رفع الملام عن ما جاء في خطبة الشيخ الإمام

أربعاء, 2016-09-14 00:49
يعقوب المختار الولي

أدى الشيخ العلامة مفتي موريتانيا  أحمدو بن المرابط بن حبيب الرحمن ـ حفظه الله ـ في خطبة عيد الأضحى أمس أمانة البيان التي حملها الله لأهل العلم، وكانت كلماته الصادقة تطرق سمع الرئيس وأعضاء حكومته صريحة في بيان حقيقة الشيعة وخطر السماح لهم بنشر مذهبهم الضال في بلدنا ووجوب منع نشاطهم الدعوي الذي ثبت عند الشيخ بتواتر الثقات العدول قيامهم به في بلدنا.

وقد استنكر بعض من المدونين ما جاء في خطبة الشيخ، زاعمين أن في تضليله للشيعة غلوا واتباعا لأقوال " الوهابية " وأنه لا وجود لنشاط شيعي في موريتانيا، وإن وجد فهو نشاط لا يشكل خطرا.


 ومن الواضح أن في هؤلاء المدونين من له ميول شيعية تعرف في لحن تدوينانه، أو هو متشيع بالفعل ولكنه يخفي تشيعه تقية، ومنهم ليس كذلك ولكنه يظن أن هذا مجرد صراع عقدي بين السلفية والشيعة، أو سياسي بين السعودية وإيران.
ودفاعا عن ما ورد في كلام الشيخ من الحق وردا على ما أثاره هؤلاء رقمت هذه الحروف موضحا فيها أن تضليل الشيعة هو مذهب المالكية ، وأن حديثه عن انتشار الدعوة إلى التشيع حديث تشهد على صدقه التقارير الإعلامية ومشاهدات الواقع، وأن خطر الشيعة على أمن البلدان السنية  تثبته أدبياتهم ، وتصدقه جرائمهم الأمنية في  البلدان السنية

أولا : أقوال علماء المالكية في الشيعة

سُئل  مالك ـ رحمه الله ـ عن أشرّ الطوائف ؟ فقال:" الروافض " ذكره المقري صاحب إضاءة الدجنة  في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 5/ 307

 وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك (قال مالك: أهل الأهواء كلهم كفار، وأسوأهم الروافض. قيل: النواصب؟ قال: هم الروافض، رفضوا الحق ونصبوا له العداوة والبغضاء) [ ترتيب المدارك 2/49]

وقال القاضي عياض رحمه الله: (دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى مجلس مالك فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك: هل لمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء حق؟ قال: لا ولا كرامة، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قال الله: ((لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29]، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء، واحتج مرة أخرى بقوله تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ)) [ الحشر:8]، قال: فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه وأنصاره، (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10]، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه). [ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك، ج2 ص: 64].

     وقال هشام بن عمار: سمعت مالكاً يقول: (( من سب أبا بكر وعمر قتل، ومن سب عائشة - رضي الله عنها قتل، لأن الله تعالى يقول فيها: (( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) من رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل)) [ الصواعق المحرقة لان حجر الهيثمي، ص: 384]. 

وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29 ]. 

قال ابن كثير رحمه الله: (( من هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك)). 

قال القرطبي : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته، فقد ردّ على الله ربّ العالمين وأبطل شرائع المسلمين) تفسير القرطبي [16/297]


وقال الحطاب في مواهب الجليل شرح مختصر خليل (ولله در الشيخ أبي زكريا يحيى الصوفي صالح بجاية روي عنه بسند صحيح أنه كان يقول اللهم العن الشيعة، ومغيري الشريعة)[مواهب الجليل 4/250].

فتبين من هذه النقول أن الشيخ لم يتجاوز أقوال الإمام مالك رحمه الله وأقوال أهل مذهبه في شيعة زمانه ومعلوم أن شيعة اليوم أضافت إلى هذه العقائد محاربة أهل السنة.

ثانيا : النشاط الشيعي في موريتانيا

تحدثت تقارير إعلامية كثيرة عن وجود أنشطة دعوية للشيعة، وتناقل مدونون تسجيلات صوتية لخطب إمام مسجد جامع علي بدار النعيم وهي خطب تكشف تشيعه بشكل جلي، ونشرت  الأخبار إنفو بتاريخ 3 / نوفمبر /2015، عن دراسة سرية عن التشيع بموريتانيا تبين تنامي نشاطهم، واختار شيعة افريقيا في اجتماعهم المنعقد بتاريخ 16/8/2016 الشيعي الموريتاني بكار ولد بكار.

