![الشاعر ببهاء بديوه](https://mourassiloun.com/www/sites/default/files/styles/large/public/field/image/13178618_981280525259887_4889094429196205169_n.jpg?itok=GRx8pL3o)
تَرِيدِينَ مَرْجًا لَيْسَ يَنْضُبُ زَهْوُهُ
وَلَيْسَ لَهُ خَلْفَ الْأَوَانِ يُبُوسُ
إِذَا أَشْرَقَتْ أَزْهَارُهُ فَكَأَنَّمَا
عَلَى الْأَرْضِ مِنْ إِشْرَاقِهِنَّ شُمُوسُ
تَغَنَّتْ بِهَا الْأَرْجَاءُ فَهْيَ حَمَائِمٌ
وَطَابَتْ بِهَا الْآنَاءُ فَهْيُ عَرُوسُ
وَكَيْفَ التَّغَنِّي بِالدِّيَارِ دَوَارِسًا
وَهَذِي دِيَارٌ مَا لَهُنَّ دُرُوسُ
رَوَائِقُ لَمْ يَلْمَسْ حَصَاهُنَّ لاَمِسٌ
وَلَكِنَّ أَحْلَامًا هَنَاكَ تَجُوسُ
فَأَصْبَحْتُ لَا تَنْحُو بَيَ الْهَمَّ وُجْهَةٌ
وَذَلَّلْتُ عَادَاتِي وَهُنَّ شُمُوسُ
إِذَا مَا طِلَابُ النَّازِحَاتِ تَعَذَّبَتْ
بِهِنَّ، وَإِنْ فَاتَ الطِّلاَبَ، نُفُوسُ
يَكُونُ لَنَا مِنْ فَوْتِهِنَّ بَشَاشَةٌ
بِهَا الْقَفْرُ رَوْضٌ وَالْخَلَاءُ أَنِيسُ
وَمَاذَا يُؤَدِّي الْجُهْدُ وَالرُّوحُ ذَاهِبٌ
وَحَظُّكَ مِنْ هَذَا الطِّلَابِ خَسِيسُ
وَيَسْوَدُّ وَجْهٌ أَرْهَقَتْهُ قَتَامَةٌ
مِنَ الْغِشِّ وَالتَّزْوِيرِ فَهْوَ دَسِيسُ
يُطَالِبُ مَا فَاتَ الطِّلَابَ فَيَوْمُهُ
كَلِيلٌ وَأَمَّا لَيْلُهُ فَبَئِيسُ
عَدَتْهُ ظِلَالُ الْأُنْسِ وَاعْتَادَهُ الْأَسَى
فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا الْهُيَامَ جَلِيسُ
وَهَلْ لَكَ فِي الْغَوْرِ الْبَعِيدِ الْتِمَاسُهُ
إِذَا غَاضَ فِي الْغَيْبِ الْخَضَمِّ لَمِيسُ
إِذَا مَا حُمَيَّا الشَّوْقِ جَمْرًا تَوَقَّدَتْ
وَدَارَتْ بِهَا بَيْنَ الْأَكُفِّ كُؤُوسُ
يَدُرْنَ رُؤُوسَ الْقَوْمِ وَالرِّيحُ عَاصِفٌ
عَلَى الْجَمْرِ حَتَّى مَا لَهُنَّ رُؤُوسُ
أَبَيْنَا فَلَمْ نَمْزِجْ سُلَافَةَ رُوحِنَا
بِمَاءِ وُجُوهٍ مَاؤُهُنَّ يَبِيسُ
شَرَعْنَ لَنَا مِنْ غَيِّهِنَّ مَوَارِدًا
حِرَارَ الصَّدَى وَالْمُسْتَظَلُّ وَطِيسُ
وَتَقْلِيبُنَا فِي الْكَفِّ وَالْكَفُّ مُفْلِسٌ
وَهَلْ لَكَ مِمَّا تَرْتَجِيهِ نَفِيسُ
وَمَا لَذَّ مِنْ مَلْهَاكَ فَهْوَ مَنَاحَةٌ
وَمَا طَابَ مِنْ ذِكْرَاكَ فَهْوَ رَسِيسًَََََََََُُُُُُِِِِْْْْ
أَلَيْسَ سَعِيدًا مَنْ يُوَاكِبُ عَيْشُهُ
يَمِيسُ مَعَ الْأَفْنَانِ حَيْثُ تَمِيسُ
وَمَنْ يَسْتَطِيبُ الرِّيحَ وَهْيَ سَمَائِمٌ
وَتُسْعِدُهُ الْأَيَّامُ وَهْيَ نُحُوسُ
الشاعر ببهاء بديوه