
( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ ) بهذا الهتاف المقدس سار ملايين المسلمين اليوم على خطى الأنبياء عليهم السلام متجهين إلى صعيد عرفات في يوم الحج الأكبر إذ يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ''الحج عرفة''.
أيام من عبادة متشعبة المناحي يؤديها هؤلاء فالحج عبادة بالمال الذي بذلوه و المشقة التي احتملوها و الذكر بالجوارح و القلب الذي تعودوه و الذي يبقى زادهم بعد تأدية النسك ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
ضبطت بوصلة القلب على وجهة واحدة فلا أغيار و لا حجب .. وحده الله مقصود هؤلاء .. أما آن للقلوب أن تستريح قليلا من هذه الدنيا .
يؤدي الحجاج مناسك ركن الإسلام الخامس و العالم الإسلامي خاصة العربي منه يموج بالفتن و يعاني من الويلات و الألم المزمن لكن له ربا رحيما و في القلوب إيمان بالله لا تدعه مهما ادلهمت الخطوب .
اليوم سيرى العالم كله عظمة هذا الدين و سيرى كيف لم تفرق بين أهل هذا الدين لغة و لا انتماء غير رباني و ستذرف دموع الندم على الأيام الغابرة و سيجود الوهاب على من قصدوه بالمغفرة .
مساء هذا اليوم سيكون من بين هؤلاء من رجع كيوم ولدته أمه فلا ذنب عليه و هذه رحمة الله التي تقهر الشيطان عدو الإنسان فكل تغريره و وسوسته يتلاشيان في لحظة من كرم الله الذي لا حد له و لا حصر .
الله أكبر .. و لا يحرم الإسلام من أعجزه فقر أو مرض أو عائق فله أن يصوم هذا اليوم و له أن يمارس حجا من نوع آخر فليطف بذوي القربى و المساكين و المرضى و ليسع بالمعروف و ليرم كل ما سلف من وزر و خطيئة بالاستغفار و له أن يهرق الدم يوم العيد و يتصدق ..
وصلوا عرفات .. من أصقاع شتى و بلدان .. كلهم بخير و في سعادة و اطمئنان ..
'' مراسلون ''
......................................................................................