ثالثا : خطر الشيعة على موريتانا

إذا عرفنا أن من مبادئ الشيعة تكفير أهل السنة الذين يسمونهم النواصب واستحلال دمائهم وأموالهم عرفنا حجم خطرهم على بلدنا ،  وقد تواترت أقوال علماء الرافضة على تكفير أهل السنة واستحلال دمائهم ومن ذلك  ما جاء في كتاب [الأنوار النعمانية ج 2 ص 307 ]" وقـد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن علامة النواصب تقديم غير عليّ عليه ، ثم قال " ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له إنقطاع إليهم ، وكان يظهر لهم التودد .. ومن هذا يقوى قول السيد المرتضى وابن إدريس قدس الله روحيهما ، وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين ( أي السنة ) كلهم ، نظرا إلى إطلاق الكفـر والشرك عليهم في الكتاب والسنة ، فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق ، ولأنك قد تحققت أن أكثرهم نواصب بهذا المعنى .
الثاني في جواز قتلهم وإستباحة أموالهم ، قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارات والنجاسات ، وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام(.

عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس [جامع الأحاديث الشيعة 8/532] باب ” وجوب الخمس فيما أخذ من مال الناصب وأهل البغي "

وفي رواية أخرى ” مال الناصب وكل شئ يملكه حلال

وقال شيخهم العلامة نعمة الله الجزائري مبيناً حقيقة حجم الخلاف –كما يراه هو- بين الشيعة والسنة: (لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا). [الأنوار النعمانية2/279]


وقال الخميني عن أهل السنة:

"غيرنا ليسوا بإخواننا وان كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم" [المكاسب المحرمة (1 / 251]
ثم أورد الخميني هذه الرواية المكذوبة : (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا). [المكاسب المحرمة (1 / 251]

وروى المجلسي في بحار الأنوار خبرا مكذوبا على الإمام جعفر الصادق أنه قال  " ظهور حجة الزمان لا يتم إلا بقتل النواصب وهدم كعبتهم ونكح نسائهم على ستار كعبتهم فيتحول الحج إلى كربلاء". [بحار الأنوار 52]

فهذه نقول توضح أن الشيعة يتعبدون لله بعداوة أهل السنة وتكفيرهم واستحلال دمائهم وأموالهم، وجرائمهم على الواقع تصدق هذا ومن هذه الجرائم ما يفعلونه بسنة إيران والعراق وسوريا، وفي بعض البلدان لافريقية ففي فبراير 2011 قطعت السنغال علاقتها مع إيران بعد أن ثبت تورط إيران في تقديم أسلحة إلى متمردين انفصاليين في منطقة كازامانس جنوب السنغال تسببت في مقتل ثلاثة جنود سنغاليين وإصابة ستة آخرين بجراح.

وقبل ذلك بسنوات قطع المغرب علاقته مع إيران بعد رصده لخطر شيعي يهدد أمن المغرب ونسيجه الاجتماعي

وفي نيجيريا هاجم شيعة مدربون في إيران الجيش النيجري وقتلوا بعض أفراده في مطلع ديسمبر 2015 وحصلت على إثره مواجهات بين الجيش والنيجري وشيعة موالين لإيران.

وختاما :

إن مطالبة الشيخ العلامة احمدو بن المرابط بمنع التشيع في موريتانيا ينبغي أن يطالب بها جميع الموريتانيين وخاصة أهل العلم والرأي، قبل أن نرى أقلية شيعية مدعومة بالسلاح والمال من إيران تلعن الشيخين وأبي بكر وعمر وتعلن ولاءها لإيران
ولتكن لنا عبرة في علماء بلدان أخرى لم يروا التشيع جريمة تستحق المنع حتى صار لعن أبي بكر وعمر أمرا ظاهرا فندموا ولات ساعة مندم، وقد تحدث العلامة القرضاوي وهو أهم شخصية سنية علمية كانت تدعو إلى التقارب مع الشيعة عن تجربته في هذه القضية بحرقة  فيقول " بعد هذا العمر الطويل لم أجد فائدة من التقريب بين السنة والشيعة سوى تضييع السنة وتكسيب الشيعة، السنة لا يكسبون شيئا وهم يكسبون من ورائنا ..... وإن علماء السعودية الذين كانوا ينتقدون حزب الله كانوا أعلم مني بحقيقته"

    حفظ الله بلدنا من شر الشيعة الروافض وشر كل ذي شر وجزى الله الشيخ العلامة أحمدو بن المرابط خيرا على بيان الحق ووفق علماءنا للاقتداء به وحكومتنا للاستجابة له.

    بقلم   يعقوب المختار لولي  

[email protected]   

............................................................................