عبد الفتاح عبد الفتاح
قالت: أعتقد أن أبا بكر تاب،
فأجابها أحدهما: لو كان كذلك لما خلف عمر بن الخطاب،
سكتت كما لو أن الجواب كان كافيا لتبديد شكوكها حول توبة الصديق رضي الله عنه، وقد كان أيضا كافيا لإيقاظي من نومي في ذلك القطار الأخير المتجه نحو ضاحية أعالي نهر السين بعد يوم شاق من صيف باريس الحار.
استدرت نحو ناحية الصوت حيث يجلس شابان وفتاة، تبين لاحقا أنهما طلاب لبنانيون، توجهت نحوهم وبعد تبادل السلام طلبت الجلوس في المقعد الرابع الشاغر، وهو ما استجابوا له بكل فرح معتقدين أنه اهتمام مني بنقاشهم.
بادرني أحدهم بالسؤال إن كنت سمعت حديثهم، فأومأت بالإيجاب، وهنا قال لي: نحن نعتقد أن أبا بكر وعمر وعائشة مرتدون، قلت له: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
بدؤوا بذكر بعض القصص وعندها وصل القطار لمحطة آنتوني حيث علي النزول، فتبادلنا الأرقام واتفقنا على أن أزورهم عطلة نهاية الأسبوع.
انتهزت فرصة الأيام اللاحقة للبحث حول المواضيع التي أثاروا ثم بحثت في الردود عليها، وكان من أجمل ما قرأت وأكثره اختصارا وهو ما ساعدني في نقاشي معهم، ما كتبه ابن القيم رحمه الله أن من سوء الظن بالله تعالى أن نعتقد أنه سلط على نبيه رجلين لا يؤمنان به فكانا وزيراه المقربان طيلة حياته، واستأثرا بخلافته من بعده، ثم ضايقاه في قبره بعد مماته عليه الصلاة والسلام.
رضي الله عن الخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وعن عائشة أم المؤمنين
عبد القادر ولد احمدو
هذا رأيي ...
في سجل الثوابت .. و بغض النظر عن موضوع الساعة ...ينبغي ...من باب المصلحة الوطنية ،. مهما امكن، تجنب الخوض في متغيرات السياسة المحلية والدولية بالمساجد بصورة عامة و بخطبة الجمعة بصورة خاصة .. ذلك لان المنطق الذي تم بموجبه منع التيارات الاسلامية المتخالفة في طرحها من ما يعرف بالتوظيف السياسي لمنابر المساجد ينطبق قانونيا علي الجميع .....و لكي تكون خطبة الجمعة جامعة للمسلمين و محفزة علي التوحيد و علي الوحدة في الدين ينبغي ابعادها من ارهاصات الحقل السياسي المتعدد والمتغير بطبعه ... فالجمهورية أخذت علي عاتقها دستوريا حماية الدين الاسلامي بوصفه دين الشعب والدولة و كمرجعية للجميع ....بل ان الدستور يعتبره مصدرا وحيدا للقانون وتنص بعض القوانين صراحة علي إلزامية الرجوع الي المذهب المالكي. الذي لا يروق للبعض ذكره ... و في سبيل تلك الحماية وضعت الدولة آليات للتشاور مع العلماء بعيدا عن التجاذب السلبي بين مختلف اطراف المشهد السياسي ..وتلك آلاليات القانونية التي يراد لها ان تنظم الحقل الديني تصلح لمستقبل مورتانيا و لشعبها المسلم ..مهما تغيرت الاحكام و الحكومات .. و تستمد مشروعيتها من القانون .. ولا عذر لاحد في جهل القانون
ناجي محمد الإمام
ولا تنابزوا..
تشتعل صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت و مابقي من الصحافة الورقية بمعارك كلامية تتشظى و تتطاير منها الألفاظ البذيئة والتنابز بالألقاب.رغم ما أعطي لها من طابع ديني أقل ما يجب في مثله أن يتسم بالعفة في القول والرصانة في التحليل و الرزانة في التعالق و الحجية في الطرح .
ولأنه كذلك فسيتوقف قريبا دون بلوغ أي هدف و قد يتبادل فرقاؤه المواقع في التصفيات القادمة لا محالة. مع وافر الاحترام للجميع...
اللهم حوالينا
Ahmedou Ould Ahmed
و روى الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين و الأنصار و هم جلوس و فيهم أبوبكر و عمر , فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلاّ أبوبكر و عمر فإنّهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما و يتبسّمان إليه و يتبسّم لهما .
