مراسلون - الأستاذ أحمد سالم ولد باب
ينوي يحيى - كعادته كل سنة - صيامَ الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة؛ ولأنه يعلم أن لجنة الأهلة لن تعلن عن اليوم الأول منه – كما عَهِدَهَا – إلا بعد يوم أو يومين، فهو يلجأ إلى المواقع الدعوية، كـ"الإسلام اليوم"، لتحديد بداية الشهر.
يواظب يحيى كذلك على صيام الأيام البيض، ولذا فهو يعتمد أيضا على تلك المواقع لمعرفة موعد حلولها..
يقول يحيى - وهو أستاذ بإحدى ثانويات الداخل - لـ"مراسلون": اكتشفتُ منذ زمن بعيد أن لجنة الأهلة لا تجتمع إلا لتحديد غُرّة محرم ورمضان وشوال، أما ربيع الأول وذو الحجة فلا تتكلف عَنَاءَ تحديد بدايتهما إلا عند اقتراب عيديْهما!
ويضيف: أما بالنسبة للأشهر الأخرى فهي تأخذ فيها إجازةً "معوضة على الأرجح"! يضيف يحيى متهكما.
يفاجئنا الأستاذ الشاب بأمر من البداهة بمكان؛ عندما يقول: هل تعلم لجنةُ الأهلة أن مصالح تهم كلَّ مسلم تترتب على التقويم الهجري؟
ويمثل يحيى قائلا: إليك مثلا: عِدَدُ النساء.. وقت إخراج الزكاة.. صوم التطوع كما أسلفت.. المعتمد فيها جميعا هو التقويم الهجري..
ثم يستطرد: بل إن الفقهاء يقولون كل حكم له علاقة بالزمن من أحكام الفقه الإسلامي؛ فالمعتبر فيه التقويم الهجري إلا حكمان: إنظار المعتَرَضِ، وخروج المصدق (العامل على الزكاة).
يرى الأستاذ يحيى أن لجنة الأهلة إذا لم تجتمع في نهاية كل شهر هجري لتحديد بداية الشهر الذي يليه؛ فهي حتما مقصرة في حمل الأمانة التي عُهِدَ بها إليها، خصوصا إذا علمنا - يضيف يحيى - أنها لجنة دائمة، يستلم أعضاؤها رواتبهم بانتظام.