سمعت الداعية محمد ولد سيدي يحي حفظه الله منذ فترة يحرم "الهول"، وعزمت على صرم أذني "البيظه" عن ما راق من شدو الشادين وعبرات اشبطن /اوتار...
وفي هذه اللحظات؛ تظلمني "التدنيت" في أكثر أجواء حياة البادية إحراجا ''ظلمة الشهر''، وقد خفتت كل الأصوات لتترك المجال لهذه النغمات الشجية، وقد نام الأطفال وأخذت الدواب مضجعها...
الصوت آت من بعيد، وكل ما يصل إلى مسامعي صوت "التدنيت" فـ''اعظال بيگي''، دون مكبر للصوت، تتخلله حكايات أدبية وردات من مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم..
تذكرت قصة قد سمعتها من سيدة إگيدي الأولى، عن أسرة تركت الفن وارتحلت إلى ...... أصبح رب الأسرة مؤذن المسجد، والأم "امرابطه" لها "تلماده" معتبرة من أبناء "لفريگ"، غلب الشوق ذويهم وقرر خليل لهم أن يضمن عودتهم بأكثر الطرق طرافة ولباقة..
وضع الرجل "التدنيت" في الشمس ليوم كامل، لتجود بنغمات تعيد المرتحِل صاغرا...
اقترب من خيمة ''التياب''.. أخذ يعزف، فاستيقظ الأب وأسرع إلى المسجد ليبتعد عن هذا الصوت، فإذا به يؤذن في مقام "كر" ..
فقامت الأم ونادت على ابنتها: ماريتيلي تسبيحي، في مقام ''سيني"..
وقالت البنت: ''أراه عند الخالفه التلية الساحلية'' في مقام "اعظال بيگي"، لتختم هذا الهول غير آبهة بما قد يصل إلى مسامع قريناتها من بنات الحي "المستزويات"، فقد كان درس والدها الأول لها في الفن أن: اعتبري جمهورك "اگليفه" من النعاج، فأخذت تبتسم كلما رمقتها تلك العيون السامعة في جلسة طرب، حين تتذكر درس الوالد.
استيقظ الحي على هذه الملحمة، وللأسف لم تكن آذان الفتية "بيظه"، فتسللوا الواحد تلو الآخر لاسترداد ألواحهم، وما علموا أن من رزقوا الفن في إگيدي قد رزقوا حظا من العلم، فعادت تلك الخيمة التي تابت عن الفن لفترة، وقد شكوا إلى ربهم ظلمَ ذلك الخليل الذي ذكرهم بما قد اجتهدوا في نسيانه.
تلك حكاية من آلاف الحكايات التي تحكي بعض أسرار الفن، سمعتها كما سمعت الليلة هذه النغمات من غير حولي ولا قوتي.
من صفحة المدونة فتاة إگيدي