من كتاب الشّفا بتعريف حقوق المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام
مولاي عبدالله مولاي أحمد
جماعة إيران في موريتانيا لديهم أسلوب جدالي طـريف جدا وضعيف جدا، فأنت إذا نبّهت على أنشطة إيران التشييعية الخطيرة في موريتانيا حملوا هم حملة شعواء على المملكة السعودية.
الغريب أنهم لا يعتبرون سيطرة إيران على عواصم عربية وسفكها للدم العربي المسلم وحديثها على الملأ عن ذلك أمراً يستحق النقد بله المقاومة ! ولعلّ هذا ما يجعلهم يتصرفون بفتور وبرودة كبيرة تجاه خطر التشييع الفارسي السياسي في بلدهم.
قاسم سليماني قائد فيلق القدس يجوس خلال ديار العرب بالسلاح، يذبح الرجال والنساء والأطفال ويهجر طائفة معيّنة من أرضها، وكلما داس الدم العربي المسلم في أرض عربية قال : طريق القدس يمر من هنا !
الجماعة لا يرون في ذلك أي بأس، ومن يجزم أنهم لا يريدون أن يروا سليماني في بلدهم أيضا!
محمد أمين
رداً على مطالبة البعض بقطع العلاقات مع ايران اقول ما يلي:
حاول الملك فيصل -رحمه الله - خلال زيارته اليتيمة لبلادنا اقناع الرئيس مختار بطرد سفير الصين الشعبية واعادة العلاقات مع طغمة فورموزا تايوان او الصين المنتحلة وحاجج قائلا ان الصين الشيوعية بلا دين ووثنية وكأن تايوان من اهل المذهب المالكي ! الرئيس الراحل لم يهتم باقاويل الملك البدوي وواصل علاقاته الرائدة مع تلك الأمة العظمى وربحت موريتانيا حليفا موثوقا ووفياً ..وبعد سنوات راجعت امريكا مواقفها من الصين وتبعتها السعودية وكل دول العالم !
لقد أقمنا علاقات مع ايران حين كانت ايران محاصرة ومنهكة ومهددة بهجوم نووي من اسرائيل وامريكا وبدعم وتحريض سعودي ..ثم شاء الله ان تفكك التحالف وخرجت ايران من الحصار وهاهي تستعيد اموالها وهاهي تتقدم بخطوات واثقة نحو لعب دور القوة المتعاظمة او الكبرى بعد ان اجتازت امتحانات القوة الاقليمية ..من يدعونا لطردها يأمرنا بتصرف مهين لعقولنا ومضر بمصالحنا الاستراتيجية على المدى القريب والمتوسط والطويل ..فالأمم الكبرى لا تهان كرامتها.
من جهة ثانية أذكر الناس ان الجمهورية الاسلامية حين أقامت معنا هذه الصلات كنا في وضعية صعبة حيث تنكر لنا اليهود والعرب والنصارى في نفس الوقت ..وكنا مطاردين في المحافل العالمية ومحاصرين اقتصاديا ولقد أدى بروز هذه العلاقات الى دفع الغرب الى الاعتدال نحونا خشية ان نذهب بعيدا في التحالف مع ايران !
بسبببهم اوقفنا الحصار وليس من اللائق ان نتنكر لهم تودداً لمن كان يرفض مصافحتنا في المحافل العالمية امتثالا لأوامر وكالة المخابرات المركزية الامريكية وفي ويكيليكس زاخر الدليل
الشيخ سيدي عبد الله
منذ سنوات تداول رواد الواتساب من الموريتانيين مقطعا بالصوت والصورة لرجل موريتاني، بسيط المظهر والتفكير والعقل .. وكان يرد على أسئلة ساخرة من بعض الشباب، وذلك لغرض المفاكهة والترفيه.
وقد قال في أحد ردوده :
أنا أميل الى المذهب الشافعي ( بيه ال اموافقني .. اموسع حته وانا فيا المجبنة ولا عندي شي لذيك الامور الثقيلة) ....
ما أثارني في هذا التصريح هو فهم الرجل للمذاهب و العبادات .. فهي بالنسبة له ما وافق طبع الانسان و حالته الصحية..
اليوم تذكرت حديث الرجل المختل وأنا أتابع بمغص النقاش الدائر حول المذهبية ( السنة والشيعة) والذي اضحى نقاشا مزمنا ومحدد التوقيت ...
قضية التشيع والتسنن لم تعد في نظري أكثر من مزاد، وحالة المزايدين هي نفسها حالة الرجل المختل .. حيث ما يهم هو المذهب الذي يوافق الجيب والبطن .. و ما عدا ذلك من سمفونيات الغيرة على الدين والوطن والمذهب مجرد قهقهة بين جبلين ...
