد مسترق».
وقد أثارت هذه التصريحات دهشة واستغراب الرأي العام السنغالي لأنها كشفت عن تناقض كبير: فالسنغال البلد الذي يتصدر الحداثة على المستوى الأفريقي يخبئ في أعماقه واقعا متخلفا آخر هو واقع تجذر الطبقية والاسترقاق.
كانت النتائج التي توصل لها محققو صحيفة «لوموند دافريك» الذين تجولوا في منطقة فوتا حيث ولد ونشأ الرئيس مكي صال، هي أن «أسرة الرئيس السنغالي ليست مسترقة أي ليست مصنفة في فئة «ماكوبي» وهم العبيد وإنما هي مصنفة ضمن فئة الأسياد ذوي الشوكة الذين يسمون محليا بـ «اتشيدو».
وكشفت التحقيقات التي أجريت في قرية اندولومايجي فونايبي الواقعة على الحدود الموريتانية السنغالية، أن «أسرة الرئيس ماكي صال لم يطلها الرق قط بل إنها أسرة أرستقراطية تملك العبيد الموجودين حاليا تحت سيطرتها وهم مزهوون بكونهم عبيدا للرئيس صال».
وأكد جيبي صال عم الرئيس السنغالي في رد على شتائم الرئيس واد «أن ما قاله الرئيس السابق كذب وافتراء»؛ مضيفا قوله «نحن أسياد هذه الأرض ونحن نملك عبيدا في كافة مناطق فوتا».
وأضاف عم الرئيس الحالي وهو في حالة استياء وشعور بالإهانة» نحن في هذه المنطقة أصولنا معروفة وكل واحد منا يعرف أصل الآخر..لا لسنا أبدا من فئة «ماكوبي» نحن من فئة «اتشيدو» ذات المكانة القعساء».
ولم يتوقف التحقيق عند أسرة الرئيس مكي صال بل تجاوزها إلى عبيد أسرته حيث اعترف الأمين جا في تصريحات للمحققين «أنه هو نفسه عبد لأسرة مكي صال وبأن والده كان عبدا لوالد الرئيس مكي صال».
وشمل التحقيق تصريحات لأخوال الرئيس مكي صال الذين أكدوا أن ابن بنتهم منحدر من أسرة نبيلة معروفة، كما أن والده كذلك معروف الأصل وليس عبدا بل مالك للعبيد وهو ما يدل على شرفه.
أما التصريح الذي ختم التحقيق فهو ما أكده أمدو تيجان ابن عم الرئيس الذي أوضح أن «الرئيس مكي صل طلب من أبناء قبيلته عدم الرد على شتائم الرئيس السابق عبد الله واد، وذلك حرصا منه على عدم إدخال المجتمع السنغالي في جدل عقيم حول الأعراق قد يجره لنزاعات خطيرة.
يذكر أن الرئيس السنغالي الحالي مكي المولود عام 1961، قد دخل السياسة مناضلا في الحزب الديموقراطي السنغالي الذي يرأسه سلفه الرئيس واد، وتولى في ظل حكم الرئيس واد مناصب وزارية قبل أن يتولى منصب الوزير الأول.
وتمكن مكي صال من هزيمة الرئيس واد في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012.
للقراءة من المصدر اضغط هنا
للاطلاع أيضا على تحقيقات لوموند المذكورة في الموضوع اضغط هنا
....................................................................................