أدرك أن بعضهم يبيح لنفسه "تنابزا" أن يصف من يقف مع الأنظمة من العلماء وأصحاب التخصصات الشرعية "بعلماء السلطان" وقد استخدم هذا المصطلح منذ زمن إلا أن الفتنة المسماة بالربيع العربي قد أعادت استخدامه على نطاق واسع، بل تجد في بعض دعاة الثورة ومفكريها من أصحاب التخصصات الإسلامية من لا يجد حرجا في أن يصف العلماء الموالين للأنظمة أو الرافضين للثورة ب"عمائم السوء".
وهكذا أضحت موالاة الأنظمة مسبة عند البعض مع أن تاريخ علماء الإسلام الأجلاء شاهد بمساندتهم للأنظمة ونصحها رغم اختلاف الدول والمذاهب الفكرية للحكام، وإنما يمكن الحديث عن حالات نادرة من معارضة العلماء للأنظمة في إطار استثناء للقاعدة التاريخية لا أكثر.
أما في وقتنا الراهن فأضحى الإسلاميون الرافضون لخراب الأوطان ضحية لمطرقة الحركات الإسلامية الثائرة وسندان اليسار العلماني الذي يريد أن يبعدهم عن صنع القرار لينقر ما شاء أن ينقر على مذهب "القبرة"
ولم يعد غريبا في وطننا أن تجد نفسك مضطرا للإجابة على سؤال سخيف من قبيل: كيف تكون إسلاميا وتدعم النظام الحالي ؟!
و بالنسبة لي أبدأ جوابي بتغيير طفيف في صيغة السؤال: كيف أكون إسلاميا ولا أدعم النظام الحالي ؟!.
نعم أنا إسلامي وأتيه فخرا بذلك، بلا أحسن إلا أن أكون كذلك...فمنذ عقلت وأنا أزداد يقينا يوما بعد يوم أن هذا الدين الذي أدين الله به هو دين ودولة صالح لكل زمان ومكان..وغالبا ماتكون هذه القناعة وراء بعض المواقف الحاسمة في حياتي، ومن بينها حين قررت أن أدعم برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز فبالنسبة لي وكما أشرت إلى ذلك أكثر من مرة أعتقد أن للرجل "مواقف" بروح إسلامية شجاعة وأخرى وطنية بامتياز ، يخون التاريخ ولا يحترم الحـــاضر من لا يعترف بها.!
وسأذكر هنا لا الحصر:
- قطعه لدابر العلاقة مع الكيان الصهيوني المجرم.
- إذاعة القرآن الكريم
- قناة المحظرة
- رفض الخنوع لفرنسا في حربها ضد المجهول في مالي
- إنشاء حالة مدنية بالمقاييس العالمية
- توديع عهد الجامعة اليتيمة بإنشاء جامعات ومعاهد أخرى..
- وقوفه بحنكة وحزم في وجه محاولات استنساخ "الصيف العربي" في البلاد.
فلو كنت أوالي من أجل الموالاة لكنت مع الرجل في أول يوم وصل فيه للسلطة ولكن الذي حدث أنني عارضت انقلابه وكتبت ودونت عن ذلك أكثر من مرة ولكن الأنظمة كالرجال :(مواقف) وقد أحسن الرجل من وجهة نظري في اختيار المكان المناسب للوقوف ولايعني ذلك نفيا لوجود هنات وأخطاء يجب أن ينتبه لها رئيس الجمهورية وبطانته ونعتبر أن واجب النصيحة في أعناقهم وأعناقنا يحتم علينا أن ننبه النظام عليها وأن نسعى في تصحيحها.
فإن كان هناك اسلاميون يعارضون النظام الحاكم رغم ما ذكرته آنفا فهذا حقهم ولامعنى للديمقراطية إلا بذلك ولكننا اسلاميون وندعم النظام لما ذكرت ولغيره ونحن على العهد مالم يبدل النظام نفسه؟
الدكتور .اسلم ولد الطالب أعبيدي