فمتى ينتهي هذا "المزاد" الإيراني - السعودي في موريتانيا؟
Fatimetou Md El Moustapha
كنت أتمنى من فضيلة إمام المسجد الجامع، أن لا يتناول السياسة في هذا اليوم الذي يجمع المسلمين جميعا، يل الإنسانية جمعاء في المحبة و الخير و السلام. كنت أتمنى أن يقدر اللحظة و ان لا يستغلها لتمرير مواقف بعض الدول الخارجية اتجاه جيرانها و خصومها و منافسيها. خطبة الإمام اليوم مع احترامي الشديد له لا تعنينا محليا، إنها تمرير رسالة و البحث عن حلفاء لطرف على حساب أخر و محاولة لجرنا لصراع سياسي، متدثر بالطائفية المقيتة، التي ظلت بلادنا بمنأى عنها و لا نريد أن يستغبينا أحد و يجرنا لصراعات نفوذ بين أطراف خارجية. علينا أن ننتبه لأنفسنا و نظل على حياد من جميع الأطراف و أن نبني سياستنا على مراعاة مصالحنا الذاتية بعيدا عن التخندق الطائفي و العرقي. يجب أن نقيم علاقات متوازنة مع الجميع. و لست بحاجة إلى تذكيركم بمواقف مشابهة حاول البعض أن يجرنا بها إلى أتون حرب الأشقاء في اليمن، و أن يدفع بأبنائنا و جنودنا ليكونوا حطبا لها، و حسنا فعلت السلطة عندما انتبهت لذلك، فلم تدفع بأبنائنا إلى جحيم حرب لا تعنيهم. ليس من السهل أن يقال أو يكتب مثل هذا الكلام و لكن الواجب الوطني و الضمير الأخلاقي يستلزمه. علينا أن نمتلك الشجاعة في قول الحقيقة و إسداء النصح في الوقت المناسب و الصعب.
الشيخ ولد بلعمش
لنتحدث بصراحة حول التشيع و سواه ...
مبدئيا و فعليا لا يمكن بحال الرضا أو القبول بسب الصحابة رضوان الله عليهم في هذه البلاد و لقد عبر كثيرون طيلة سنوات عديدة عن ذلك و ما أنا إلا أقلهم حظا و إسهاما في ذلك للأسف .
إن ذلك الرفض ينبغي أن يكون خالصا لوجه الله الكريم حسنت علاقة إيران أو ساءت بالآخرين من الأشقاء فهو رفض تقي طيب فطري لا حظ فيه للدنيا و هكذا يجب أن يكون .
حجم الشيعة في موريتانيا يقال إنه متزايد رغم أنني لم أرهم إلا في الإعلام و لا أعرف شخصيا إلا شيعيا موريتانيا واحدا ربما تغير موقفه لطول عهدي به و لكنني أسمع في الإعلام كثيرا عنهم و خاصة عن زعيمهم المسمى بكار و امرأة يقال لها '' اميلمنين '' تدخلت في برنامج تلفزيوني و نطقت بما قال مقدم البرنامج و شيخهم المشرف عليه إنه شهادة التوحيد الصحيح و بكل أسف فلقد احتوت تلك الشهادة على النيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و عليه فلنكن ربانيين في منع تلك الظاهرة لا سياسيين أو متمصلحين .
يؤسفني أن العالم الإسلامي لم يعد أحد فيه يطيق الآخر و يؤلمني أن التعايش أصبح أو يكاد يكون مستحيلا بين طوائف الأمة .
و لكن مرجع ذلك برأيي عائد إلى تصادم أبدي بين شلالي نفط جلب صراعهما كثيرا من الحزن لعالمنا و هما شلال النفط الوهابي و شلال النفط الإيراني .
فلنتفق على أن نبقى شناقطة دون تشيع أو وهابية .
لنتفق على أننا مسلمون موريتانيون طبيعيون .
لقد كنا بخير قبل هاتين الظاهرتين ..
كما ينبغي تنبيه القراء الكرام إلى أن هذا المنشور لا يعني انخراطا في صف أحد الطرفين المتصارعين على امتداد خريطتنا العربية و إنما هو كلام محلي يبتغي الخير لبلاد شنقيط و بقاءها على سجيتها المحبوبة و لا يعني بأية حال معاداة أو استهدافا لأي منتم لطائفة أو دين راض بما يراه صوابا و لا يسيء إلينا فمثل هذا الصنف من المخالفين يد التعايش و التعاون ممدودة إليه و لا أظن في ذلك إغضابا لله ..
و ما أجمل قول القائل :
فليتــك تحـلو والحياة مريـرة **** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر**** وبينـي وبين العالمين خـراب
إذا صح منك الود فالكل هين*** وكل الذي فوق التراب تراب